يُطرب له القلب والعقل حين يغني، وتستمتع بالحديث معه عن الوطن وفي السياسة، وحتى إن لم تتفق معه في الرأي في بعض الأمور، إلا أنه لا يمكنك إلا أن تحترم تفكيره.
ورث من أبيه حب الوطن ومحبة الآخر، مهما إختلفت ديانة الشخص الآخر.
إنه النجم معين شريف الذي حاورناه في هذا اللقاء عن الفن والحب والوطن وغيرها من المواضيع، وننشر لكم الجزء الثاني والأخير منه.
كنت تريد الترشح للنيابة، لماذا لم تترشح خصوصاً ان لديك قاعدة جماهيرية كبيرة في منطقتك اليمونة؟
انا لدي مأخذ على قانون الانتخاب، اليوم لا يستطيع المرشح ان يكون حرا، بل عليه الترشح ضمن قائمة، فالمرشح أسير.
ألم تكن قادرا على أخذ الصوت التفضيلي؟
كنت قادرا، ولكن اليوم في ظل هذه التكتلات والانقسام العامودي في البلد، لا مجال للشعبوية.
هل أنت راضٍ على الحكومة الجديدة؟
صراحة، نعم، أشعر بأن هناك جدية في التعاطي، وعلى الاقل كسرنا الروتين ولم نعد نرى نفس الوجوه التي تعودنا عليها منذ 50 عاما، وعلى الأقل هذه الحكومة نجحت في التعاطي مع فيروس كورونا ولديها مشاريع وأنا مع إعطائهم الوقت حتى الصيف.
ماذا تقول للبنانيين أصحاب الودائع المحجوزة في المصارف ولا يستطيعون سحب الأموال منها بالدولار؟
أقول لهم انه سواء ان كانت هذه الحكومة جدية أو لا، علينا الاستمرار في الضغط في الشارع على أية حكومة ستستلم هذا البلد.
أنت كنت مع الثورة؟
انا لا أسمها ثورة بقدر ما هي انتفاضة، فالثورة كلمة أكبر من الذي حصل.
هل نزلت إلى الشارع؟
انا كنت من اول المنتفضين في لبنان.
ولكن أنت مع رئيس الجمهورية وحزب الله، اللذين إنتفض ضدهما الناس؟
انا انتفضت ووجهت كلامي لفخامة الرئيس انه طفح الكيل ونحتاج الى حل، فعلاقتي مع فخامة الرئيس هي علاقة أبوية وعائلية أكثر مما هي علاقة سياسية، هذا لا يعني انني انسحب، بل انا ما زلت معه سياسيا، مع بعض التحفظات على اداء البعض، ولكن هذا يناقش.
أنت ضد أية حكومة تأتي ولا تعمل للناس؟
أنا أرى أن أي غطاء للحكومة هو الغطاء الشعبي.
علينا ان نبقى منتفضين الى متى؟
سنبقى منتفضين حذرين مراقبين الى ان نصل لنتيجة، وهي أن نتحرر من أيدي من هو متسلط ومتحكم بزمام الامور منذ العام 1975 حتى هذا الوقت.
من هو هذا المتسلط؟
كل من شارك او تسبب بالحرب الاهلية في لبنان مقصود بكلامي هذا.
تقصد الجنرال ميشال عون أيضا؟
الجنرال ميشال عون كان قائدا للجيش وهو عنوان استقرار البلد والضمانة الوحيدة التي نتمسك بها، قد يكون هناك بعض الظروف وبعض الحروب التي مرت، ولكن هو قائد جيش وعلى كل من حارب هذا الجيش أن يندم.
هذا يعني أنك تعتبر عندما كانت هناك حرب الإلغاء وحرب التحرير كان هناك حرب على الجيش وليس حرب أهلية؟
كل من وجه بندقيته على الجيش اللبناني هو إنسان مدان وعليه أن يندم.
ماذا تقول للناس الذين لا يدركون لغاية اليوم من هو الجيش، وينزلون الى الشارع ويقولون لعناصره إنهم يدفعون لهم معاشاتهم، في الوقت الذي يبذل فيه الجيش حياته من أجل كل الناس؟
السلام على إسم سيدنا المسيح الذي قال "أغفر لهم يا أبتاه لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون"، فمن دون الجيش لن يعود هناك شيء اسمه لبنان، وهو ضمانتنا الوحيدة وعلى كل منتفض أن يفصل الجيش عن كل المحسبويات.
هل تؤيد وجود حكومة عسكرية؟
لا تنجح في هذا البلد لأنه حتى في الجيش هناك تقسيم بحسب الطوائف، للأسف، ولكن عندما يكون الجيش غير قائم على التعيينات الطائفية تنجح هذه الحكومة، ونحن نطالب بتحرير الجيش من السلطة السياسية.
من زرع فيك حب الجيش؟
من يعرف والدي محمد طارق شريف، يعرف لماذا ابنه هكذا، وأيضا زيارات الإمام المغيب موسى الصدر المتكررة والدائمة الى بلدتي هي التي رسخت بي هذه القاعدة.
هل أنت مع فكر الإمام موسى الصدر؟
طبعا، وانا اقول إن فكر موسى الصدر هو الفكر الوحيد الذي يليق بهذا البلد، لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه.
أي أنك تعلمت منه الانفتاح على كل الطوائف؟
هذا هو العيش الواحد، لا يمارس في الكلام فقط بل بالفعل.
كلمة أخيرة لقراء موقع الفن.
أوجه تحية كبيرة جدا لهم، وأقول لهم تابعوا دائما هلا المرّ التي تدرك ماذا تفعل، بعكس الغالبية التي تطفلت على هذه المهنة.