هي كاتبة من أكثر الكتاب اللبنانيين نشاطاً وأعمالاً ناجحة، أصبحت أستاذة في مجالها، وما يميز قصصها هي الواقعية التي توصلها للناس بطريقة مؤثرة، ودائماً ما "تضع الاصبع على الجرح".
آخر الأعمال التي كتبتها وحققت بها نجاحاً كبيراً، هو مسلسل "بردانة أنا".
وفي هذا اللقاء مع الكاتبة كلوديا مرشليان تتحدث عن هذا العمل، وعن رأيها ببعض الأعمال والممثلين والممثلات.
ما رأيك بالأصداء التي حققها "بردانة أنا" في جزئه الثاني؟
أصداء "بردانة أنا" بالجزء الثاني كانت رائعة من كل النواحي، التفاعل والمشاهدة، وسعيدة أن الرسالة وصلت، هذا المسلسل بالذات أثّر بي وكنت أريد أن يصل للجمهور.
ما هي نقطة القوة فيه؟
لا أفكر بهذه الطريقة، هو مسلسل مزيج من عدة عناصر، الكمال يصبح اذا كانت مثل هذه العناصر مكتملة وهي خلطة تصل للناس ولقلوبهم، فأنا أرى أن أهم ما في المسلسل أن القصة ممكن أن تحدث في أي بيت ووضعنا "الاصبع على الجرح"، بالاضافة إلى أن بطلته هي نجمة رمضان كارين رزق الله، وهي من بين الممثلات اللواتي ينتظرهن الجمهور.
بماذا تختلفان أنتِ وكارين في الكتابة؟
نحن لا نشبه بعضنا، كارين لديها دائماً الضحكة في أي موقف تكتبه في المسلسل وينتهي بالضحكة، أنا لست كذلك، هي تحب الكتابة البسيطة القريبة من الناس وأنا من النادر أن أكتب "لايت"، وهو عالم بحد ذاته.
ماذا تابعتِ في رمضان الماضي؟
تابعت "أولاد آدم" و"بردانة أنا"، وتنقلت بين "الساحر" و"النحات" و"بالقلب". ولكن تابعت بشكل أساسي "أولاد آدم" و"بالقلب" بسبب التوقيت المناسب لي.
ما رأيك بـ"أولاد آدم"؟
عمل الليث حجو فيه رائع، تجربة مختلفة عن قبل، كاراكتير الأبطال مثير وقوي، مثلاً مكسيم خليل "لعب الدور للآخر" والنص أوصل كل الشخصيات إلى أن تقدم أقصى ما عندها. فلا توجد فيه شخصيات عادية، كلها حالات قوية وهذا يحتاج إلى مجهود طبعاً.
من أين تستوحين القصص التي تكتبينها في كل مرة؟
من الناس طبعاً، فلا نفع للقصص التي تأتي من كوكب ثانٍ، المسلسل يجب أن يشبه الناس، "بردانة أنا" استوحيته من أكثر من 10 قصص وعملت دراسة عنها، وإستوحيت أكثر من موضوع منها بقصة واحدة.
المسلسلات التركية ليست واقعية بشكل عام وهي تستقطب عدداً كبيراً من المشاهدين، ما تعليقك؟
عليك ان تبحث كيف تم العمل في المسلسل التركي، القصص مثلاً سخيفة أحياناً، ولكن قوتهم هي الميزانية التي توضع للمسلسل والديكورات واختيار الممثلين، والدليل أن من يشاهد المسلسلات التركية يقول "قصة سخيفة" ولكنه يتابعها، لا أستطيع أن أشاهد المسلسل التركي. يشاهدون المسلسل التركي 300 حلقة من دون أحداث تذكر بأهميتها، بينما إذا شاهدوا مسلسلاً لبنانياً او عربياً يريدون التشويق في الحلقات الاولى له وإلا ينتقدونه، هذا غريب. في الكثير من الأحيان يعتمد الاتراك على أحداث غير منطقية (يصاب الممثل بـ 300 رصاصة ويبقى حياً) ويعتمد على الصدفة (مثلاً يقع شخص وهو يسير فيصل وجهه على التراب أمام تذكرة) لديهم اعتباطية بالنصوص، انا لو وضعت بنصي ما يضعونه لكانوا شتموني وإنتقدوني.والمشاهد يرى جمالاًَ بالمدن والطبيعة الموجودة هناك فينجذب إليها.
حتى الأعمال الناجحة جداً، مثلاً La casa de papel يقنعوننا أنها غلبت إسبانيا كلها "بشقفة حديدة" ونحن نقتنع ومليارات الناس تشاهد. هذا لأن الميزانية كبيرة جداً لهم فالمنطقية تفقد أهميتها بوقتها.
ما رأيك بالأداء الذي تطل به الممثلات اللبنانيات في الفترة الأخيرة بشكل عام؟
تطور أداؤهن التمثيلي بشكل كبير، ونحن اليوم نفتخر ببعض الأسماء التي حققت نجاحات كبيرة على الصعيد العربي أيضاً.
ما رأيك بتصريح الممثلة باميلا الكيك عن أداء الممثلة نادين نسيب نجيم، والذي إعتبرت فيه أنها تكرر الأدوار نفسها؟
لا أوافقها الرأي طبعاً، كتبت لنادين "سمرا" وكان أداؤها رائعاً بدور الفتاة الفقيرة، وحالياً أرى بعض الصور التي تنشرها من مسلسل 20 20 وتبدو فيه إمرأة عادية، كل ممثلة منهن هي عبارة عن "تجربة"، أنا مع أن يقدم كل ممثل ما يجده مناسباً بالنسبة له، نادين جاءت من خلفية جمالية، ولكنها اشتغلت على نفسها وأصبحت ممثلة محترفة.
الممثلتان نادين الراسي وباميلا الكيك غائبتان بالسنوات الأخيرة عن الدراما ما رأيك بالموضوع؟
هما من أفضل الممثلات اللبنانيات، نادين الراسي تعرف أني أحبها جداً، وقدمنا معاً أفضل الأعمال، وهي تقدم الدور الذي أكتبه بطريقة رائعة، ووجهها خير عليّ. يجب أن تعود، أحياناً يرتاح الممثل سنوات ويعود بقوة. وباميلا أيضاً، أنا اول انسانة آمنت بها حين كانت بسن صغيرة، أعطيتها أدواراً كثيرة، وقدمتها بأفضل طريقة أيضاً، وأتمنى عليها أن تهتم بنفسها لأن لديها طاقة كبيرة بداخلها. لا أحد يعرف ظروف الممثلين الخاصة، ولا يمكن أن أنظّر عليهم من بعيد.