في هذا الجزء الثاني من الحوار الذي أجريناه من موقع الفن مع المخرج والمنتج السوري صفوان نعمو، دار الحديث حول رأيه بالإجراءات الإحترازية المتبعة في الوسط الفني بسوريا في ما خص فيروس كورونا المستجد، وتعليقه على الإنتقادات التي طالت مسلسل "شارع شيكاغو" الذي أثار الجدل مؤخراً بسبب معالجته مواضيع جريئة وإستعمال بعض الألفاظ الخارجة، كما تمحور الحديث حول مشاركة الممثل السوري القدير دريد لحام فيه، إضافة إلى الحساسيات التي شهدناها، خصوصاً خلال الموسم الرمضاني الفائت في ما خص الإستعانة بممثلين سوريين ليكونوا أبطالاً في مسلسلات من إنتاج لبناني، وبالمقابل الإستعانة بممثلين لبنانيين في مسلسلات سورية، وأيضاً أبدى صفوان رأيه بالكثير من المواضيع.
كل التفاصيل في الجزء الثاني والأخير من اللقاء الشيّق مع صفوان نعمو.
بالنسبة للسينما، هل تفكر في خوض التجربة؟ أو في أفلام تعرض على منصات؟
تلقيت عرضين لأصور فيلمين خليجيين في الإمارات على أن أتولى إخراجهما، ولكن موضوع شقيقي أمير أخذ كل وقتي، ولا أستطيع أن أتركه، وعليّ أن أقف إلى جانبه في محنته.
أثار مسلسل "شارع شيكاغو" ضجة في الفترة الأخيرة بسبب صورة البوستر الجريئة، وكذلك بعض الألفاظ الخارجة في العمل، ما رأيك؟
هذا مشروع المخرج محمد عبد العزيز، وهو أحب أن يقدم هذا النمط، وهناك أسماء كبيرة توّجت هذا العمل، من سلاف فواخرجي ومهيار خضور، لكنه استفز الناس بالبوستر الجريء، وقد يكون أخطأ بتوقيت العرض لأن الناس مشحونة ومتلهية بأمور أخرى، وهناك إنقسام في آراء الجمهور، بين من أحب العمل وبين من لم يعجبه، لكن محمد عبد العزيز مخرج شاطر، فهو يعتمد أسلوباً معيناً جديداً.
أما بالنسبة للألفاظ الخارجة، فأنا ضد هذا الأمر تماماً، لأن العمل مُشاهد من قبل أطفال، وقد يعرض في أوقات مختلفة، وعندما نشاهد أفلاماً أجنبية تستخدم هذه الألفاظ، يتم التحذير قبل عرض الفيلم بأن مشاهديه يجب أن تكون أعمارهم تتخطى الـ18 عاماً، وهذا ليس موجوداً لدينا.
لاحظنا أن الممثل السوري القدير دريد لحام شارك في حلقة واحدة من المسلسل، هل تعتبر ظهوره هذا يضره كممثل كبير؟ وهل هدف صناع العمل من ذلك الترويج للمسلسل؟
أعتقد أن دريد لحام لو صور مشهداً واحداً في أي مسلسل فهو يتوج هذا العمل، وليس للأمر علاقة بحجم الدور، وأنا أعرف الأستاذ دريد لا يصور أي شيء لمجرد التواجد، ولم يخطئ بقبوله المشاركة في المسلسل فهو لديه عروض كثيفة كي يظهر بمشاهد معينة، ولكنه لا يقبل بأي دور إذا لم يكن مقتنعاً بجدوى ظهوره.
وصل إنتشار فيروس كورونا إلى الوسط الفني السوري، كيف تجدون الإجراءات الاحترازية منه خلال التصوير؟ وهل سيخضع كل أبطال مسلسلكم الجديد لفحوصات الـPCR للتأكد من عدم إصابتهم بالفيروس؟
نحن نضم صوتنا إلى صوتك في أن يتم خضوع كل الممثلين لفحوصات وحتى فريق العمل، ونحن فقط نضع القناع الواقي ونلتزم بالتعقيم، وتحدث لدينا حفلات فنية في مواقع خارجية تضم أعداداً كبيرة من الناس مما يزيد الاختلاط، لذلك نناشد وزارة السياحة السورية أن توقف هذه الحفلات كما أوقفوا الأعراس والجنائز، وعلى البحر نشهد أعداداً هائلة من الناس متواجدين، وهناك فنانون يغنون وكأن لا وجود لكورونا.
نلاحظ في موسم رمضان أن الأبطال الشباب سوريون في المسلسلات المنتجة في لبنان، وفي المقابل هناك ممثلون شباب لبنانيون يشاركون في مسلسلات إنتاجها سوري، وهذا ما أثار بعض الحساسيات في الوسط الفني، ما السبب برأيك؟
لديكم ممثلون لبنانيون وأسماء كبار مع المحبة لهم، يتشرف أي ممثل بأن يقف معهم، والمشكلة تسويقية وليست لها علاقة إذا كان ممثلاً جيداً أو لا، فالقصة متعلقة بما يسمى Pan Arab أي الأعمال العربية المشتركة والأهداف فقط إنتاجية.
هل تجد أن مسلسل "باب الحارة" يجب أن يستكمل بأجزاء جديدة؟
أنا ضد أن يتابعوا "باب الحارة" في أجزاء جديدة، لأن هناك أحداثاً حصلت لا يمكن أن تتكرر، وتغيير الممثلين والكتاب أحدث شرخاً كبيراً مع الناس الذين ضاقوا ذرعاً به، وإكتفوا من مسلسلات البيئة الشامية، وأغلب شركات الإنتاج تنتج معظم أعمالها من هذه النوعية، والدراما السورية لم تعد تطور نفسها في مجالات أخرى، ولدينا كتاب آخرون يمكن أن يصوروا البسمة والحب، لكن نحن نفكر بما أن هذا العمل الشامي تم بيعه، تقوم باقي الشركات بتصوير مسلسلات من نفس النمط ليبيعوا.
نشاهد قلة من الأعمال الكوميدية، لماذا؟
الكوميديا صعبة جداً بالنسبة للكتابة والإخراج، ممكن أن أقدم موقفاً كوميدياً تجدينه سخيفاً ولا يضحكك، فالكوميديا تعتمد على نفسية الأشخاص، فإذا كان مزاجي ليس جيداً فلن يضحكني أي عمل.
الكوميديا السورية تميزت جداً، خصوصاً مسلسل "عيلة خمس نجوم".
المسلسلات الكوميدية السورية كانت تجمع نجوماً وليست فردية، كما نجحت الدراما السورية بتكتلها الفني، فكان يجتمع مثلاً 12 نجماً في عمل واحد.
نلاحظ في الفترة الأخيرة كثرة إستخدام مواضيع الدعارة والمخدرات والعنف في المسلسلات، هل هذا الأمر بهدف بيع الأعمال؟
اليوم مطلوب تغيير جذري في صناعة الدراما، فهناك شركات تسيء للدراما العربية، ومنها الدراما اللبنانية والدراما السورية، وتقدمت مصر حالياً بالدراما الخاصة بها.
الممثلة نادين نسيب نجيم ستشارك في مسلسل بدور كوميدي في رمضان المقبل، هل ممكن أن تنجح؟
الكوميديا سيف ذو حدين إن بالنسبة للممثل أو لصناع العمل، ولم نشاهد نادين بعد في عمل كوميدي، وقد تنجح.
ما رأيك بالممثلة ماغي بو غصن في الكوميديا؟
هي ممثلة بارعة ومتلونة بحالات ومواضيع متعددة من الحزن إلى الكوميديا.
ماذا تود أن تقول في الختام؟
أود أن أشكر الإعلام اللبناني وموقعكم الكريم لوقوفكم إلى جانبي، ولتسليطكم الضوء على قضيتي وأخي، وحتى أنه لم يقم أي موقع سوري بما قمتم به معي.