ساهم الممثل السعودي محمد حمزة، الذي لُقّب بـ"عميد الدراما السعودية"، في وضع قواعد الفن السعودي منذ بداياته الأولى، وكان من رواد الحركة الفنية عبر أدواره الشهيرة، من بوابة الإذاعة والتلفزيون السعودي مع إنطلاقته.
فتح بوابة الإبداع على مصراعيها في السعودية، فنشر ثقافة الفن والتمثيل بكل إلتزام وإبداع في المجتمع، ونقل ثقافته وموهبته في العديد من المشاركات العربية مشتركة.
بداياته وأعماله
ولد محمد حمزة يوم 1 آب/أغسطس عام 1933، بالمدينة المنورة في السعودية، ثم إنتقل مع عائلته إلى مدينة جدّة، وعمل في بدايته موظف في الطيران المدني السعودي، لينتقل فيما بعد إلى الإذاعة السعودية الرسمية، وبدأ مسيرته الفنية منها.
في منتصف الستينيات عمل مذيعاً مع إنطلاقة الإذاعة والتلفزيون السعودي الرسمي، ثم إنتقل للتأليف فكتب مسلسل "غيوم في الصيف"، في أوائل السبعينيات.
وبعد هذا العمل كتب وأنتج السهرة التلفزيونية "وفاء الحب"، وهو مقتبس عن قصة حقيقية، إلا أنه رُفِض في البداية بسبب ضعف إخراجه ولتفادي الخسارة المادية لمحمد حمزة، قُرّرَ عرضها في وقت مقتول بالنسبة للشعب السعودي، فعرضت في يوم سبت في وقت متأخر، وكانت المفاجأة عندما نالت شهرة واسعة، وأبدى الجمهور السعودي إعجابه بها.
وبعد نجاح هذه السهرة كتب سهرة أخرى بعنوان "عذاب الصمت"، مدتها أربع ساعات، لتليها أيضاً السهرة التلفزيونية "صرخة ندم".
وفي عام 1982 ألّف مسلسل "أصابع الزمن"، ولعب بطولته إلى جانب ولديه "وائل" و"لؤي"، مديحة حمدي، نسرين، فؤاد بخش. نجح هذا المسلسل بشكل لا يُصدّق، حتى عُرض على الجميع القنوات الخليجية في ذلك الوقت، وعلى أثره تلقّى محمد حمزة خطاب من المسرح الشعبي الكويتي، وأصبح عضواً في هذا المسرح منذ ذلك العام.
وفي عام 1984 شارك في المسلسل المصري التاريخي "جمال الدين الأفغاني"، فجسّد شخصية محمد عظم خان أمير الأفغانستان في إحدى الفترات التاريخية، كما شارك في ذلك العام أيضاً في مسلسل "الزير سالم"، إلى جانب محمود ياسين ويوسف شعبان وفردوس عبد الحميد وغيرهم.
عام 1989 كَتب وأنتج ومثّل في مسلسل "ليلة الهروب"، وأيضاً تعرّض للكثير من المتاعب ورُفض في البداية، إلا أنه أبصر النور أخيراً وعرض على القناة الأولى للتلفزيون السعودي، وكان من أبطال هذا المسلسل سمية الألفي، فؤاد بخش، حمدان شلبي، سعيد بصيري.
عام 1992 ألّف ومثّل في مسلسل "قصر فوق الرمال"، إلى جانب مديحة حمدي، نادين خوري، رجاء الجداوي، سلوى خطاب، جيهان نصرة. وفي عام 1999 ألّف ومثّل في مسلسل "أين الطريق"، وكان من إخراج السوري نجدة إسماعيل أنزور، ومن بطولة نادين خوري، لينا حوارنة، علي السبع، نجاح العبد الله، سعيد بصيري، سحر فوزي.
وفي عام 2000، كتب محمد حمزة وشارك في تمثيل المسلسل الدرامي السعودي "دموع الرجال"، إلى جانب أسمهان توفيق، وفاء عامر، جميلة عزيز، هاني نظير، عبد الرحمن عزت.
في عام 2006 تم تكريمه في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون.
وفي عام 2013 شارك في المسلسل السعودي "أهل البلد"، وهذه كانت آخر مشاركاته الفنية.
حياته الشخصية
تزوّج محمد حمزة وأنجب 5 أولاد، وائل، لؤي، أنمار، وإبنتين بعيدتين عن الوسط الفني، وقد إشتهر ولديه وائل ولؤي من صغرهما في التمثيل، وشاركا في العديد من الأعمال الدرامية سابقاً.
حقائق سريعة عن محمد حمزة
في أغلب أعماله يكتب إسمه في آخر التتر وليس في أوله، وهذا الشيء لا يهمه أبداً.
صرح أنه نادم على دخول الفن، بسبب الخلافات في هذا المجال، من غير أي سبب أو وجه حق.
صرّح أنه محبط بسبب إهماله وعدم تقديره، ونسيان مسيرته الفنية.
في مسلسل "أصابع الزمن" لم يكن هو صاحب فكرة مشاركة ولديه في هذا المسلسل، بل جاء ذلك بناءً على رغبة مخرج العمل بذلك، وقد أبصر هذا المسلسل النور بطريق الصدفة، بعد ما كان شبه مرفوض لدى الإذاعة والتلفزيون السعودي، ثم جاءت الموافقة عليه بعد أن قرأه أحد المسؤولين البعيدين كل البعد عن التلفزيون والإذاعة.
في عام 2000 كتب محمد حمزة سهرة تلفزيونية بعنوان "آخر سهرة حب"، إلا أنّ التلفزيون السعودي لم يوافق عليها، كما كتب وقدّم سيناريو "دوي الصمت"، وهو نص يتناول معاناة ذوي الإحتياجات الخاصة، إلا أنه أيضاً عاد بالرفض.
في عام 2017 تعرّض لوعكة صحيّة، دخل على أثرها إلى المستشفى لعدّة أشهر.
وفاته
توفيمحمد حمزةيوم 26 آب/أغسطس عام 2020، عن عمر ناهز الـ87 عاماً، بعد صراع طويل مع المرض، وطوى صفحته الأخيرة تاركاً سيرة درامية خالدة، كان عميدها وفارسها الأول.