دائماً ما يتم إنتقاد الفنانين الذين يعلنون آراءهم السياسية بشكل واضح وصريح، والذين يطلقون تصاريح ترتبط بوطنهم، سواء كانت سياسية أو إجتماعية أو إقتصادية، فيعتبر البعض أن الفنان عليه فقط أن يغني ويقدم فناً، وأن يبتعد عن التصريح عن مواقفه الخاصة، لكن العصر تغير، والنجم اليوم لم يعد في السماء، بل بين الناس وهو منهم.
في لبنان تحديداً، يشغل الوضع السياسي والأمني والاقتصادي المكان الأهم والاوسع لدى الناس، خصوصاً في هذا العام الذي حمل معه مصائب كبيرة، كان أصعبها إنفجار مرفأ بيروت بسبب فساد السياسيين، وقبله الوضع الاقتصادي السيئ والمستمر.
من أشهر الفنانين اللبنانيين الذين لطالما أعلنوا بشكل واضح وصريح موقفهم من الطبقة الحاكمة، ونسيوا أي مصالح أخرى، وفضلوا أن يكونوا حقيقيين وإلى جانب الشعب وليس على عرشهم الفني، الفنان راغب علامة الذي لا يترك مناسبة إلا ويعبر فيها عن غضبه من الظلم الذي يلحقه السياسيون بالشعب، والفساد المتفشي في هذا البلد، وهو بشهامة كبيرة تجاهل أية مصلحة خاصة، ورفع صوته عالياً في وجه كل السياسيين.
الفنانة إليسا التي لطالما إشتهرت بصراحتها وجرأتها وأحبها الناس كما هي، دائماً ما كانت حقيقية وواضحة، وأعلنت بكل ما لديها من مشاعر غضب، وحزن على وطنها، أنها ضد كل الطبقة السياسية التي أوصلتنا إلى الحضيض، ولا زالت إليسا مستمرة بنضالها مع أهل بلدها، وتعبر عن وقوفها الى جانبهم معنوياً ومادياً.
الفنانة مايا دياب هي من أكثر الفنانين الذين علوا الصوت، وعبرت بقوة عن غضبها من السياسيين من دون إستثناء، ووصفتهم بأشبع العبارات التي يستحقونها بعد أن أوصلتنا أعمالهم إلى ما نحن عليه اليوم. لم تكترث مايا، كما راغب وإليسا، إلى خسارة أية فئة من الجمهور، بل فضلت أن تبقى حقيقية ووطنية لتشتم كل من تسبب بوصول الشعب اللبناني إلى الهجرة وطلب المساعدات، وحتى إلى الإنتحار.
لن يخسر هؤلاء النجوم من القاعدة الجماهيرية الخاصة بهم، وحتى لو حصل ذلك، فهم على صواب، لأن الوطن قبل أي شيء آخر، فهو من يحتضننا ويحبنا ويطلقنا إلى العالم كله، والساكت عن الحق شيطان أخرس، لذلك نرفع القبعة لكل من يعلي صوته، ويضع نفسه مع الشعب اللبناني، ويترك عرش النجومية التي سيخف وهجها يوماً، ومن يعمل على إرضاء كل الأطراف السياسية قبل وطنه، سيجد نفسه في النهاية خجولاً أمام أرضه، أمام لبنان الحب والكرامة والصمود.