"قايمي ضب تيابي، ورايحة لعند حبابي، مسافرة ع جناح الطير، تذكروني بغيابي.
.."، ومن قال إننا نسيناكِ؟
هي خمس سنوات مرت، وستبقين في ذاكرتنا، نحن محبوك الذين لطالما كنا ننتظر إطلالاتك لتعطينا جرعة من الفرح، ولتعلمي كل شابة كيف تكون الأناقة.
إشتقنا لك كثيراً، ولبناننا أيضاً إشتاق لشحرورته التي حملته في قلبها وصوتها، وجالت العالم تزرع الفرح بإسمه، وفي أحلك الظروف كنتِ تغنين الوطن، وها هي أغنياتك الوطنية ترافق اللبنانيين المطالبين بحقوقهم والذين يملأون الشوارع حاملين العلم اللبناني، ووسائل الإعلام أيضاً تبث أغنياتك الوطنية التي نمت فينا الحس الوطني، فأغنياتك عن لبنان كثيرة يا "حلوة لبنان"، "يالبنان دخل ترابك"،"تسلم يا عسكر لبنان"، "تعلا وتتعمر يا دار"، "بتبقى عالي يا لبنان"، "ع لبنان لاقونا"، "ألو بيروت".. وأديتها بإحساسٍ عالٍ لأنك لطالما كنت تفتخرين بأنك من بلد الأرز.
صباح .. كيف نختصر مسيرة ستين عاماً من العطاء في الفن؟ أفلام، مسرحيات وأغنيات حفظناها وأحببناها، أنتِ التي قدمتِ أروع الأعمال مع كبار من لبنان وغيره من الدول، فغنّيت إضافة إلى الوطن، الحب والأم والطفل..، وكنتِ دايماً صباح المبتسمة التي تترك ألمها خلف الكواليس، لتبقى في ذاكرة الناس الوجه المشرق الذي لا يعرف الإنكسار.
في ذكرى رحيلك، نعدك بأن نبقى أوفياء لكِ يا أسطورتنا، أنتِ الأسطورة التي عاشت معنا، فرحت لفرحنا، وبكت عندما بكينا، أنتِ التي عشتِ نجومية كبيرة، لم تنسَي إنسانيتك، فواسيتِ المحزونين وساعدتِ المحتاجين، وكنت ترسمين بسمة أمل على شفاه كل مقهور، ويوم رحلتِ عنا بالجسد، كانت ليلة بكى فيها القمر، أنتِ يا شمس الشموس، ستبقين حالة خاصة مرت على هذه الأرض، وحفرت إسمها بحروف من ذهب، لتبقى مدرسة في الفن والإنسانية للأجيال المقبلة.