ممثل، محترف، فنان، هذا هو طلال الجردي، "بسام" في مسلسل "أولاد آدم" الذي تابعناه بشغف في رمضان 2020، استطاع أن يجعل من الدور الثاني، دوراً بطوليّاً حقيقيّاً لا يمرّ على الشاشة مرور الكرام رغم صغر مشاهده.
يستحق أن يحظى بمساحته بعد مشواره الطويل في مجال التمثيل وأدوار تليق بمشواره.
عن مشاركته في "أولاد آدم" وأصداء العمل وثنائيّته مع قيس الشيخ نجيب والتعامل مع دانييلا رحمة، يكشف طلال الجردي ما لم يظهر على الشاشة بعد.
كيف تلقيت أصداء مسلسل "أولاد آدم" ؟
الحمدلله الأصداء جيّدة والعمل بأكمله متكامل، رغم المجهود الذي بذلناه وسط الظروف الصعبة والمعاناة التي مررنا بها في تصوير المسلسل ورغم التعب، والمشاهدون رحبوا بالعمل.
هل أنت راضٍ عن النتيجة التي خرجتَ بها على الشاشة؟
تلقيت العديد من الإطراء وتعليقات النقاد والصحافيين الإيجابية، وهذا أمر "بكبّر القلب".
جسدت دور الشرطي الفاسد في "أولاد آدم" أما في "تانغو" الشرطي الجيّد، أين كان الدور أصعب؟
ليس هناك دور صعب ودور سهل جميع الادوار يجب العمل عليها، لكن دوري في "أولاد آدم" كان يعني لي أكثر، خصوصاً في الظرف الذي يمرّ به البلد ومن المهم الإضاءة على الفساد في الدراما.
ما كانت الرسالة منه؟
هو لا يضيء فقط على فساد الشرطي العسكري بل على الفساد في القضاء والسياسة، وعرضنا الملفات المقفلة التي لم يسبق أن تطرّقنا إليها في الدراما، وهذا العمل يبنى عليه ويجب أن تتبعه أعمال أخرى تسلط الضوء على مكان الفساد في البلد، ليسوا جميعهم فاسدين قد يكون هناك فاسد واحد في البلد ويظلم الجميع معه.
عندما تتطرّق إلى القضية الجهات المعنية تنزعج، فهذا الأمر يدفع بالعاملين في هذه الجهات الى العمل أكثر على نفسهم مثل قوى الأمن أو إدارات الدولة وغيرها. هذه الآفات الغريبة الفاسدة التي تشوّه السمعة ستتم معاقبتها والتخلص منها.
تلقيتم الإنتقادات من جهات أمنية نتيجة هذا العمل؟
تلقينا أكثر من إنتقادات بل إعتراضات، في أماكن معينة اعتبروا أنه لا "ما بيسوا هلقد..." أي لا يجوز التمادي إلى هذه الدرجة ولا يجب عرض هذه الملفات بهذا الشكل على التلفاز، وهذا الأمر يسرّني حين تقول القوى الأمنية إن ما عرض لا يجدر بنا عرضه، أي أن الدولة في مكان ما لا تريد الإعتراف بوجود هؤلاء الفاسدين، وبناء عليه نحن نطالبهم بجهات تحقيق فعالة كالتفتيش المركزي للرقابة. في لبنان عبر السنوات أصبحت "الشطارة" هي سيدة الموقف وهذا أمر معيب.
الى أي مدى قد يكون هذا الأمر حقيقياً حين يتواطأ الشرطي مع اللصّ؟
هناك العديد من القضايا التي ظهرت الى العلن منذ سنة تقريباً، منها توقيف مجموعة من الضباط بقضية دعارة وتهريب أموال، لكن الأمر لا ينطبق فقط على الدولة وأسلاكها بل أيضاً على الناس الذين اعتادوا على "الشطارة" ومحاولة تحسين أمورهم بالإتصال بأحد المعنيين لتسيير ما يريدون، البلد كلّه أصبح "ظبطلي لظبطلك"، نطمح أن تعود الإستقامة الى حياتنا ويصبح لدينا بلد فيه قوانين وقيم إجتماعية تسري على الجميع ويعاقب الفاسد، وذلك لن يحصل بين ليلة وضحاها لأن السوس متغلغل بالناس والدولة وأزلام السلطة.
لفتني في نهاية المسلسل آخر عبارة قلتها "شو وقفت علينا"، بعدما تبلغت بعقوبتك...
"بتروح عالصغير دائماً، لكن نريد أن تروح على الصغير والكبير ويستحسن أن تروح عالكبير أولاً كي يتعلم الصغير"، ودائماً يسلط الضوء ويُتهم من لا غطاء سياسي له أو قوى نافذة تدعمه، أما من كان عنده هذه الحماية فيبقى حراً طليقاً. هناك بلد نريد أن نعمّره، والمتورطون في الفساد عددهم كبير جداً، الفساد يشمل الجميع، نريد أن نصلّح بأنفسنا وبالدولة والسلطة كي نعمّر البلد من دون مناكفات، ويجب أن نجد تسوية في هذا الموضوع كي نكسب الوطن.
مشاهد جمعتك بقيس الشيخ نجيب إلى أي مدى تختلف شخصيته في الواقع؟
حقاً شخصية قيس الشيخ نجيب مختلفة تماماً عن دوره. أولا هو طبعاً ليس سارقاً وليس قاسياً، هو لطيف ومهذب كثيراً ومرن ومتجاوب ولديه مقومات الرجل المحترم.
ففي المهنة يأتي الإنسان أولاً وبعده الوظيفة، الشطارة ليست مهمة، والمهم أن خلف هذا الإنسان الشاطر إنسان لديه معايير أخلاقية وإنسانية جيّدة مع الناس لينجح في التعامل مع الآخرين.
لاحظت العديد من الممثلين في المقابلات يعانون هذا الأمر مع زملائهم في أماكن التصوير؟
ليس فقط في عالم التمثيل، ومن المهم أن يكون الشخص الذي تتعامل معه منضبطاً ودقيقاً في المواعيد وملتزماً في العمل.
أمام الكاميرا كنتما تتشاجران فهل انعكس ذلك على كواليس التصوير؟
على العكس كنا نضحك كثيراً على هذه الخلافات لا بل حاولنا تركيب بعضها، فشكّلنا ثنائية جميلة لاقت نجاحاً كبيراً عند الناس.
ماذا عن دانييلا رحمة؟
فرحت كثيراً لها، هذا المسلسل نقلها الى مكان آخر في مسيرتها وتستطيع أن تقدم الأفضل في المراحل المقبلة. على دانييلا أن تجد المكان الصحيح الذي يناسبها فقط.
الممثل عليه أن يجد المساحة التي تتناسب معه ليؤدي الدور، ودانييلا أصبح لديها إسم مهم ويجب أن تكون حريصة في اختياراتها للأعمال التي تتجانس مع قدراتها التمثيلية.
أنطوانيت عقيقي أخبرتنا عن مواقف طريفة حصلت معك، فكيف حاولت إضفاء جوّ المرح في كواليس التصوير؟
المواقف الطريفة تحصل بلحظتها وأنا دائماً "أريد المزاح" وألقي الدعابات ليس بيدي حيلة، خصوصاً عندما تكون الأجواء مشحونة والعمل متعباً وأنا بطبيعتي أحبّ المزاح.
في تعليقات المتابعين دائماً يطالبونك بالحضور أكثر في أعمال درامية، فهل المشكلة في المنتجين أم في توفّر أدوار ترضيك؟
لم تتسنَّ لي الفرصة بعد كي أحصل على مساحة في الدور، ولم أتلقَّ أدواراً تعطيني المساحة المطلوبة، أنتظر الأدوار المناسبة وأرفض بعضها، عرض علي عملان في السابق وكانت لدي مشكلة فيهما، لم يتجاوب المنتج والمخرج معي فاعتذرت عنهما. أستحق بعد هذا المشوار، وبعد تقدير النقاد أن أحصل على فرصتي المناسبة. قد أبقى سنة كاملة من دون عمل وأفضّل عدم المشاركة في أعمال درامية احتراماً للناس ولنفسي، ولا أطمح للمشاركة في عمل لمجرد فكرة الظهور.
حتى الأدوار الثانية التي أختارها أحاول أن أكون دقيقاً في خياراتي، إذ أحرص على أن أبرزها بطريقة مختلفة عن ما ورد في الورق، لكن لا أستطيع دائماً أن أحارب في لوازم قليلة، ففي النهاية إن كنت أظهر من خلال 70 مشهداً هناك من يظهر في المقابل من 400 الى 500 مشهد، ورغم كل الإنطباعات والأداء الجيد ستظل هناك مساحة كبيرة لا أكون موجوداً فيها.
لقد شاركت سابقاً في أعمال لبنانية بحتة وأعمال مشتركة أين شعرت بطعم النجاح أكثر؟
العمل يفرض نفسه إن كان ناجحاً أم لا، وقد يكون العمل بذاته غير جاذب فالقضية ليست بالعمل اللبناني أو العمل المشترك بل يجب أن يكون العمل جذاباً من ناحية القصة والممثلين والإخراج، وكل شيء مرتبط بالقصة والدراما في النتيجة هي قصة، إن لم تكن جذابة وفيها رتابة وتكرار لن تحمس المشاهد للمتابعة.
لفتني تعليق زميلك باسم مغنية قائلاً: "طلال الجردي فاكهة المسلسل"، ما رأيك؟
لقد شكرته على الفور واتصلت به وتحدثنا طويلا، بيني وبين باسم مغنية "عشرة عمر" وقد تلقيت العديد من الإتصالات من مجموعة من الزملاء.
هل تابعت مسلسلات أخرى غير "أولاد آدم"؟
لم يتسنَّ لي الوقت الكافي كي أتابع جميع الأعمال، لأن التصوير استمرّ حتى نصف رمضان وحاولت مشاهدة بعض الحلقات من كل عمل، لكن لم أركز فيها بالتفاصيل. أتذكر أن مسلسل "بالقلب" كان عملاً جيداً جداً ولفتني.
كيف تمضي وقتك في الحجر المنزلي هذه الفترة؟
أنا لا أتنقّل كثيراً بالسيارة لا أحب، لكن برأيي فكرة المجوز والمفرد قد لا تعجب بعضهم وتعجب بعضهم الآخر، أنا أتمنى أن تستمرّ في الأيام المقبلة إذ تقلّصت الزحمة قليلاً وخفّ التلوّث وتشعر أن البلد ارتاح، والبلد والبنى التحتية لايستوعبان هذا القدر من السيارات في لبنان.