كفاح الخوص هو ممثل ومخرج وكاتب سوري من مواليد الزبداني في ريف دمشق عام 1978، درس في المعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج عام 2001، ثم شارك في العديد من الأعمال الدرامية.
يبرع في إعادة تدوير الحكايات الشعبية والذاكرة البصرية الخصبة، التي خزّنها من مدينته، وإعادة تقديمها بمنطق رفيع كأنه يلعب دوراً إمتدادياً لجدته "الحكواتية"، التي كانت تقول له إنه لا يوجد أكثر من 13 حكاية، وعليه أن يغزل على نولها بالإنتماء إلى مخيلة، بوسع سهول مدينته وشهرة تفاحها.
موهبة كتابة الشعر المحكي
إمتلك كفاح الخوص موهبة كتابة الشعر المحكي، وإيجاز القصص الدرامية العاصفة بلغة مختلفة عن مهنته الأساسية، لكن بصورة ربما تتفق عليها بحيويتها ورشاقتها.
الكتابة إلى جانب التمثيل، لم تقتصر فقط على الشعر المحكي، بل تعدّته لسبك المشاريع المسرحية، التي يلعب فيها أدواراً رئيسية، أو يقوم بإخراجها بنفسه.
أعماله
ظهر كفاح الخوص للمرة الأولى في مسلسل "الزير سالم" عام 2000، بشخصية "مرة بن همام"، كما مثّل في العديد من المسلسلات السورية.
لاحقاً، شارك في خمسين مسلسلاً، نذكر منها "صلاح الدين الأيوبي" عام 2001 و"هولاكو" و"صقر قريش" عام 2002 و"ربيع قرطبة" و"بقعة ضوء 3" عام 2003 و"ملوك الطوائف" عام 2005 و"وشاء الهوى" و"ندى الأيام" عام 2006 و"عنترة" و"الليلة الثانية بعد الألف" عام 2007 و"ليس سراباً" و"قمر بني هاشم" عام 2008 و"عن الخوف والعزلة" و"صراع المال" عام 2009 و"القعقاع بن عمرو التميمي" عام 2010 و"إمام الفقهاء" عام 2012 و"سنعود بعد قليل" و"حدود شقيقة" عام 2013 و"حلاوة الروح" و"بواب الريح" و"ضبوا الشناتي" عام 2014 و"حرائر" و"بقعة ضوء 11" 2015 و"عطر الشام" و"عابرو الضباب" و"باب الحارة 8" و"الندم" عام 2016 و"الإمام" عام 2017 و"زهر الكباد" عام 2018 و"عن الهوى والجوى" و"شوارع الشام العتيقة" عام 2019 و"يوماً ماً" و"مقابلة مع السيد آدم" عام 2020.
كما خاض خلال العام 2020 تجربة التأليف والإخراج الدرامي عبر مسلسل "ما بين حب وحب".
رصيد مسرحي
إستطاع كفاح الخوص أن يكرّس إسمه منذ تخرجه في المعهد العالي للفنون المسرحية، كأحد الوجوه الشابة الواعدة، وإستطاع أيضاً أن يكوّن رصيداً مسرحياً، من خلال أعمال مسرحية منها "الرهان، العميان، شوكولا، تيامو، الأيام المخمورة، طقوس الإشارات والتحولات، ومؤتمر هاملت"، كما ألّف نصوصاً مسرحية منها "حكاية علاء الدين، دونكيشوت، حكاية بلاد ما فيها موت".
وبرز إسمه في مجال الإخراج المسرحي، من خلال مسرحية "حكاية بلاد ما فيها موت"، التي عرضت على مسرح القباني في دمشق، وتميّز العرض بإعتماده على أسلوب التغريب البريختي - وهو مذهب حديث في المسرح يعتبر المضمون أهم من الشكل، والحقيقة أهم من المجاز والإيهام المسرحي، أسلوبه قصصي وتعليمي، وقد ظهرت هذه الحركة في ألمانيا على يد المخرج المسرحي إرفن بيسكاتور وبيرتولت بريخت (1898 - 1956)، بعد الحرب العالمية الأولى، مقارباً أساطير غلغامش وعوليس والملاحم البابلية والتموزية القديمة "عندما في الأعالي"، مع أجواء حكاية "ألف ليلة وليلة" ومسرحية "الفيل يا ملك الزمان" لسعد الله ونوس، جنباً إلى جنب مع أسلوب الرواية الشعبية.
كما نجح كفاح الخوص في توليف عدة أشكال من الحكاية مسرحاً، في خيوطها السردية، وفق إيجاد معادل موسيقي لحني غنائي شعري، تمثّل بوجود فرقة موسيقية تموضعت في عمق الخشبة، إضافةً لمشاركة كل من الفنانين نور عرقسوسي وحسان العمراني، اللذين ساهما في تحضير طقسية جنائزية تأبينية للوحات العرض، عمل على مفصلتها بوقفات غنائية ساهمت في إضفاء مناخات من الغرابة، من خلال المزج بين فرقة من العازفين على آلات غربية، ومطربين شرقيين على خشبة المسرح.
ويعتبر مؤسس فرقة "الحكواتي"، التي تعتمد في أسلوبها المسرحي على الحكاية الشعبية، وطريقة سردها في أسلوب مسرحي ينقلنا من حكاية شعبية لأخرى، كان آخرها عرض لمسرحية "يوميات ملك حزين" على خشبة مسرح بابل، كما له مسرحية "بار في شارع الحمرا"، قام بكتابتها وإخراجها وعرضت في مسرح القباني.
أزمة قلبية
في مطلع عام 2016 دخل كفاح الخوص إلى أحد مستشفيات دمشق بحالة حرجة، بعد إصابته بأزمة قلبية، وخضع لعملية قسطرة.
وبعد الوعكة الصحية خرج من المستشفى بصحة جيدة، وعاد إلى منزله ونشر صورة له ولأولاده، وكتب عليها مطمئناً متابعيه، قائلاً: "شكراً لكل الأحبة والأصدقاء.. شكراً لكل كلمة كتبتوها، شكراً للمحبة اللي غمرتوني فيها، شكراً لدعواتكون أنا صرت منيح ورجعت على بيتي بفضل الله وبفضل محبتكون".