يُعتبرعمر خيرتمن أهم الموسيقيين والعازفين في مصر والعالم العربي، فقد حجز مكانته بين كبار النجوم في عالم الموسيقى بحسه المرهف وموسيقاه العظيمة، التي حققت نجاحاً كبيراً في كثير من الأعمال الفنية وحفلاته.
النشأة والبداية
في 11 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1948 ولد عمر علي محمود خيرت في القاهرة لعائلة محبة للفنون، فعمه هو العالم والموسيقار أبو بكر خيرت، وهو مؤسس الكونسرفتوار المصري وقد أثرى المكتبة الموسيقية بأعمال سيمفونية، ونهج عمر خيرت على خطى عمه وهو ما ظهر بوضوح في حبه للبيانو، كما كان جده أيضاً موسيقياً ونحاتاً وشاعراً ومحامياً، وكان يجمع في منزله في ذلك الوقت رموز الفن والثقافة مثل سيد درويش ومحمود مختار، وقد كان والده مهندساً معمارياً لكنه كان يعزف البيانو وكان حريصاً على أن يصطحب عمر وهو طفل في الخامسة من عمره لدار الأوبرا الموسيقية ليحضر الحفلات الموسيقية.
وبالفعل في عمر التسع سنوات بدأت علاقةعمر خيرتبالبيانو في الكونسرفتوار في دفعته الأولى عام 1959، وقد تعمّد عمه أبو بكر خيرت عميد المعهد في رسوبه في عام دراسي كامل بسبب خطأ فعله في أحد الاختبارات، إذ أنه عزف مقطوعة موسيقية بشكل جيد لكنها لم تكن في المقرر فطلب منه أن يعزفها له مجدداً ليخبره بأنه ممتاز لكنه لن ينجح وأعطاه خمسة جنيهات، كما درس على يد الإيطالي كارو كما درس التأليف الموسيقي في كلية ترينتي في لندن.
عازف درامز في لي بتي شاه
في عام 1967 انضمعمر خيرتلفرقة "لي بتي شاه"، وكان عازف درامز وكان معه الممثل عزت أبو عوف، والذي جمعته به صداقة قوية خلال عمله مع الفرقة، وأيضاً فريدي رزق وبيرج أندرسيان وهاني شنودة ووجدي فرانسيس، ثم انفصلت الفرقة في منتصف السبعينات لتتكون فرقة "الفور إم" وانضم لها أيضاً قبل أن يقرر أن يركّز على عالمه الموسيقي الخاص، لكنه ظل محتفظاً بصداقة عزت أبو عوف والذي أسماه صديق الكفاح.
فاتن حمامة نقطة تحول في مشواره
الصدفة كانت وراء تحول كبير في حياته حين كانت تحضر الممثلة فاتن حمامة إحدى حفلاته، وسألته عن المعزوفة التي يقدمها، وكذلك سألته لماذا لا يقدم مثلها في الدراما التلفزيونية أو السينما، وطلبت منه أيضاً خلفية موسيقية لإشعار برنامج "قطرات الندى"، والذي كانت تلقيه بصوتها في الاذاعة المصرية، فشعر وقتهاعمر خيرتبرهبة كبيرة، ولكنه كان موفقاً لتطلب منه بعدها موسيقى فيلمها "ليلة القبض على فاطمة" في عام 1983، لتكون بداية حقيقية له في عالم الموسيقى.
ألّف عمر خيرت ووزع الموسيقى لأكثر من 200 عمل فني، فأفلامه هي "إعدام ميت" و"خلي بالك من عقلك" و"الإرهابي والنوم في العسل" و"سكوت هنصور" و"عسل أسود" و"الحب أيضاً يموت" و"نهر الخوف" و"زمن الممنوع"، ومن مسلسلاته "يوميات ونيس والبخيل" و"أنا ودهشة" و"ملح الأرض" و"وجه القمر" و"ضمير ابلة حكمت" و"ألف ليلة وليلة" و"اللقاء الثاني" و"غوايش" و"صابر يا عم صابر" و"عصر الفرسان"، ومن مسرحياته "كارمن وكعب عالي"، وقدم الفوازير أيضاً منها "مانستغناش" و"جيران الهنا" و"الحلو ما يكملش".
جوائز وتكريمات
خلال مشواره حصلعمر خيرتعلى العديد من الجوائز وشهادات التقدير سواء من مصر أو العالم العربي، ومنها جائزة الجمعية المصرية للسينما عام 1988 مع شهادة تقدير عن موسيقى فيلم "الهروب"، وجائزة من اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري عام 1997 عن موسيقى "البحث عن توت عنخ آمون" ، وفي العام نقسه حصل على جائزة من الجمعية المصرية للسينما عن فيلم "النوم في العسل"، وفي عام 2001 حصل على جائزة من مهرجان تبسة بالجزائر ومن مهرجان الإسكندرية السينمائي عن فيلم "النعامة والطاووس" ، كما حصل أيضاً على جائزة "الفارس الذهبي" عام 2001 عن أغنية "أنا المصري" من فيلم "سكوت هنصور" وذلك من إتحاد الإذاعة والتلفزيون، وجائزة أوسكار السينما المصرية من جمعية فن السينما عام 2003 عن موسيقى فيلم "مافيا"، وبعدها بعامين حصل على الجائزة نفسها عن فيلم "السفارة في العمارة" واستفتاء الجمهور لأحسن موسيقى تصويريه عام 2005 عن مسلسل "العميل 1001" .
خمس زيجات وحفيد
تزوج عمر خيرت خمس مرات، فكانت أول مرة وهو في عمر الـ22 عاماً، ولكن هذه الزيجة لم تستمر سوى عامين فقط.
وعن تكرار زيجاته، قال إنه رجل أسري يحب الحياة الأسرية وتربى على ذلك، وبأن الفن كان سبباً وراء انفصاله فزوجاته كن يعتبرن الفن ضرتهن، وهو كان يتوقع كل مرة شريكاً متفهماً لطبيعة عمله ولكن المرأة المصرية غيورة، ومن زوجاته أيضاً الممثلة جالا فهمي والتي أنجب منها ابنه عمر إذ أنها أصرت على أن تسميه على اسم والده من حبها له، ولديه ايضاً شيرين ورزق مؤخراً بحفيده ادم ويعيش ابنه في استراليا فلقد سافر لدراسة الاخراج السينمائي، أما ابنته فتعيش مع زوجها في أميركا وتعمل في مجال التدريس.
يقضي وقته بين الصلاة والسفر والحفلات
قرر عمر خيرت التركيز على فنه وعدم تكرار تجربة الزواج مرة أخرى، فيقضي وقته بين الصلاة وسماع القرآن يومياً والسفر للإسكندرية والغردقة ولقاء الأوركسترا الخاصة به لإجراء البروفات الموسيقية، خصوصاً أنه يقيم حفلات شهرية بأسعار رمزية داخل دار الأوبرا المصرية وساقية الصاوي، بالإضافة إلى جولاته المستمرة في الدول العربية والأوروبية.