نجح وديع الشيخ ككل مرّة بإثارة الجدل حوله، فضجّت به مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب مقطع فيديو تداوله العديد من المتابعين يكشف عن ان وديع الشيخ يهين "دركياً" ويقول له أن حذاءه يساوي أجره على 9 اشهر.
لم يرحمه المتابعون وبدأوا بمهاجمته باعتبارهم أنه أهان البدلة العسكرية التي تمثّل كل لبناني، تعليقات كثيرة من هنا وهناك ألقت اللوم على وديع الشيخ ووضعته في قفص الاتهام، وأخذوا دور السجّان واطلقوا الأحكام المسبقة عليه بدون أي دليل أو اثبات، كل الأمر أنهم سمعوا من بعض المتابعين ان وديع قصد "الدركي" بأغنيته، في وقت أن الكثيرين منهم لم يعطوا رأيهم المباشر ولم يطلقوا اسهمهم تجاه زعماء هدروا دم الوطن ولم يحترموا ابسط حقوقهم.
للأسف ان مواقع التواصل الاجتماعي اصبحت منبراً للشتائم والتكفير والتخوين، نحكم على اي شخص من خلال فيديو مجتزأ ونصدّق ما يقال عنه.
شئنا أم أبينا شكّل وديع الشبخ ظاهرة فنية جديدة على الساحة اللبنانية، منهم من يستهويه حضور حفلاته ومنهم لا يفضّل ذلك، والبعض الآخر لا يعنيه الأمر بتاتاً، دفاعنا عن وديع لا يعني قبولنا بالطريقة التي غنّى فيها وقصد من خلالها فناناً آخر، الهجوم على الآخر والدفاع عن النفس بهذه الطريقة والانحدار الى هذا المستوى يحوّلنا الى جلادين رغم أنه من الممكن أن نكون مظلومين.
إن السخرية من لقمة عيش الآخر والتعالي عليه أمر مرفوض، إذا انعم الله على انسان وزوّده برزقه، فهل يتخلى عن تواضعه ويهين غيره بلقمة عيشه؟ الشهرة امر جميل الا أنها مجد باطل، دواء غرورها هو التذكر دائما اننا لم نخلق أناساً مشهورين، وأن نتذكر الماضي بسيئاته ونتذكر سعينا وراء ما نحن عليه اليوم، اضافة الى التنبّه من المستقبل الذي من الممكن ان يردّ الانسان الى اسفل القائمة.
قيمة الفنان ليست بثيابه وماله، بل بأعماله الفنية وكلامه، الحذاء الغالي لن يحبب الناس به، رغم أننا أصبحنا نعيش في زمن المظاهر الخادعة زمن التعالي والتملّق.