في ختام فعاليات مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير الجمعة 31 كانون الثاني/يناير الماضي، تم الإعلان عن فوز الفيلم اللبناني "منارة" بالجائزة الفضية للمهرجان، وذلك في المسابقة الرسمية ضمن فئة أفضل فيلم روائي قصير والفيلم للمخرج زين ألكسندر، والفيلم هو واحد من 11 فيلماً لبنانياً شارك في المهرجان هذا العام سواء في المسابقة الرسمية أو خارجها، وقد حازت أغلبها على إعجاب الجمهور والحضور من الإعلاميين أيضاً.
الحرب في لبنان في المسابقة الرسمية للمهرجان وفيلم يحصد الفضية
وخلال فعاليات المهرجان نافس فيلمان من لبنان على جائزة أفضل فيلم روائي قصير، ومنها فيلم "سلسلة اختفاءات وعلاقات غير مريحة"، وهو من إنتاج عام 2018 ومدته 16 دقيقة تدور خلالها الأحداث عن زاهي الذي يعود إلى لبنان، كي يستلم جثة والده الذي اختطف في الحرب اللبنانية، فيذهب إلى المستشفى لكنه يجد جثة والده قد اختفت مرة أخرى، فيصبح عالقاً بين عالمين وهو يحاول أن يعثر على جثة والده، الفيلم من تأليف وإخراج حسن ابراهيم.
الفيلم الثاني "منارة" والذي استطاع أن يحصد الجائزة الفضية كأفضل فيلم روائي قصير للمخرج زين ألكسندر، فخلال 15 دقيقة، هي مدة الفيلم، نتعرف على عائلة آل زياد التي تعيش في جنوب لبنان في بلدة ساحلية، وعلى الرغم من أن الحياة الأسرية تبدو هادئة تماماً ومبنية على علاقات متينة، لكن المفاجأة هي أنه بوفاة الأب نكتشف أن زوجته عازمة على الكذب بشأن سبب وفاته.
حلم اسطنبولي ..فيلم وثائقي يكشف عن رحلة كفاح مخرج وممثل لبناني
في الفيلم الوثائقي "الحلم الاول" للمخرج العراقي محمد العامري يستعرض خلاله قصة فرقة "اسطنبولي" للمخرج والممثل اللبناني قاسم اسطنبولي، وكيف بدأ حلمه بالمسرح والاقتراب من الجمهور في الشارع والهدف هو الفن أولاً، ودور الفرقة في إحياء المسارح ودور العرض المغلقة في بيروت ومنها سينما الحمرا، قبل أن تنطلق عروض الفرقة في مختلف أنحاء العالم.
كما عرض أيضاً فيلم المخرجة حنان عبد الله "قمر"، وهو فيلم يتناول سيرة ذاتية عن امرأة مسنة فقدت إبنها أثناء الحرب منذ أكثر من 38 عاماً، وتعيش على أمل أن يعود وينقذها، وهو من إنتاج الجامعة اللبنانية الدولية.
قضايا الموت والحياة والمعاناة واللاجئين في الأفلام خارج المسابقة
وفي القسم الرسمي خارج المسابقة شارك أيضاً العديد من الأفلام اللبنانية المهمة، وعلى رأسها فيلم "أمي" للمخرج وسيم جعجع، وهو الفيلم الذي حصد جائزة النجمة الفضية لمهرجان الجونة السينمائي لعام 2019، والفيلم عن تجربة ذاتية للمخرج الذي فقد والدته وهو طفل صغير، فقرر أن يكشف عن أوجاعه وما عاناه من خلال رصده في عمل سينمائي قصير،وفي الفيلم نرى الطفل الذي تتوفى أمه وهو في عمر التاسعة وحديثه إلى "يسوع"، وكيف أنه يعلم بأنها ذهبت إلى "يسوع" ولكنه يحتاج إليها أكثر.
وعن اللجوء والمعاناة أيضاً عرض فيلم "أثر" والذي نعيش معه خلال 9 دقائق معاناة الطفل "عمر"، الذي يعيش في أحد مخيمات اللجوء في لبنان ويعاني من إضطراب نفسي نتيجة الأحداث التي عاشها في بلده، وتهدّم منزله وكيف يتفاعل مع المحيط حوله خارج المخيم أو داخله، والفيلم للمخرجة مريم عثمان. وفي فيلم المخرج كريستل الكوسا "الشجرة"، نعيش مع تجربة إنسانية من خلال علاقة مصور وفتاة تسعى من خلال الفيلم لإنقاذه بكل الحيل وتتوغل في حياته.
وشاركت أيضاً المخرجة فاطمة سويدان بفيلمها اللبناني "بلحظة"، والمخرجة نور الصباح المراد بفيلم "جنى"، والذي يتناول حياة فتاة تدعى جنى تعيش مع عائلتها التي ترغب بتزويجها لشخص أكبر منها بثلاثين عاماً، وهي تبلغ من العمر 13 عاماً.
وعرض أيضاً في خارج المسابقة فيلم "رحلة من عيدا" للمخرجة باميلا شاهين، والفيلم عن بحار يبلغ من العمر 50 عاماً يعيش بمفرده في منزل صغير على ساحل لبنان، ويقابل رجلاً من رجال المافيا الذي يعقد معه صفقة مشبوهة.
وأيضاً بطل فيلم "قطار الشرق" للمخرجة أوسالا غالب هو رجل مسن يعمل في محطة قطار، فيذهب مع حفيده للعمل في المحطة ليجدها تغيرت عما كانت في الماضي. وأخيراً وخلال 11 دقيقة نعيش مجموعة من الاسئلة الوجودية مع هيلين التي تسأل جدها المسن عن سبب خلق الكون في ستة أيام، وما السر وراء ذلك، وبعد وفاته تقرر البحث عن الطبيعة والخروج من نطاق الداخل، وفيلم "هيلين" للمخرج محمد حسن ضاهر.
مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير يترأسه المخرج محمد محمود، ويديره المخرج محمد سعدون، ويتولى المخرج موني محمود منصب المدير الفني، وهو إحتفالية سينمائية تقام كل عام تحت رعاية وزارة الثقافة ومحافظة الإسكندرية، أسسته وتنظمه دائرة الفن، ويهدف لنشر ثقافة الفيلم القصير، وتبادل الثقافات العربية، ويتيح المهرجان الفرصة لصناع الأفلام الشباب من مختلف الدول ويقدم لهم ورش عمل وندوات لإتاحة الفرصة لتطوير مهاراتهم.