فرح بيطار ممثلة لبنانية برزت خلال السنوات الماضية بأعمال درامية ناجحة، بينها "ثورة الفلاحين" و"تانغو" وأجددها "ما فيي 2".
درست الإخراج والتمثيل، وبدأت مشوارها التمثيلي على المسرح الذي إبتعدت عنه منذ فترة، لتركز أكثر على الدراما، إضافة إلى تجربة سينمائية واحدة في فيلم "فيتامين".
وفي هذه المقابلة التي أجريناها معها، تحدثنا عن تجربتها في "ما فيي 2"، وغيرها الكثير من المواضيع.
بدايةً أخبرينا عن تجربتك في مسلسل "ما فيي 2"..
صراحةً إنها واحدة من أجمل التجارب لي، لأنني كنت أحب أن أعمل مع الممثل السوري معتصم النهار، وأكثر ما حمسني أيضاً هو العمل مع المخرجة السورية رشا شربتجي، وفعلاً فاقت هذه التجربة توقعاتي، فلقد كنت أسمع عنها كثيراً وكنت أتمنى العمل معها كونها تهتم بتفاصيل الممثل أكثر إخراجياً كصورة، وفعلاً هذا ما حصل معي على أرض الواقع، فهي من المخرجين القلائل الذين يهتمون بالتفاصيل التمثيلية كالصوت والأداء والعيون كيف تتحرك، وهذا أكثر أمر كان لافتاً لي.
قلت إنك كنت تحبين العمل مع الممثل معتصم النهار، هل بسبب ما هو سائد حالياً أن الثنائية الناجحة هي لممثلة لبنانية وممثل سوري أم بسبب معتصم كممثل؟
إنها توليفة متكاملة للصراحة، وهذا ينطبق تحديداً على دوري في "ما فيي 2"، فمن المعروف أن البطلين في العمل هما معتصم والممثلة فاليري أبو شقرا، وبالنسبة لدوري أنا وكونه يرتكز مع أحد الأبطال الذي هو معتصم، فهذا لوحده نقطة إضافية لي، وهذا طبعاً كان ليختلف لو كان مع أحد آخر من الممثلين في العمل، مع إحترامي لأدوارهم جميعاً.
والنقطة الثانية، أنني أحببت جداً تمثيل معتصم، فشهادتي مجروحة به، فهو كممثل، ومن دون أن يتكلم، يعيش الدور بكل صدق، وهو بنظراته فقط ينقل الحالة.
إلى أية درجة تشبهك شخصية "هبة" في المسلسل؟
تشبهني ولا تشبهني، فأنا شخص لا يهرب، بل يواجه، مع العلم أننا لا نستطيع القول إن "هبة" إختارت الهروب، وإنما الظروف حتّمت عليها إختيار قرارات معيّنة، وهي تشبهني بهدوئها.
على أي أساس تختارين اليوم أدوارك؟
في البداية أنظر إلى الدور الذي سألعبه إن كان دوراً مؤثراً في القصة أم لا، بعدها أنظر إلى أي حدّ سيضيف الدور شيئاً إلى مسيرتي أم لا، والأمر الثالث أنظر إلى من سأشارك التمثيل وإلى شركة الإنتاج والمخرج الذي له دور كبير في شكل ظهور الممثل في العمل، فهذه الامور كلها أهتم بها أولاً قبل أن أنظر إلى مساحة الدور أو إن كان بطولة أو لا أو لناحية المردود المادي.
متى تصل فرح إلى مرحلة تقول بها "أنا أستحق دور البطولة المطلقة"؟
سبق وأديت دور بطولة في مسلسل "غربة" الذي إنتهينا من تصويره العام الماضي، مع الممثلين اللبنانيين كارلوس عازار ووسام حنا، والذي كان من المفترض عرضه الخريف الماضي وتم تأجيله بسبب الثورة، ومن ثم تمّ تأجيله مجدداً ولن يتم عرضه في رمضان بقرار من إدارة شاشة الـLBCI، ربما بسبب الوضع العام، إلا أنه سيتم عرضهعلى شاشة Bein drama.
أما بالنسبة لدور البطولة بشكل عام، فأنا للصراحة أطرح هذا السؤال على نفسي منذ العام الماضي، وليس هناك من ممثل لا يطمح لهذا الأمر.
بالنسبة لي لدي تجربة بطولة جاهزة، ولكن في الوقت نفسه ليس لدي، كونها لم تعرض بعد، مع الإشارة إلى أنني متحمسة جداً لعرض العمل لكي أستطيع أن أقيّم أدائي إن كنت في المكان الصحيح.
ماذا عن دورك في مسلسل "غربة"؟
أؤدي في العمل شخصية شابة تدعى "حلا" وهي لديها شغف كبير لكل شيء له علاقة بالفن، وهي مستعدة لأي شيء من أجل الحب، وتحب الرسم كثيراً، وكونها تعيش في ضيعة، فإن أهلها لا يسمحون لها القيام بما تحب.
حلا لديها شقيقان، تلتقي بـ"مروان" الذي يؤدي دوره الممثل اللبناني كارلوس عازار، خلال زيارته إلى ضيعتها، وهنا تبدأ علاقة الحب بينهما إضافة إلى المشاكل بينها وبين أهلها بسبب هذه العلاقة.
شخصية حلا وطموحاتها تعتبر جريئة بالنسبة للحقبة ما بين الخمسينات والستينات التي يتناولها العمل.
درستِ إخراج وتمثيل، هل تجدين نفسك اليوم مظلومة في الوسط الفني، وهناك أسماء أخرى لممثلات يأخذن مما هو من المفروض أن يكون لكِ؟
كلمة مظلومة ليست موجودة في قاموسي، فهذا المجال يرتكز بشكل كبير على الحظ ومن يثبت نفسه، ولقد حالفني الحظ في كثير من المواقف، وأجد نفسي محظوظة ولست مظلومة أبداً، بدأت ببرنامج "إربت تنحل" لمدة 4 سنوات، وبعد سنتين شاركت في فيلم "فيتامين" مع الممثلتين ماغي بو غصن ومي سحاب، بعدها شاركت في مسلسلات "ثورة الفلاحين"، "تانغو" و"إم البنات".
وإضافة إلى الحظ، فإن هذا المجال يعتمد كثيراً على المعارف، ويصل عدد من الممثلين بفضل هذين الامرين وطبعاً يثبتون أنفسهم لاحقاً.
هل هناك من ممثل أو ممثلة ستحرصين على متابعة مسلسله في رمضان؟
شخصياً أحب الممثلة اللبنانية نادين نسيب نجيم، وأحب مسلسلاتها كثيراً، إضافة للمخرج اللبناني فيليب أسمر، فأنا أقول دائماً أنه عرابي في هذا المجال أكثر مما هو صديقي، وهما سويّةً في عمل واحد ولكن حزنت كثيراً أنهما لن يكونا هذه السنة، وطبعاً سيتركان فراغاً.
وبالنسبة للمسلسلات التي ستعرض هذه السنة في رمضان، يستفزني كثيراً الممثل السوري باسل خياط، وأعتقد أنني سأتابع مسلسله "النحات"، وأعجبت كثيراً ببوستر مسلسل "أولاد آدم" وأحب أن أرى الممثلة اللبنانية ماغي بو غصن بعمل غير كوميدي.
بالحديث عن نادين نسيب نجيم، طبعاً تتابعين الإنتقادات التي تتعرض لها دائماً، لماذا برأيك؟
برأيي، ليس هناك من أحد ناجح مثل نادين ولن يتعرض للإنتقادات، فأنا أرى أن أي شخص ينتقد نادين سواءً بحق أم بغير حق، فإن هذا الإنتقاد نابع من فكرة لماذا هي وليس أنا، فمن المستحيل أن يكون أحد في مكانة نادين ونجوميتها ولديه الجمهور الكبير الذي يحبها أن لا يتعرض لهكذا إنتقادات.
وأنا شخصياً أرى أن نادين عملت كثيراً على نفسها، وتعرف جيداً كيف تختار أدوارها وهي طبيعية جداً.
بداياتك كانت من خلال المسرح، اليوم أنت بعيدة عنه؟
جداً، وأنا حزينة كثيراً لهذا الموضوع، فقد كنت بدايةً أشارك في عمل مسرحي في جامعتي، ولاحقاً إنتقلت إلى المسرح الإرتجالي.
أحزن جداً لبعدي عن المسرح، وهذا لأن متطلبات العمل المسرحي صعبة وتحتاج للكثير من الإلتزام والوقت، وأنا في حالتي اليوم لا أستطيع الإلتزام بعمل مسرحي كوني متزوجة ولدي ولد، فلا أستطيع مثلاً أن أتمرن 3 أشهر، لأربع ساعات أو خمس ساعات في اليوم الواحد، لأعود وأعرضها أسبوعاً كاملاً، فهذا أمر صعب بالنسبة لوضعي العائلي، ولكن نفسياً المشاركة في المسرح هي أجمل شيء بالنسبة لي، ولربما لاحقاً ومع تغيّر الظروف قد أعود مجدداً.
ماذا عن السينما؟
تجربتي الوحيدة كانت في فيلم "فيتامين"، وبعد حوالى العام من عرضه، كان هناك حديث عن فيلم ثانٍ من بطولتي مع الممثلة اللبنانية ميرفا القاضي، لكن إنقطع الحديث عنه لاحقاً ربما لأنه لم يكن هناك من تمويل، وبعدها لم أتلقَ عروضاً أخرى.
من هو الممثل الذي تحبين تأدية دور بطولة معه؟
في مسلسل "غربة" كانت هناك كيمياء كبيرة بيني وبين الممثل وسام حنا، فهو يعمل كثيراً على الشخصية، وهذا أراحني معه كثيراً، وأيضاً مع الممثل كارلوس عازار الذي لم أكن خائفة من الوقوف أمامه كوننا تجمعنا صداقة وأعرفه من قبل، وأضف إلى ذلك كما قلت سابقاً ثنائيتي حالياً مع الممثل معتصم النهار التي أيضاً إرتحت كثيراً بها.
أما ثنائية جديدة، صراحةً ليس هناك من إسم ممثل معيّن.
بعد "ما فيي 2 " هل هناك من عمل جديد؟
شيء مؤكد كلا، ولكن تم التواصل معي للمشاركة في عمل من 10 حلقات، وذلك للتأكد إن كان بإستطاعتي التواجد لمدة حوالى الشهر في فندق من أجل التصوير، وذلك إنطلاقاً من الإجراءات المتخذة حالياً بسبب فيروس كورونا، ومن هذا المنطلق يتم التحديد إن كنت سأشارك أم لا.
كيف تمضين اليوم فترة الحجر المنزلي؟
الكل ينصدم عندما أقول لهم إن هذه الفترة هي من أجمل فترات حياتي، ولكن فعلاً هي كذلك، لأنني أعيش حالياً في المنزل نفسه برفقة زوجي وإبني ووالدي ووالدتي، وأنا شخصياً سعيدة جداً كيف نمضي وقتنا حالياً، فهناك أمور نقوم بها اليوم منذ زمن لم نخضها، فمثلاً نحضّر سويةً العشاء.
ماذا ستغيّر بك هذه المرحلة؟
أعتقد أنها ستغيّر الكثير من الأمور، فلقد أصبح بالي اليوم أطول بكثير، وثانياً أصبحت أقدّر كثيراً الوقت والأوقات الجميلة، ولا سيّما الوقت الذي أمضيه مع عائلتي.