ولد المخرج العراقي عدنان إبراهيم عام 1949 في البصرة، وتوفي عام 2007 بدمشق في سوريا، بجريمة قتل أمام مكتبه.
درس في الإتحاد السوفيتي السابق، إلا أنه بدأ حياته الفنية كممثل في مسلسلات عراقية عديدة، لكنه لم يستمر في التمثيل طويلاً، إذ سرعان ما قرر أن ينتقل من أمام الكاميرا إلى خلفها، لأنه ‘قتنع أنه لا يصلح في التمثيل.
فيلمه الأول "البحث عن طيور البحر" حاز جائزة مهرجان أفلام فلسطين في بغداد، إلا أن طموحه وبحثه عن الإنتشار العربي، جعلاه يغادر وطنه العراق في مطلع ثمانينيات القرن العشرين.
عمل في السعودية لسنوات عديدة في إحدى شركات الإنتاج، وفيها أخرج برنامجاً سعودياً، وبعض الأغاني الوطنية للفنان السعودي محمد عبده.
أعماله
عمل عدنان إبراهيم في بيروت مديراً لمكتب قناة "mbc" لسنوات عديدة، وبعدها إنتقل للإقامة في سوريا وأخرج هناك أعمال تلفزيونية عديدة، كما شغل منصب مدير مكتب قناة "الشرقية" العراقية في دمشق.
شارك كممثل في ثلاثة أعمال، هي "جرف الملح" عام 1974 و"حياتنا" عام 1980، و"قصص خليجية" الذي أخرجه بنفسه عام 1981.
يحمل رصيده الإخراجي 15 مسلسلاً في العراق وسوريا ودول الخليج، منها "خيط البريسم" عام 1979 و"الرحيل المر" عام 1983 و"عودة عصويد" عام 1985 و"الغربال" عام 1994 و"مرايا" عامي 1995 و1996 و"ليل الأسرار" عام 2004 و"رجاها" عام 2005 و"ثمنطعش" عام 2006 و"المواطن جي" عام 2007.
كما ألّف وأخرج سهرة تلفزيونية، بعنوان "الزفاف".
جريمة قتل
في الساعة السادسة والثلث من يوم السبت الثامن من شهر كانون الأول/ديسمبر عام 2007، قُتل عدنان إبراهيم وهو يهم بالدخول إلى مكتبه في ساحة الشهبندر وسط دمشق، عبر طعنه في رقبته وظهره وقلبه أمام مكتبه، ودفن في مقبرة المزة بدمشق.
وفي الطريق إتصل بأحد العاملين معه سائلاً إياه عن سير عمليات المكساج لمسلسله العراقي "المواطن ج"، التي تجري في الشركة العربية للإنتاج الفني في دمشق، إستعداداً لبيعه لإحدى القنوات العربية، وقال له: "تابعوا العمل فأنا سأقضي عملاً ثم أعود إلى المكتب فوراً".
كان عدنان إبراهيم يتلقى إتصالات عديدة وبشكل يومي من العراق، تهديده وتطلب منه إيقاف أعماله التلفزيونية التي تتعرض للشأن العراقي، وتفضح بعض الممارسات الخاطئة هناك.
ويعتقد معظم من عملوا معه بأن أعماله التلفزيونية، التي نفذها لقناة "الشرقية" العراقية، قد تكون هي التي تسبّبت في مقتله، حيث ألزم نفسه منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003، بطرح كل ما من شأنه خدمة وطنه وشعبه المهجر والجريح، ووفقاً للتحقيقات فقد تبين أن القاتل عراقي الجنسية.
مغادرة العراق
مرة، سئل إن كان قد ترك العراق لأسباب سياسية، فنفى ذلك قائلاً بنبرة تنبذ الادعاء، وقال: "لا أتبجح وأقول لأسباب سياسية.. بل كانت لأسباب خاصة، فبعد نجاحي في العراق وترك بصمة جديدة، شعرت أنني مهما حققت من نجاح فسأبقى مخرجاً محلياً في العراق، فقررت مغادرته بحثاً عن فضاء إبداعي أكبر، والحمد لله ما تحقق لي على مستوى الوطن العربي جيد جداً بالرغم من أن الطموح أكبر".
الدراما السورية
إتخذ عدنان إبراهيم من دمشق مقراً له في سنواته الأخيرة، ولم يكن في الأساس غريباً عن الوسط الفني السوري لا في صداقاته، ولا في زيجاته المتعددة وحسب، ولكن في تعاونه أيضاً مع عدد من المخرجين السوريين، أثناء وجوده في قناة "mbc".
وربما كان يأمل أن يواظب على ترسيخ حضوره في الدراما السورية، التي بلغت سن النضج والرشد والمنافسة عربياً، وسبق أن عمل في أجوائها، وعلى رفد دراما عراقية ناهضة بعد سبات وخراب، بخبرته في العمل الإنتاجي والفني والتسويقي العربي أيضاً، لكن يبدو أن مقتله وضع حداً لكل هذه الطموحات، وأنهاها نهاية تراجيدية إستدعت الحديث عن مسيرة فنية حافلة.
شهادة مخرج
في موسم 2005 قدم عدنان إبراهيم مسلسل "رجاها"، المقتبس عن رواية "بائعة الخبز" للكاتبة الفرنسية دوروثي دي جوفيه، بسيناريو وحوار لأحمد حامد وبطولة زوجته حينها الممثلة السورية نورمان أسعد.
يقول المخرج السوري علاء الدين كوكش، الذي شارك في المسلسل كممثل: "كان عدنان إبراهيم خلوقاً ومهذباً بالإضافة إلى ثقافته واجتهاده الفني… ولا يستطع أي إنسان يعمل معه إلا أن يخرج بانطباع محب وودود.. سرعان ما قد يتطور إلى نوع من الصداقة في ما بعد كما حدث معي، حين اختارني كممثل، ولعل صورة المخرج المخلص لعمله، والمواظب على إنجازه ومتابعة كل مراحله كانت الانطباع الأهم الذي خرجت به حين ذاك… وأذكر أنه في أحد الأيام، وكان التصوير قد استمر حتى ساعات الصباح الأولى، سقط المصور من الإعياء إلا أن عدنان إبراهيم بقي في موقع التصوير يتابع بحماس وإخلاص".
4 زيجات
تزوّج عدنان إبراهيم أربع مرات، إحداها من الممثلة السورية مها المصري، وأقام معها قرابة 10 سنوات في الرياض قبل أن ينفصلا، وله منها إبنان هما طيف وريم، وبعدها تزوج من الفنانة العراقية إلتفات عزيز، وأنجب منها إبنة إسمها كرمل، ثم تزوج من الممثلة السورية نورمان أسعد عام 2004، وتطلقا عام 2006، وقبل أشهر من مقتله تزوّج من إبنة سفير سوري في إحدى الدول الأوروبية، وحرص على التكتم عن هذا الزواج.