أنجو ريحان ممثلة لبنانية، إشتهرت بأدوارها الكوميدية منذ إنطلاقتها الفنية، وحققت نجاحاً كبيراً مع فريق عمل برنامج "لا يملّ" والذي غيّر إسمه لاحقاً إلى "مافي متلو".
وخلال الثلاث سنوات الماضية، حققت أنجو نقلة نوعية جديدة في مسيرتها الفنية، بخوضها تجربة المسرح بتميّز كبير من خلال مسرحيتي "إسمي جوليا" و"مجدرا حمرا" مع الكاتب والمخرج يحيى جابر، وأضف إلى كل ذلك دورها في مسلسل "إنتي مين" على الشاشة الصغيرة.
كل هذه المواضيع وغيرها تناقشناها مع الممثلة أنجو ريحان في هذه المقابلة.
بدايةً، من تجربتك الدرامية الاخيرة في مسلسل "إنتي مين" والذي حقق نجاحاً كبيراً، إلى أي حدّ هذا النجاح يحملك مسؤولية كبيرة خاصةً انك قدمت شخصية مختلفة نوعاً ما على ما إعتاد عليك به الجمهور؟
هو الموضوع ليس فقط لأنني قدمت هذا المسلسل، بل بسبب عملي في المسرح بالتحديد، لأنني كنت نوعاً ما بين "مافي متلو" وبعض الأدوار الأخرى، لكن عملي المسرحي حقق لي ورشة عمل على أكثر من صعيد، وفي الوقت نفسه قررت أن لا أقدم أي شيء إن لم أكن مقتنعة به جيداً.
وأتت تجربة "إنتي مين" مباشرةً بعد تجربتي في مسرحيتي "مجدرا حمرا" و"إسمي جوليا" واللتين قدمتهما لوحدي، فأعطوني مسؤولية أنه بكل بساطة غن كنت سأقدم شيء لاحقاً ان يكون على قدر هذا النجاح هذا المستوى.
هل ستركزين حالياً على الدراما؟
ليس بالضرورة، بل ان أقدم ما أنا مقتنعة به، وأحترم الجمهور الذي يشاهدني.
ما أكثر ما يجذب أنجو ريحان في الشخصية التي ستلعبها؟
الشخصية التي تعطيك صور وانت تقرأها، أي بمجرد وأنت تقرأ النص تبدأ الصور بالمرور في مخيلتك وعقلك عن كيفية ترجمة هذا النص على أرض الواقع.
وبالمطلق الشخصيات الإنسانية في المجتمع، جميعنا لدينا نسبة منها في داخلنا، وهذه النسبة تعود إلى كل شخص كيف يعمل عليها.
هل هناك من دور معيّن تطمحين إلى تقديمه؟
كل الأدوار، ليس لدي مشكلة في دور معيّن على قدر ما أن يكون هذا الدور موضوع في سياق نص جميل.
ما هو سرّ التعاون الناجح والمستمر بينك وبين المخرج والكاتب المسرحي يحيى جابر؟
أتت الفكرة بعدما إتصل بي ليعرض عليّ بطولة مسرحيته التي يريدها بطولة نسائية، وفي البداية لم أكن مشجعة جداً للموضوع، إذ كنت أعتبر أن المسرح عمل وتعب أكثر مما هو مردود مادي، ولكن بمجرد أن قررت خوض التجربة وبدأنا بمسرحية "إسمي جوليا" تعيّرت الفكرة كلياً.
وأنا أعتز أنني عملت معه وما زلت لأننا نفهم على بعض كثيراً، وهو اصبح يدرك جيداً ما هي نقاط القوة لدي، وأتت بعدها مسرحية "مجدرا حمرا" فأثقلت تجربتي أكثر.
إنطلاقاً من تسليط الضوء خلال هاتين المسرحيتين على شؤون المرأة بشكل عام، كيف ترين وضع المرأة اللبنانية اليوم؟
بطبيعة الحال هناك إمرأة ورجل، ومابينهما هي مشاكل إجتماعية أكثر من كونها وضع إمرأة بحد ذاته، ونحن في المسرحيتين لم نكن "نسويين إلى الآخر"، لأنه في كل العلاقات البشرية إن كان بها مشاكل، هناك حق على المرأة وعلى الرجل أيضاً، ففي أماكن معيّنة المرأة قد تكون ظالمة.
ولكن بالطبع وضع المرأة العربية صعب، لأنه ليس هناك قانون يحميها، وهذا الأمر يجعل الرجل بأن يكون في مواضع كثيرة بيده المفاتيح ومصير المرأة، وهذا كله بسبب عدم وجود قانون أحوال شخصية يحمي المرأة.
ماذا تقولين للمرأة اللبنانية؟
في أماكن معينة عليها الحق من ناحية واحدة ان لا تربي إبنتها كما رباها أهلها، وإبنها كما ربى أهلها شقيقها، فنحن بعد امامنا طريق طويل طالما أن قانون الأحوال الشخصية غير موجود وطالما نظرة الرجل الشرقي إلى المرأة على هذا النحو، ولكن طبعاً يمكننا ان ننظر إلى الموضوع من ناحية إيجابية بان هناك نساء تخرج وتتكلم ووصلت إلى مراكز مهمة كالنيابة وغيرها.
أنت تدعين إلى نظام لا طائفي وعدالة إجتماعية، إلى أي حدّ ممكن أن يتحقق هذا الأمر اليوم؟
أشك في الموضوع حالياً، لأن أمراء الطوائف لن يسمحو أن يتحقق هذا الأمر، لأنه سيفقدهم الإمتيازات التي يملكونها، وأعتقد أننا بحاجة إلى أجيال جديدة واعية أكثر.
أنجو المرأة المتزوجة ولديها أولاد، كيف توفق بين عملها الفني وعائلتها؟
بالمطلق المرأة العاملة وضعها أصعب من المرأة الممثلة، فأنا أعتبر أنه لدي إمتيازات أكثر منها، كوني أملك وقتي لتناول الغداء مع عائلتي بعكسها هي التي تتقيد بدوام معيّن، وأنا قد أتقيد بفترة معيّنة أثناء التصوير ولكن لاحقاً يكون لدي وقتي، والأهم أن هذا التنسيق يأتي من وجود رجل داعم ويفكر بالطريقة الصحيحة، فالزوج أولاً وآخراً.
ما هو دور زوجك في حياتك العملية، تستشيريه في أدوارك وأعمالك؟ وهل له تحفظات على شيء معين؟
صودف أن زوجي في المجال الفني، ويعرف كيف ينتقد بشكل مباشر وصحيح، فهو مدير تصوير، وأول ما أتلقى عرضاً أستشيره مباشرةً.
لماذا لم يجمعكما عمل إلى اليوم؟
إجتمعنا في فيلم قصير ودعاية سابقاً، ولكن عمله أكثر هو في السينما وأنا أكثر في التلفزيون ولهذا لم نجتمع كثيراً.
قلت مؤخراً إن الإعلام ضخّم الإشكال بين الممثلة رولا شامية والممثل ومقدم البرامج عادل كرم، ولكن لماذا قالت رولا بأن عادل حذف مشاهدها من المسرحية برأيك؟
صراحة انا ليس لدي فكرة عن أي مسرحية يتحدثون، ولذلك لم أتدخل في الموضوع.
أنتم اليوم كفريق "مافي متلو" منقطع التواصل ببينكم؟
نحن من الأساس عندما كان الفريق مازال قائماً، كنا أصدقاء طبعاً، ولكن ليس بالشكل المقرّب جداً، أي أننا نتحدث يومياً، ونحن اليوم كما كنا نتواصل من الفترة للأخرى وفي المناسبات ونبارك لبعض على أي مشروع يخصّ كل واحد، وأنا على علاقة طيبة بالكل.
حاولت التواصل مع أحدهما لإستيضاح الموضوع؟
صراحةً كلا، لأنني أعتقد أن علاقتهما أقدم من علاقتي بهما بكثير، وهما أدرى بشؤونهم ومن الممكن ان يكونوا اليوم تصالحوا لا أحد يعرف.
لماذا إنتهى فريق "ما في متلو"، وبرأيك ألم يكن من الأجدى أن يستمر؟
كلا، كان وقته أن ينتهي ونحن كان لنا حوالى السنتين أو ثلاث بدأنا نشعر انه من الضروري أن نقدم شيئاً مختلفاً كلياً، أو أن نتوقف، وتقريباً التوقف كان لمصلحة الجميع، لأننا جميعنا كنا نشعر بمكان ما، أننا نرغب في العمل على أمر مختلف، وكان "مافي متلو" يربطنا في محلات معيّنة من ناحية الوقت وغيره.
فالمهم انهم إختاروا الوقت المناسب لوقف البرنامج وهو وقت الذروة، فاليوم ترى رولا شامية لديها مشروع جديد، وعادل كرم أيضاً وعباس شاهين وطبعاً نعيم حلاوي يحضر شيئاً، فالناس ستبقى تشاهدنا، ولا أحد يعرف من الممكن أن نعود ونجتمع.