ولد المخرج السورينجدة أنزورفي الأول من شهر كانون الثاني/يناير عام 1953، في مدينة حلب بسوريا، وحصل على تعليمه من الابتدائي حتى الجامعي (شعبة هندسة الميكانيك) بمؤسساتها التربوية والعلمية، وكان لوالده المخرج السوري السينمائي الراحل إسماعيل أنزور، الأثر الكبير في توجهه نحو التلفزيون.
تم انتخابه كنائب لرئيس مجلس الشعب السوري، بعد فوزه بعضوية مجلس الشعب في الدور التشريعي الثاني 2016-2020.
شجعه والده منذ البداية عندما صنع فيلماً دعائياً لأحد المنتجات، وواصل الأخذ بيده حتى ارتفع رصيده الفني إلى نحو ألف فيلم إعلاني بين سوريا ودول عربية عديدة، إضافة إلى الفيديو كليب، ليكون بذلك، أول من أدخل الفيديو كليب إلى العالم العربي.
طوّر العمل الإخراجي
إتجه نجدة أنزور إلى إخراج أول فيلم تلفزيوني له "نزهة على الرمال" سنة 1987، ليخرج بعده بسنة واحدة، أول فيلم سينمائي "حكاية شرقية" الذي شارك في 23 مهرجاناً دولياً وعربياً، وحصل على العديد من الجوائز والشهادات التقديرية، وقد زار نجدة أنزور الكثير من الدول الأجنبية، مما عمق، في رأيه، خبرته الفنية وانفتاحه على آفاق جديدة من التقنية والتطوير.
ويذكرنجدة أنزورأن الواقع العربي جعل التلفزيون هو الأهم والأكثر إنتشاراً ورواجاً مادياً ومعنوياً، إذ أنه يكون أقرب بشكل أكبر من الجمهور، وهذا الواقع هو الذي دفعه إلى تحقيق شرط أساسي واحد، ألا وهو سعيه نحو تغيير الشكل التقليدي الكلاسيكي للتلفزيون، الذي ينهج نهج الدراما المصرية، والذي هو بعبارة أدق: "وليد الإذاعة".
وقد تحقق لنجدة أنزور هذا التغيير في عالم الدراما السورية، من خلال دراما "نهاية رجل شجاع"، التي شجعت على كسر التقليد في الإخراج التلفزيوني.
عملنجدة أنزورعلى تطوير العمل الإخراجي واحترم عقل وعين المشاهد في أعماله، في سنة 2001 تم اختياره كعضو لجنة تحكيم مهرجان التلفزيون في مونتي كارلو.
أخرج للدراما والسينما في سوريا أكثر من ستين عملاً متنوعاً على مدار أكثر من ثلاثين عاماً، كان فيها أحد أبرز المخرجين في سوريا والعالم العربي، وقد أسس واخترع الدراما الفانتازية.
أعماله
من أعماله الدرامية نذكر "نهاية رجل شجاع" و"جواهر" عام 1994 و"الجوارح" عام 1995 و"أخوة التراب" عام 1996 و"خيط الدم" و"العوسج" و"الموت القادم إلى الشرق" و"تل الرماد" عام 1997 و"الكواسر" عام 1998 و"رمح النار" عام 1999 و"البواسل" عام 2000 و"البحث عن صلاح الدين" و"آخر الفرسان" عام 2001 و"فارس بني مروان" عام 2004 و"المارقون" و"الحور العين" عام 2005 و"سقف العالم" عام 2006 و"نساء من البادية" و"سحابة صيف" و"رجال الحسم" عام 2009 و"ذاكرة الجسد" و"ما ملكت إيمانكم" عام 2010 و"في حضرة الغياب" عام 2011 و"إمرأة من رماد" عام 2015 و"وحدن" عام 2018.
ومن أفلامه "ملك الرمال" عام 2013 و"فانية وتتبدد" و"رد القضاء" عام 2016 و"رجل الثورة" عام 2017 و"دم النخل" عام 2019.
الدراما في الحرب
في أحد حواراته، لم يبخسنجدة أنزورالتجارب الدرامية حقها، عبر ما قدمته خلال الحرب في سوريا، ولكن وصفها أنها كانت خجولة ولم ترتق إلى حجم الحدث، لذا برأيه لا بد من إعادة النظر في كل ما تم تقديمه وبأسباب الأزمة، ويرى أيضاً أنه لا بد من إدخال العنصر الدرامي في تحليل وعرض هذه الأزمة كي تصل عاطفياً ونفسياً إلى كل الناس، فالدراما في حال أخذت شكلها الصحيح ووظفت لتعرض آلاف القصص والصور التي حدثت خلال الحرب، يمكنها أن تخلق مناعة لدى المجتمع في وجه مثل هذه الأزمات.
كما لخّص نجدة أنزور آثار الأزمة بحصار اقتصادي وسياسي وحصار فني وعسكري بشكل عام، وخصص الدور الأساسي للسعودية وقطر في حصار الدراما السورية، لمنع انتشارها وتطورها من خلال خلق الأعمال الهجينة التي تصوَّر خارج المجتمع السوري، والتي تقدم أفكاراً لا تنتمي لهذا المجتمع بشكل أو بآخر كمحاولة لإجهاض الدراما السورية، ولا ينكر أنهم نجحوا إلى حد كبير في محاولة الإجهاض هذه، مستدركاً بالقول: "إن الدراما السورية بدأت تستعيد عافيتها شيئاً فشيئاً ولكنها بحاجة لدعم كبير، وبحاجة لفك الحصار".
كما يؤكد أنه من الخطأ انتظار الخليجيين ليطلقوا العنان للدراما السورية مجدداً، ويقول: "نحن أبناء الدراما السورية ونحن مسؤولون عن تطورها"، داعياً إلى إعطاء فرص للأجيال الجديدة لاستلام دفة القيادة في الدراما، من خلال المهرجانات والأفلام القصيرة وصناعة وتأهيل الكوادر الفنية الجديدة في "السينما والمسلسلات.
ومن بين الحلول أيضاً لإنقاذ الدراما السورية لدى نجدة أنزور، تغيير الخطاب الدرامي، إعادة تشكيل الدراما، وتقديم أعمال درامية مميزة لا يستطيع الآخر أن يقدمها على الشاشة، فهو مع الأفكار الجريئة التي تقدم، ولكن مع بقاء الضوابط الاجتماعية، فالدراما بدأت اليوم تعاني من الانفلات الذي لا بد من ضبطه.