إستطاع الفنان المصري دياب أن يُحقق نجاحاً كبيراً في التمثيل بعد نجاحه في الغناء وإثبات موهبته، حتى أنه أصبح المفاجأة بالنسبة لأي عمل يظهر فيه، فمن خلال ثلاثة مشاهد فقط في مسلسل "البرنس" أحدث ضجة بدور "كتكوت"، وبشخصية مثيرة للجدل بمسلسل "فرصة تانية" إستفز بشرها المشاهدين، وأحبه الجمهور بدوره العرباوي في مسلسل "الإختيار" الذي ظهر فيه ضيف شرف، فهو متمكن من أدائه التمثيلي الذي يرتفع بكل عمل من دون كورسات تمثيلية، وأيضاً من دون أية فلسفة زائدة، وهو مُتصالح مع نفسه في ما يُحقق من نجاح يترك الناس تتحدث عنه، من دون أن يتحدث هو، وهذا نادراً ما يحصل في ظل النجومية المزيفة التي يعيشها اليوم كثيرون.
وفي حديث دياب لـ"الفن" يكشف لنا كيف كانت تحضيراته لشخصية "مدحت" في مسلسل "فرصة تانية" الذي عرض في شهر رمضان الماضي، ومشاريعه الغنائية الجديدة، وأسباب إنتقاله إلى شركة عالم الفن بعد سنوات من التعاون مع المنتج نصر محروس، والكثير من التفاصيل في هذا اللقاء.
ما هي العوامل التي جذبتك لقبول شخصية "مدحت" في مسلسل "فرصة تانية"؟
شخصية "مدحت" مليئة بالتناقضات، وإنجذبت لها حينما قرأتها على الورق، ووجدت أنها مختلفة عن أدواري التي سبق وقدمتها، وخصوصاً أن الشخصية ليست شريرة، إنما أفعالها تدور في هذا الفلك بناء على دوافع نفسية موجودة في الشخصية، وتجلت للجمهور من خلال الدور.
تقديم شخصية شريرة، سليطة اللسان وتهاجم كل من أمامها، هل كانت بسبب عقد نفسية موجودة بالشخصية؟ أم أنها قناع للوصول إلى أهداف خاصة؟
"مدحت" ضعيف من الداخل ويخشى أن يُبين هذا الحب كي لا يُضعفه أمام من يحب، وهذا كان واضحاً في الشخصية بعد مرور الحلقات الأولى من المسلسل، فلقد كان يُحب زوجته، ولكن أفعاله قاسية لخوفه من أن تضيع من بين يديه.
وهل أضفتَ إلى هذه الشخصية بعيداً عن الورق؟
قدمت الشخصية مثلما كانت مكتوبة، إذ لم أضف عليها أي شيء سوى تحضيراتي لها بناء على الورق المكتوب، والمناقشات التي جمعتني بمخرج العمل مرقس عادل، فقد عُرض عليّ الدور، وبدأنا في تصويره بعد أسبوع، وشعرت منذ أول يوم تصوير بأنني "مدحت".
ألم يقلقك تقديم شخصية شريرة جديدة تُضاف إلى أرشيفك المليء بهذه الشخصيات بالتمثيل؟
لم يقلقني ذلك لأنني لا أصنف شخصية مدحت على أنها شريرة، بل إنها قد تكون مثيرة للجدل، فكما ذكرت لك مدحت لم يكن شريراً، بل إن أفعاله هي الشريرة.
في كل مرة تُقدم فيها أدوار الشر نشهد لك بإرتفاع في مستوى الأداء، فماذا وراء طاقة الشر الكبيرة التي تظهر في أدوارك؟
الفكرة أنه حينما أكون أمام دور جميل ويستفزني أحاول أن أُقدمه بأفضل شكل ممكن كي يعجب الناس وينجح، والحمد لله هذا ما أجده بالفعل بعدما أجتهد في تقديم أية شخصية معروضة عليّ.
أدوار الشر تُحقق النجاح مع الناس، ولكنها أحيانا تخرج عن المعايير الأخلاقية، فما المقياس بالنسبة لك في أداء هذه النوعية من الأدوار؟
الشخصيات الشريرة والمثيرة للجدل موجودة بالفعل في الواقع ونحن لا نخلقها، لذلك لا أعتقد أنها تخرج عن المعايير الأخلاقية.
أخبرنا عن عملك في مسلسل "الإختيار".
الترشيح جاء من خلال المخرج بيتر ميمي، وجلسنا معاً وتحدثنا حول تفاصيل الشخصية، وأول ما تم البدء في كتابتها بدأت في التحضير لها على الفور، والحمد لله الشخصية لاقت إستحساناً كبيراً لدى الناس وردود الأفعال حولها كانت إيجابية.
هل مشاركتك في "الإختيار" كانت بدافع وطني؟ أم أن بداخلك رسالة أحببت أن تظهرها من خلال أحداث المسلسل؟
في المقام الأول شرف لأي ممثل يمر من أمام الكاميرا أو من خلفها في عمل مثل "الإختيار"، كما أن كل الذين شاركوا في هذا العمل شاركوا فيه بدافع وطني، إضافة إلى أن الدور مميز للغاية، وكذلك التعاون مع المخرج بيتر ميمي، والممثل أمير كرارة من جديد أمر أسعدني كثيراً.
ألا تبقى بداخلك آثار من الشخصيات الشريرة وطباعها بعد إنتهائك من التصوير، خصوصاً أنك تعيش مع هذه الشخصيات لفترة طويلة؟
أتخلص من آثار الشخصيات التي أُقدمها بعد إنتهاء التصوير خلال عودتي إلى المنزل، فهل يُعقل أن أقدم شخصية مثل "مدحت" وأن تبقى آثار منها في داخلي؟
وماذا عن ظهورك كضيف شرف في مسلسل "البرنس"؟
قدمت شخصية "كتوكوت" كضيف شرف من خلال ثلاثة مشاهد بناء على طلب المخرج محمد سامي، ونجاح هذه الشخصية بهذا الشكل الذي لمسته من الجمهور أمر أسعدني للغاية.
المشاركة كضيف شرف بأعمال فنية هل هي بدافع المجاملات؟ أم هي عُرف فني موجود في العالم؟
بالنسبة لي المشاركة كضيف شرف هي كأنك تدعوني لحضور حفل زفافك، فلا يصح ألا ألبّي الدعوة.
أدوارك وأداؤك تتحدث عنك من دون قيامك بـ"Show" مزيف كالذي يقوم به الكثير من النجوم، هل هذا سلام نفسي؟ أم هدوء يسبق العاصفة؟
سياستي في الحياة "إعمل ودع نجاحك يُحدث ضجة"، وأنا لست ممن يتحدثون عن نجاحهم، فأنا أُقدم أعمالي، وأدع الناس تقول آراءها من دون أن أقول عن نفسي إنني ناجح، فأنا أعمل في الفن بشغف وحب، من دون الإهتمام بـ"Show" أو الحديث عن نجاحي.
وماذا عن جديدك في الغناء؟
لدي عقد مع شركة "مزيكا" مع المنتج محسن جابر، وحالياً أستمع لبعض الأفكار والألحان كي أنتقي منها ما سأقوم بطرحه من أغنيات على طريقة السينغل خلال الفترة المقبلة.
توقيعك مع شركة "عالم الفن" بعد سنوات من تعاونك مع المنتج نصر محروس، هل هذا أمر طبيعي؟ أم كانت هناك خلافات بينكما؟
عقدي إنتهى مع المنتج نصر محروس ولم نُجدد التعاقد، ولذلك ذهبت للتوقيع مع شركة "عالم الفن" من دون وجود أي مشاكل أو خلافات.
ما هي طموحاتك في مجالي الغناء والتمثيل؟
كل ما أفكر فيه هو أن أُقدم للناس أعمالاً غنائية وتمثيلية تُسعد الجمهور، وتعيش معهم لسنوات، وأنا أجتهد على تحقيق ذلك، والحمد لله على كل ما حققته، سواء بالغناء أو بالتمثيل، فكله بركة ربنا عليّ.