برز الممثل اللبناني وسام صباغ بأدائه المحترف وحضوره الملحوظ على الشاشة، وتمكّن من رسم الإبتسامة على وجوه شريحة كبيرة من الجمهور، من خلال أدواره الكوميدية، لكنه قرر أن ينزع عنه عباءة الفن الكوميدي حتى إشعار آخر، ويتجه بكل قواه إلى الأعمال الدرامية التراجيدية، ليطّل في مسلسلي "العودة"، وما فيي 2"، بالإضافة الى "عشيق أمي"، والذي سيعرض في رمضان المقبل.
في هذه المقابلة مع موقع "الفن"، يتحدّث صباغ عن هذه النقلة الجديدة بمسيرته التمثيلية ورأيه بالدراما اللبنانية، وأمور أخرى.
كيف كانت أصداء مسلسل "العودة"؟
الأصداء رائعة جداً، فالعمل متكامل بجميع العناصر التي تجعله ينجح، من خلال الشخصيات والقصة والإخراج لإيلي السمعان، الذي وضع لمسته الخاصة، وأيضاً طارق سويد لرؤيته الدرامية الخاصة، بالإضافة الى الإنتاج الضخم لشركة إيغل فيلمز، التي تقدّم الأفضل دائماً، والجميع في كواليس التصوير كانوا متفاجئين من الحماس لدي لتقديم الشخصية.
وهل تعتبر دورك "الشرير" في المسلسل نقلة جديدة لك؟
دور "عيسى" الذي أقدمه في المسلسل هو دور أساسي، وستكتشفون مع الوقت السبب الحقيقي للشر الذي يسكنه، وأردت من خلال هذا الدور أن أحدث صدمة للجمهور من خلال تقديم الشخصية بكل تفاصيلها، والإعتماد على الغموض والتشويق، كما ركّزت جيداً على نبرة صوتي كي تتوافق والشخصية التي ألعبها، وأيضاً هي نقلة جديدة لي فالممثل الجيد يستطيع أن يقدّم مختلف الأدوار ويعمل على تطوير أدواته بالشكل الذي يخدم الشخصية وتظهر بحقيقتها للجمهور، وعلى الممثل أيضاً أن يكون متمكناً وصادقاً في إظهار هذه الشخصية على الشاشة.
قلت إنك ستبتعد عن الكوميديا حتى إشعار آخر..
نعم كنت بحاجة الى التغيير حتى لا أبقى في مكان واحد فقط، وهذا يعطيني قدرات وإمكانيات لتطوير مهاراتي وإبراز إمكانياتي كممثل، مع أنني قدّمت أدواراً تراجيدية من قبل مثلاً في مسلسل "ثورة الفلاحين"، وحتى في مسلسل "بروفا"، لكن أعتبر البداية للنقلة الجديدة لي من خلال مسلسل "العودة"، ولذلك سأتوقف لفترة عن الكوميديا ولا أعرف إلى متى.
يعني تعتبر أنك ظلمت بحصرك في الكوميديا فقط؟
نعم ظلمت من قبل منتجين ومخرجين عندما حصروني في أدوار كوميدية، لكن لا أتنكر للأعمال الكوميدية التي قدّمتها، وحققت فيها نجاحات مهمة.
وماذا عن مشاركتك في مسلسل "ما فيي 2"؟
التجربة مهمة أيضاً في هذا المسلسل، وشخصيتي مختلفة عن "العودة"، فأجسد في "ما فيي 2" دور كاتب مرهف حساس قريب من الفن جداً، وكانت الأجواء في التصوير مليئة بالمودة والإلفة، وأحببت هذه المشاركة حتى أُظهر ما لدي من إمكانيات في تجسيد مختلف الشخصيات. وأشكر المخرجة الرائعة رشا شربتجي على ثقتها بي للمرة الثانية، بعد أن إختارتني للمشاركة في مسلسل "بروفا"، والذي عرض في رمضان 2019 مع الممثلة اللبنانية ماغي بو غصن، وهي لفتتني إلى خامة صوتي الجميلة وكيف يجب أن أغتنمها في أدواري.
وهل ترى تطوراً في الدراما اللبنانية، خصوصاً أن "العودة" الذي يضم عدداً كبيراً من الممثلين اللبنانيين يعرض على شاشة mbc4؟
الدراما اللبنانية تتطور شيئاً فشيئاً، وهذا يعطينا حافزاً أكثر للإنتشار وتقديم أفضل الأعمال والإنتاجات، ولا شك أن هناك شركات إنتاج لبنانية تعمل بكل قواها لتقديم أهم الإنتاجات في العالم العربي، لذلك نحن في طور التقدم وهذا دعم أكبر للأعمال اللبنانية وللممثل اللبناني.
لكن بعض الممثلين اللبنانيين إعتبروا أن الممثل في لبنان لا قيمة له وبعض شركات الإنتاج تفضّل الممثل السوري عنه..
لا أريد أن أدخل في هذا الجدل، الممثل اللبناني له قيمته، ويبرز أيضاً في الخارج من خلال الأعمال الدرامية المشتركة، وأرفض هذه التصنيفات والمقارنات.
وهل لديك مشاركة بعمل في رمضان؟
أصوّر مسلسل "عشيق أمي"، وهو أيضاً بعيد عن الكوميديا، الى جانب الممثلة اللبنانية ورد الخال.
وماذا عن السينما؟
لست غائباً عن السينما، في العام 2018 شاركت في فيلم "تايم أوت"، لكن في عام 2019 ولظروف البلد لم أستطع المشاركة في أي عمل سينمائي جديد، وإذا عرض علي مجدداً وكان الدور مناسباً سأشارك بالتأكيد.
كيف تنظر الى الوضع في لبنان؟
نحن من الذين لا يستسلمون مهما كانت الصعوبات وسنبقى صامدين ونتحدى الظروف، وأنا أدعم كل شخص يقف ليعبّر عن وجعه ويدافع عن حقه بالعيش في كرامة، وصرخة الشعب محقّة في وجه الظلم.