لم تكن رحلةماكدة مورةالفنية مفروشة بالورود، فعلى الرغم من مشاركتها في العديد من التجارب المسرحية في مسرح حلب القومي، عندما كانت في العشرينيات من عمرها، إلا أن إنضمامها لنقابة الفنانين السوريين تأخر حتى عام 1994، عندما أصبحت سيدة تبلغ سن الثامنة والثلاثين، ولم تدخل إلى عالم الشاشة الصغيرة والدراما التلفزيونية، حتى وصلت إلى سن الأربعين.
20 مسلسلاً وفيلم واحد
كان مسلسل "إخوة التراب" عام 1996 أول تجاربها التلفزيونية، وبعده حصلت ماكدة مورة على المزيد من الفرص في الدراما التلفزيونية السورية، فشاركت في 20 مسلسلاً، نذكر منها "خان الحرير" عام 1996 و"هوى بحري" و"تل الرماد" و"يوميات جميل وهناء" و"أيام الغضب" عام 1997 و"الحقد الأبيض" و"الطويبي" و"الثريا" عام 1998 و"ليل المسافرين" عام 2000 و"الأيام المتمردة" عام 2001 و"البيوت أسرار" و"يوميات فهمان" عام 2002 و"طرة ولا نقش" عام 2007 و"الناس بلا الناس" عام 2008.
وفي المسرح شاركت في أعمال المسرح القومي بحلب، ومسرح الساعة ومسرح المضحك المبكي وأعمال اتحاد عمال حلب، كما شاركت في أعمال إذاعية لصالح إذاعة دمشق.
وعلى الرغم من أنها لم تلعب دور البطولة بأيٍ من هذه الأعمال، إلا أنها سجلت حضوراً خاصاً في أعمال البيئة الحلبية، بسبب براعتها بنقل تفاصيل هذه البيئة إلى الشاشة ببساطتها، فلقد إشتهرت بشخصية "أم عادل"، التي أدتها في مسلسل "خان الحرير"، كما اشتهرت بشخصية "أم عبده" التي أدتها في مسلسل "البيوت أسرار".
ولكن تبقى تجربة ماكدة مورة المسرحية، هي أهم ما يميّز مسيرتها الفنية، فلقد شاركت في العديد من المسرحيات المهمة، ومنها "المدينة المليونيرة"، و"حفلة على الخازوق"، و"حالة حرجة"، و"المتقاعد"، و"مصنع الأقدام والسيقان".
معظم الأعمال التلفزيونية التي شاركت فيها تركّزت في الفترة بين عامي 1996 و2002، قبل أن تغيب عن التلفزيون لخمسة أعوام، لتعود في عام 2007 وتشارك بمسلسلي "طرة ولا نقش" و"الناس بلا الناس"، الذي عرض عام 2008، والذي كان آخر أعمالها، وتوقفت عن العمل منذ ذلك الوقت، بسبب المرض، الذي أودى بحياتها في نهاية المطاف.
وفي السينما، لم تشارك سوى في فيلم واحد طيلة مسيرتها الفنية، وهو فيلم "رؤى حالمة"، من دون أن تضيف هذه التجربة الكثير لها، فأمضت حياتها الفنية بأداء الأدوار الرديفة.
حضور إنساني
بيّن الكاتب محمد أبو معتوق أن ماكدة مورة، من الممثلات اللواتي كان لهن دور على خشبة المسرح الحلبي، إبان صعود المد التكفيري منذ الثمانينيات بحلب، حين أضحى الحصول على دور نسائي صعباً.
وقد تصدت لهذه المهمة هي وممثلات قليلات أخريات، منهن الممثلة الراحلة عهد فنري وسيدة المسرح الحلبي الممثلة هدى ركبي، مشيراً إلى أن مورة بدأت مسيرتها المسرحية مع المسرح العمالي بحلب، وبإشراف المخرج الراحل أحمد سيف، فكان لها حضور لافت فيه، ثم إنتقلت للمشاركة بعروض المسرح القومي في حلب، منوهاً إلى أنها عرفت بصوتها ذي البحة المميزة والأداء العميق، وإستمرت على ذلك حتى صارت ممثلة ذات مكانه وتأثير وحضور مسرحي وإنساني، في معظم عروض المسرح بحلب.
المرأة الحلبية
قال غسان دهبي، عضو نقابة الفنانين ومدير العلاقات العامة بفرع حلب، إن ماكدة مورة كانت من الممثلا السوريات القديرات، فلقد جسدت في أغلب أدوارها المرأة الحلبية، وعملت في المسرح لسنوات طويلة، كالمسرح العمالي والمسرح القومي، وتعاملت مع أغلب مخرجي المسرح في حلب.
وفاتها
بعد رحيلها في الخامس من أيلول/سبتمبر عام 2018، عن عمر يناهز الـ62 عاماً في مسقط رأسها، متأثرة بمرضها، لم يتصدر الخبر نشرات الأخبار الفنية، بل جاء هادئاً، كما كان خبر إبتعادها عن الدراما السورية قبل أعوام كثيرة، قد حدث من دون ضجة، لتنتهي مسيرتها في الهامش، كما كانت دائماً.