كان القلم دوماً صديقه الوحيد، فأتاحت له الصحافة التعرف على الجو الثقافي والفني، حتى أصبح أحد أشهر الكتّاب في سوريا والعالم العربي، فكتب للمسرح والتلفزيون والسينما وعمل في إعداد البرامج.
لم يكن يعرف أنه سيصبح كاتباً، حين كان في أول شبابه بقدر ما كان يحلم بذلك، فقد درس في كلية الهندسة الميكانيكية وظل حلم الكتابة يراوده، عمل في الصحافة لمدة قصيرة وحين تخرج من الجامعة بدأ بالكتابة التلفزيونية.
يلتقط الأكثر إيلاماً في المجتمع، ليقدمه درامياً على نحو مضحك مبكٍ، لذلك فهو بارع في إجتراح الضحكة من الوجع.
إشتهر في سلسلة "مرايا"
ولد السيناريست السوريمازن طهعام 1964، ببلدة الزبداني في محافظة ريف دمشق، وإشتهر في سلسلة "مرايا،" فكتب لها نحو عشر سنوات، كما كتب لسلسلة "بقعة ضوء" الكوميدية في معظم مواسمها، بينما كانت نسختي عام 2011 من إخراج عامر فهد، وعام 2005 من إخراج هشام شربتجي، تحت إشرافه.
وكان له الدور الكبير في تشكيل ملامح الشخصية الشهيرة "مناحي"، فلقد قدمها مع الممثل السعودي فايز المالكي في أكثر من محطة، أبرزها المسلسل الكرتوني "يوميات مناحي"، والفيلم السينمائي "مناحي".
أعماله
يعد مسلسل "البناء 22" الأول له خلال مسيرته الطويلة، بعدما مهّد للكوميديا السورية أن تتصدر الشاشات العربية من المحيط إلى الخليج، وقد نال العمل الذي أنتج عام 1990 شهرة واسعة بمشاركة مجموعة من نجوم الدراما التلفزيونية حينها، مثل عابد فهد وعصام سليمان الشهير بشخصية "بهلول"، وسامية الجزائري ووفاء موصللي وهالة حسني ونادين خوري وسليم كلاس وعدنان بركات وخالد تاجا وفائق عرقوسي وضحى الدبس، وقد أخرجه هشام شربتجي.
بعد ذلك، خطامازن طهخطوات كبيرة بمشاركة الممثل السوري ياسر العظمة، بالتأليف والإعداد لسلسلته الكوميدية في "مرايا 96، مرايا 97، مرايا 98" مرايا 99 و"حكايا" عام 2000 و"حكايا المرايا" عام 2001 و"حديث المرايا" عام 2002.
وتعد اللوحات التي كتبها مازن طه الأشهر في السلسلة الكوميدية الشهيرة "بقعة ضوء" بدءاً من الجزء الثالث وحتى الجزء الحادي عشر عام 2015.
بين الدراما السورية والعربية
ومن مسلسلاته أيضاً في الدراما السورية "الوجه الآخر" مع فايزة الشاويش عام 1992 و"الفندق" عام 1998 و"أبيض أبيض" عام 2001 و"هيك تجوزنا" عام 2008 و"ساعة الصفر" عام 2010 و"سكر وسط" عام 2013 و"مدرسة الحب" مع نور شيشكلي عام 2016 و"الطواريد" عام 2016 و"ببساطة" بجزئيه عامي 2019 و2020 إضافة إلى الجزئين الثاني والثالث من مسلسل "صبايا" مع نور شيشكلي عامي 2010 و2011.
ومن مسلسلاته العربية في دول الخليج ولبنان "خميس بن جمعة" و"تقاطيع" عام 2014 و"جزيرة الأحلام" عام 2015 و"كراميل" عام 2017 و"جوليا" عام 2018 و"سريع سريع" 2019 وسوب أوبرا "الميراث" 2020، ويترأسمازن طهفريق كتّابه.
وفي رصيده فيلمان سينمائيان هما "مناحي" عام 2008 و"حبة كراميل" عام 2017.
وكتب مازن طه للمسرح أيضاً، ومنها مسرحيات الممثل السوري الراحل ناجي جبر.
Cbm
عُرف مازن طه عربياً بمشاركته في كتابة البرنامج الشهير "cbm"، فكان على مدار 200 حلقة الكاتب المقرر لكل الحلقات.
كما قدم مسرحية "سوا عالهوا" كمخرج ومؤلف، والتي شارك في بطولتها فنانو هذا البرنامج، الذي عرض على شاشة "mbc".
المسرحية عبارة عن مجموعة اسكتشات كوميدية ناقدة، ووحدة الموضوع فيها هي الفضائيات والبرامج التلفزيونية الرمضانية، إضافة إلى زحمة الدراما على الشاشات العربية من وجهة نظر كوميدية ناقدة، إضافة إلى خمس أغنيات ناقدة.
تجارة البسطة
يبتعد مازن طه عن كتابة المسلسلات السورية الطويلة، وكشف أنه تعرّض للظلم كثيراً، ولم تكن هناك حماية لحقوقه، ما دفعه للبقاء في المحاكم سبع سنوات، عندما سُرق منه مسلسل "ساعة الصفر"، مضيفاً أنه مستعد للعمل في سوريا بنصف أجره، ولكن هناك من يحاول إستغلال الحالة الإقتصادية بسبب الحرب، لإنجاز أعمال تشبه "تجارة البسطة".
وإعتبر أن الدراما التلفزيونية حالياً تعيش في عصرها الذهبي في كل دول العالم، إلا أنها في سوريا تغرد "خارج السرب"، فلا زالت تدار بعقلية بائدة عفا عليها الزمن، وتعاني من سطوة المتطفلين عليها.
معلومات قد لا تعرفونها عنمازن طه
متزوج من الكاتبة نور شيشكلي منذ عام 2008، وقد خطت إبنتهما مايا، خطوات مهمة في عالم التمثيل، وشاركت في مسلسلات "مدرسة الحب، علاقات خاصة، سمرا، مذكرات عشيقة سابقة، جوليا، ببساطة"، أما ابنه البكر أيهم، فلم يبتعد عن الأجواء الفنية، ويدرس حالياً "تقنيات التلفزيون" في إحدى جامعات بيروت.
كان المشرف العام على مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"، من تأليف نور شيشكلي، وإخراج هشام شربتجي.
رغم أنه أشهر كتّاب الكوميديا، لكنه ليس شخصاً كوميدياً في حياته ولا شيء يضحكه.
يرى أن الحرب في سوريا ليست السبب في تراجع الدراما التلفزيونية، لكنها سرّعت وتيرة عملية التدهور.
أسّس ورشتي السيناريو والتصوير بمعهد "إيسماس" في الجزائر، لدعم مواهب السينما.
خاض تجربة الإنتاج الفني من خلال إنتاج مسلسل الأطفال "أحلام الفتى يقظان" عام 2002.
حصلت بعض أعماله على جوائز عربية مختلفة، وشارك كعضو في لجان التحكيم في مهرجان تايكي في الأردن.
بدأ حياته بالصحافة الرياضية بعمر 18 عاماً، وهو لا يزال متابعاً ولم يفقد حماسه للكرة الألمانية.