إستطاع أن يُحقق نجومية كبيرة بسبب إختياراته الدقيقة وحرصه على إختيار ما يتناسب معه، ورغم إمتلاكه موهبة الكوميديا وما تجلى في الكثير من أعماله من خفة ظل إلا أنه يخشى تقديم أعمال كوميدية خالصة، فلقد عشق الفن من والده الذي كان يصطحبه لبلاتوهات التصوير حتى حصل على فرصة صغيرة بمسلسل "رجل من زمن العولمة"، ومن ثم شهد إنطلاقة درامية وسينمائية متميزة حقق من خلالها نجاحاً كبيراً على عدة محطات.
. هو الممثل المصري أحمد السعدني الذي يكشف لـ"الفن" عن رأيه بأصداء مسلسل "شبر مية" الذي يُعرض له حالياً وفكرة الفورمات الأجنبي والدراما الطويلة، والبطولة المطلقة والجماعية ورأيه فيها وبفكرة النجم الأوحد ووقوفه أمام كبار النجوم ومدى تأثير والده عليه في حب الفن والشغف به وتفاصيل كثيرة في اللقاء التالي:
في البداية.. ما الذي جذبك للمشاركة بمسلسل "شبر مية" الذي يُعرض حالياً؟
جذبتني للمسلسل قصته المختلفة والتي تدور في إطار من الدراما الاجتماعية والمختلفة عما سبق وقدرته من قبل، وخاصة أن دوري فيه جديد تماماً بالنسبة لي من حيث شخصية رجل الأعمال الذي له علاقات نسائية متعددة، ومدى تأثير ذلك عليه في حياته المهنية، وأنا سعيد للغاية بالتعاون مع المخرج طارق رفعت لما له من رؤية إخراجية متميزة، وسعيد بالتعاون مع كل النجوم المشاركين وفريق العمل كي لا أنسى أحد.
وكيف كانت الأصداء وردود الأفعال التي وصلتك عن المسلسل بشكل عام ودورك بشكل خاص؟
الحمد لله.. أصداء إيجابية وطيبة عن العمل بشكل عام وخاصة على وسائل التواصل الإجتماعي وفق تصدر العمل التريند المصري، فضلاً عن أنه دراما إجتماعية قريبة من الناس، وتابعت آراء الناس على وسائل التواصل الإجتماعي، ولكن العمل ما زال يعرض حالياً وأعتقد أن الحكم الصحيح على الأصداء وردود أفعاله ستكون عقب إنتهاء عرض كل الحلقات، والحلقات المقبلة ستشهد تطوراً كبيراً في الأحداث.
وكيف ترى فكرة تقديم مسلسل درامي طويل مكون من 45 حلقة وخارج السباق الرمضاني؟
لم تعد فكرة المواسم الدرامية في الوقت الحالي رهان نجاح أي عمل، فالجمهور متشوق طوال أيام السنةلمشاهدة أعمال فنية جديدة، وطالما أن العمل جيد فليس هناك ما يقلقني وخاصة أن كثيراً من الأعمال الدرامية الطويلة أثبتت نجاحها خلال الفترة الماضية، ولقد سبق وقدمت "الكبريت الأحمر" على جزئين وحقق نجاحاً كبيراً.
البعض يقول إن المسلسلات الدرامية الطويلة هي مرهقة للغاية.. فما رأيك؟
ليست فقط الأعمال الدرامية الطويلة هي المرهقة بل إن العمل بالتمثيل بشكل عام حيث التصوير لساعات طويلة بشكل يومي، وفي النهاية نحن بحاجة أن نجتهد كي نحقق ما نطمح إليه من نجاح، وفكرة الظهور في موسم رمضان أو خارجه لم تعد هي مربط الفرس وخاصة أن العمل الجيد يصل للجمهور مهما اختلف توقيت عرضه.
مسلسل "شبر مية" مأخوذ عن فورمات أجنبي ومن قبله "زي الشمس"، فهل الأمر مُجرد مُصادفة معك؟
بالتأكيد.. مُجرد مُصادفة وفي النهاية أنا أحكم على العمل الذي أختاره بناء على النص الموجود معي، وطالما أن هناك طابعاً مصرياً على أعمال الفورمات الأجنبي، فالأمر طبيعي وخاصة أنني وجدت نصاً متميزاً أمامي، والجمهور أصبح ينجذب لهذه النوعيات من الأعمال التي تكون قريبة منهم، ولقد حقق "زي الشمس" نجاحاً كبيراً للغاية، وأصداء "شبر مية" جيدة حتى الآن وأتوقع أن تزيد خلال الفترة المقبلة حتى إنتهاء عرض العمل.
بعد النجاح الكبير الذي حققه مسلسل "زي الشمس" في رمضان الماضي هل صحيح أن هناك جزءاً ثانياً من العمل؟
لا أعرف إن كان هناك جزء ثانٍ من العمل أو لا، وخاصة أنه لم يحدث أي كلام عن هذا الأمر حتى الآن، ولكن أنا سعيد بالتجربة بشكل عام وقد حققت نجاحاً كبيراً في رمضان الماضي، وكان العمل حديث الجمهور والناس وهذا أمر أسعدني للغاية وناتج عن مجهود كبير يحسب لفريق العمل كله.
تمتلك خفة ظل وطريقة كوميدية لاقت إعجاب الجمهور في كثير من الأعمال، ولكن أعمالك لا تأخذ الطابع الكوميدي.. فهل تخاف من الكوميديا؟
الكوميديا صعبة وأخاف من القيام بأعمال كوميدية بحتة تعتمد على الحاكم الجمهور فقط، ولكن لو كان هناك عمل فني ومغروس فيه مواقف كوميدية فهذا هو المطلوب، فلقد اعتذرت عن عدة أعمال ضمن منطقة الكوميديا ولم تنل إعجابي.
ملاحظ أن أعمالك قليلة ولا تظهر إلا في ما تقتنع به سواء في الدراما أو السينما؟
هذا صحيح.. فأنا لا أحب المشاركة من أجل التواجد، فهذا ليس مبدئياً بل أعمل في التمثيل من أجل الشغف والرغبة في تقديم أدوار جديدة تعنى بمناطق تمثيلية جديدة، فلا تهمني الماديات أو التواجد بل تهمني الجودة والشكل الذي أطل به على الجمهور قبل أي شيء.
برأيك.. ما هي أهم محطاتك الفنية من وجهة نظرك؟
كل أدواري لها في قلبي محبة كبيرة وكل عمل كان نقلة لأعمال أخرى، ولكن بالتأكيد هناك علامات في حياة أي فنان تعلّم عند الجمهور ويتعلق بها على غرار شخصية "الشيخ محمود" بفيلم "مرجان أحمد مرجان"، وأعمال أخرى كثيرة مثل "سكة الهلالي" و "رجل في زمن العولمة"، وأعمال كثيرة كي لا أنسى منها شيء.
وهل أفادك الوقوف والتعاون مبكراً أمام كبار النجوم والمخرجين؟
بالتأكيد.. أفادني للغاية، فلقد استفدت كثيراً من التعاون مع كل النجوم الكبار والمخرجين أمثال الزعيم عادل امام والدكتور يحيى الفخراني ونادية الجندي ووالدي صلاح السعدني والكثير من النجوم والمخرجين.
بشكل عام.. ما رأيك في مصطلحات البطولة المطلقة والجماعية؟
أعتبرها سطحية للغاية وليست وسيلة للحكم على نجومية أي فنان، وخاصة أنني لا أهتم بعدد المشاهد التي تقدمها في العمل بل التأثير الذي يحدث من وراء الأدوار التي أقدمها.
إذاً.. فأنت ترفض ظاهرة النجم الأوحد والبطل المطلق؟
لا أحد يعمل بمفرده في أي عمل فني بل إن الفن لعبة جماعية ومن الضروري أن ننظر إليه من هذا المنظار، واختياراتي لا تعتمد على فكرة البطولة المطلقة بل على السيناريو والدور بشكل عام، فلقد سبق واعتذرت عن أعمال كثيرة لم أجد نفسي فيها.
وفي النهاية.. كيف أثر بك والدك الممثل صلاح السعدني وفي حبك وشغفك بالفن؟
أعتقد أنه أول من غرس بداخلي حب التمثيل نتيجة لذهابي معه لبلاتوهات التصوير ومشاهدة أعماله، كما أنه أول من أعطاني الفرصة لإثبات موهبتي، بالتأكيد أثّر بي بشكل كبير.