لبنى عبد العزيز هي الممثلة المصرية التي حطمت القلوب في "الوسادة الخالية"، وعروس النيل صاحبة العينين الخضراوين "هاميس"، وهي الفتاة الفقيرة الرومانسية التي سحرت الجميع في "غرام الأسياد"، أعمالها الفنية على قلتها لم تقف عائقاً أمام شهرتها ومحبة الجمهور لها، وترسخ أدوارها في ذاكرتنا الجماعية، وهي كانت مقلة في أعمالها عن قصد لأنها لا تسعى وراء الربح المادي أو الظهور، بل تنتقي أدواراً تطبع فينا بصمات لا تنسى.
هي الجميلة الناعمة الرقيقة والمرأة الفولاذية المستقلة في "أنا حرة"، رفضت عروضاً عالمية كثيرة بسبب تعلقها ببلدها، وعلى الرغم من أنها عاشت قسماً من حياتها في أميركا، إلا أن الدم المصري شدها وأعادها إلى بلدها.
مشوارها الفني كانت مدته عشر سنوات، بدأ في عام 1957 وإنتهى بسفرها إلى الولايات المتحدة الأميركية في عام 1967.
طفولتها ونشأتها
ولدت لبنى عبد العزيز عام 1935 في القاهرة، وإلتحقت بمدرسة سانت ماري للبنات، ثم تابعت دراستها في الجامعة الأميركية بالقاهرة، وسرعان ما شاركت في مسرحيات الجامعة حتى لقبت بـ"فتاة الجامعة"، ولم تتوقف عن متابعة تحصيلها العلمي بل كانت نهمة على العلم، فأكملت دراستها ونالت درجة الماجستير في التمثيل، من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس.
مذيعة وطالبة.. فممثلة
جاءت بداية لبنى عبد العزيز الفنية الأولى في الإذاعة، عندما كان عمرها لا يتجاوز الـ 10 سنوات في برنامج "ركن الأطفال" وبدأت بتقديمه حين لم تتعدَّ الرابعة عشرة من العمر، وذلك لإجادتها التحدث باللغتين الفرنسية والانكليزية، إلى جانب العربية.
وظلت تعمل مقدمة لركن الاطفال بدون أجر حتى صار عمرها 16 عاما، وهي ذات الفترة التي إلتحقت فيها بالدراسة في الجامعة الأميركية بالقاهرة، شأنها شأن أبناء الطبقة المثقفة. ورغم الدراسة، لم تقطع صلتها بالاذاعة، بل زادت مسؤوليتها عن البرنامج، بعد أن باتت تتولى إعداد البرنامج وتقديمه وإخراجه أيضاً.
زعندما علم خالها بأن لديها رغبة في التمثيل فصفعها واكن هذه الصفعة كانت بمثابة حافز لها دفعها إلى إيقان أن هذا هو المجال الذي تحبه وستسلكه.
حياتها في الولايات المتحدة
ذهبت لبنى عبد العزيز الى الولايات المتحدة الأميركية، في غضون حرب عام 1967، وصرحت في أحد اللقاءات الصحفية، قائلة :"لأنني تركت كل شيء من أجل زوجي إسماعيل برادة، الذي كان يدرس في منحة دراسية بأميركا، وتنازلت عن الشهرة والأضواء والمجد والمال من أجله، وقضيت معه هناك ثلاثين سنة بعيداً عن مصر، لم أشعر بطعم الحياة في أميركا، العلاقات الاجتماعية هناك محدودة، وعندما ذهبنا في أعقاب النكسة عشنا سنوات من القهر والاضطهاد بسبب هزيمتنا في حزيران 1967، وبعدها اعادت لنا انتصارات تشرين الاول 1973 وجهنا العربي المشرف وطالت رؤوسنا وقهرنا الهزيمة والألم، الذي عشناه منذ 67 حتى 73".
حياتها الشخصية
لبنى عبد العزيز ورمسيس نجيب
إلتقت لبنى عبد العزيز لأول مرة بالمنتج رمسيس نجيب عام 1957، ووقع في غرامها سريعًا وعرض عليها الزواج، فحققت نجاحًا كبيرًا على المستوى الاجتماعي والعملي أيضًا، وحققت نجاحًا في أولى بطولاتها أمام العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ في فيلم "الوسادة الخالية" الذي أنتجه نجيب، إلا أن هذا الزواج تطلب من رمسيس نجيب أن يتخلى عن ديانته المسيحية ليتزوج من لبنى عبد العزيز ، وفي لقطة نادرة ظهرت عروس النيل مع زوجها نجيب رمسيس، وذلك قبيل إنفصالهما في أوائل الستينيات.
وكان هذا الزواج سبباً في إشراك لبنى عبد العزيز في العديد من الأفلام التي لا تنسى أمام أهم النجوم، منهم رشدي أباظة وفريد الأطرش وعمر الشريف وأحمد مظهر.
لبنى عبد العزيز وإسماعيل برادة
تزوجت لبنى عبد العزيز عام 1965 من الدكتور إسماعيل برادة، وعاشت معه حياة زوجية سعيدة جمعت بينهما لمدة 45 عامًا أثمرت ابنتين هما سارة ومريم، وقد ارتبطت به بعد قصة حب جمعتهما داخل أروقة الإذاعة التي كانت تعدها لبنى بيتها الثاني، وسافرت معه إلى الولايات المتحدة عام 1968، وراسلت جورنال الأهرام واشتغلت في بعض الأعمال العادية، وحصلت على درجة الدكتوراه. وكان آخر أفلام لبنى عبد العزيز قبل سفرها "إضراب الشحاتين" أمام الممثل الراحل كرم مطاوع، إخراج حسن الإمام.
ثم عادت مع زوجها وإستقرت في القاهرة عام 1998، وقدمت مسلسلها الإذاعي "الوسادة لا تزال خالية"، كما شاركت في بطولة مسلسل "عمارة يعقوبيان"، وتلته في عام 2010 مشاركتها في بطولة مسرحية "فتافيت السكر".
عبد الحليم حافظ ساهم في إنطلاقة نجوميتها
قالت لبنى عبد العزيز في أحد حواراتها الصحفية :"ذات يوم استدعتني السيدة فضيلة توفيق رئيستي في العمل (في الإذاعة) آنذاك، تخبرني أن عبد الحليم حافظ يريدني ويريد التعرف عليّ، ورفضت في البداية، ولكن مع ضغوط ابلة فضيلة وافقت وتم اللقاء.
طلب حليم مني ان اشاركه بطولة فيلمه المقبل، وكان يحضر اللقاء الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، الذي كان جارنا في غاردن سيتي، والمخرج الراحل صلاح أبو سيف، وطلب مني الثلاثة التوقيع على عقد الفيلم، ومن هنا ظهر فيلم الوسادة الخالية الذي كان فيلماً عظيماً ورومانسياً، وبلغ أجري عن الفيلم حينها ألف جنيه".
عبدالحليم حافظ رفض عملها في فيلم "رسالة من امرأة مجهولة"، وقالت :"عندما علم بمشاركتي في الفيلم مع فريد الأطرش، فوجئت بعبد الحليم، يقوم بمجهودات كبيرة حتى لا أشارك في الفيلم، لكن العمل أعجبني وقررت أن أقدمه، وحقق نجاحًا واسعًا.
تأثير وفاة حليم عليها
علمت لبنى عبد العزيز بخبر رحيل عبد الحليم حافظ وهي في أميركا، وذلك بعد وفاته بثلاثة شهور، فأسرتها عرفت موضوع الوفاة وأخفته عنها، وعندما عرفت لبنى أُصيبت بإنهيار عصبي.
وصرّحت ذات مرة حول تأثير وفاة عبد الحليم عليها، قائلة :"حزنت كثيراً على وفاته"، وتابعت :"كان صريحًا جدًا، واللي في قلبه على لسانه، وتعاملت معه في فيلم غرام الأسياد، وكان يقدم شخصية الأخ الأصغر للفنان أحمد مظهر، وأنا التي إقترحت عليه هذا الدور، وكانت مشاهدنا معًا تاريخ ممتع لن يُنسى".
علاقتها بـ رشدي أباظة
قدمت لبنى عبد العزيز، على مدار مشوارها الفني، 20 فيلمًا للسينما المصرية، منها 5 أفلام جمعتها بالممثل الراحل رشدي أباظة، وهي “العيب، بهية، آه من حواء، عروس النيل، واإسلاماه”، وكانت إلى جانب التمثيل، تربطها معه علاقة صداقة وطيدة.
وكشفت عبد العزيز في أحد الحوارات طبيعة هذه العلاقة قائلة: "علاقتي برشدي تخطت مرحلة الصداقة بكثير، لذلك كان النجاح حليفنا في أفلامنا الخمسة، كما كنت أُعجَب بطريقة تعامله مع السيدات، حيث كان يقف عند قدوم أي سيدة إليه، ويُقبل أناملها، ولكنِّي في المقابل كنت أشعر بالغضب منه، بسبب إفراطه في شرب الخمر، ما انعكس سلباً على صحته”.