ليس غريبا على المؤلف الموسيقي غدي الرحباني استباق الواقع بأعماله وأغنية "السنة مش جايي لعنا بابا نويل" للفرسان الأربعة أكبر دليل على ذلك.
ففي عام 2012 طرحت الفرقة هذه الاغنية التي تجسد حالتنا الآن بعد حوالى 7 سنوات، وتتناول واقعنا الحالي في زمن الاعياد والظروف التي يعيش بها لبنان بعد الثورة والتظاهرات التي نشهدها.
غدي المعروف بذكائه اختار كلماته بدقة قائلاً : "السنة مش جايي لعنا بابا نويل..الحالة ما بتسوى عنا الشغل بالويل"، "بيظهر انو السياسية اللي من دون العاب عم يلعبوا فينا من ميل لميل"، ولطالما تعودنا من الفرسان الأربعة تأدية الاغنيات التي تحمل رسالة وطنية او اجتماعية، ولم يتماشوا يوماً مع موضة الاغنيات الهابطة من اجل الشهرة او الانتشار المفبرك، وذلك لانهم يحترمون المستمع والفن بالنسبة إليهم هدف سام. كما أن لحن الاغنية الذي عمل عليه كل من غدي ومروان الرحباني يلفت الآذان ويسهّل حفظ الأغنية.
لكن نُصدم بواقع غريب اليوم وهو تجاهل الإذاعات والمحطات التلفزيونية لأعمال قيّمة كهذه في هذه الفترة، خصوصا وأنها تنقل الواقع كما هو وتعتبر "فشة خلق" لا بد من نشرها في ظل كل التضليل الذي نشهده، فهل يجب على هؤلاء الفنانين الذين يقدمون أعمالاً كهذه أن يدفعوا ثمن لبث الحقيقة الذين استبقوا الحدث فيها؟
على كل حال نعيد التشديد على اهمية هذه الاعمال، متمنين ان ينظر المعنيون لهم بالقيمة نفسها التي يحملونها لا أقل.
ملاحظة: الصورة التي أوردناها لكم في الخبر هي للفرسان الأربعة نادر خوري، إيلي خياط، سيمون عبيد، وزياد إيماز وهم الذين غنوا أغنية "السنة مش جايي لعنا بابا نويل" قبل أن يغادر زياد إيماز إلى كندا وينضم إلى الفرقة جيلبير جلخ.
وفي الصورة التي أوردانا أيضاً الفنان غدي الرحباني.