شربل روحانا هو الأستاذ الأكاديمي في المعهد الوطني العالي للموسيقى، جمعته علاقة وطيدة بآلة العود وبخبرته الكبيرة في الكتابة والتلحين والغناء استطاع ان يقدم لمحبيه باقة من اجمل الاعمال الموسيقية التي تطرب الاذن وتغني الجسد وتغذي الروح.
في مقابلة حصرية مع موقع الفن تكلم شربل عن موسيقاه وتعاونه للمرة الثانية مع ملحم زين.
نلاحظ أن موسيقاك تختلف كثيراً مع ما نسمع في الآونة الأخيرة من أغنيات هابطة فهل ترى أن شربل روحانا مظلوم إعلامياً؟
هذا خيار يتخذه الانسان ويتحمل مسؤوليته فعندما يريد ان يعمل في نوع معين من الموسيقى وضمن إطار معين من الموسيقى لا يمكن ان يفكر في المال والشهرة، بل يجب أن يتحمل مسؤولية خياره فإن كنت تريد أن تحلم وتفكر يجب أن تدفع ثمن ذلك وحتى اليوم أنا مستعد ان ادفع هذا الثمن رغم حالات الهبوط والصعود التي قد أمر بها.
كيف تصف علاقتك بآلة العود وكيف ساهمت في أن يتطور شربل روحانا الفنان؟
العود أصبح الامتداد لشخصيتي فحتى عندما أريد أن أترجم مقطعاً موسيقياً في رأسي والعود لا يكون معي تصبح اصابيعي تتحرك كما لو كنت أعزف عليه، يمكن أن نقول إنه اصبح في داخلي.
العائلة تؤثر على الفرد لكي يصبح فناناً وهناك العديد من أفرادها الذين سبقوك للدخول في مجال الفن كيف عملت على نفسك لكي لا تقارن معهم؟
لا مجال إلا للمقارنة، فالناس تحب المقارنة فماذا ان كان على مستوى الفن والجمهور والنقاد، وهذا حق طبيعي لكن الاهم ان يعمل الشخص على نفسه ليشكل اضافة بينه وبين نفسه، (وقال انه كتب مرة) "إرضاء الناس محال فالتجأت الى نفسي لكي أرضيها".
هل تسعدك هذه المقارنة أو لا؟
في بعض الاوقات تكون المقارنة ناجحة، لكن في بعض الاماكن لا تكون المقارنة عميقة بل في الظاهر، ولا يرون التفاصيل المختلفة اذا دققوا في فن وشخصية كل واحد فينا.
من هو الفنان الذي تطلع الى فنه او ترى انك تسير على خطاه؟
هي دائرة وليست شخصاً معيناً فقد انتميت الى المدرسة اللبنانية مثل زكي ناصيف والرحابنة ومارسيل خليفة وزياد الرحباني، وكل الانتاج السوري المصري واللبناني الذي احببته.
في حديث سابق مع الفنان ملحم زين قال إنه معجب بالنسق الاكاديمي الذي تقدمه فهل ترى الان أن الاكاديمي يطغى على الموهبة او العكس؟
الاكاديمي يساعد في مجال التدريس والتعليم الموسيقي لكن يجب ان يعرف كيف يستفيد من الاكاديمي لخدمة فنه وهو امر مهم في كل المجالات، لكن الفنان فنان سواء كان عنده بعد أكاديمي أو لا فهناك العديد من الفنانين لم يدخلوا المعهد الا انهم من العظماء.
تعاونت أخيراً مع الفنان ملحم زين في حفل ضمن مهرجانات بيبلوس هل يكون ذلك بادرة لديو أو تعاون ؟
أتمنى ذلك فهناك كيمياء بيني وبينه وهذا أهم شيء وان شاء الله ان يتم التعاون مجدداً في عمل سوياً، وان كانت الظروف مؤاتية "نحن وأبو علي جاهزين على طول".
ان أردت التعاون مع صوت أنثى أو بالأحرى فنانة فمن تكون؟
السنة الماضية عندما قمنا بأمسية "سيد درويش" اخترت رفقا فارس، أما إذا أردت أن أختار هذه السنة فهناك اسماء عديدة منها ريما خشيش وأميمة الخليل وغادة شبير وسمية بعلبكي وغيرهن.
بتصريحات سابقة قلت انك عشت في فترة الحرب والفقر هل هذا الامر يغذي روح الفنان لتقديم عمل مختلف؟
هي من الحوافز، فلن يحصل أن يكون الانسان سعيداً كل الوقت فهناك دوماً شيء ينقصه فالسعادة في القناعة، ولا أريد أن أقيس الموضوع على أنه متعلق فقط بالفقر لكن يمكن أن يكون من أسباب الإبداع إلا أنه ليس الوحيد.
لاحظنا أن ولداك هيفا ونديم يشاركان في العزف في فرقتك هل أنت من دفعهما الى عالم الفن؟
انا لم انصحهما بل قدمت لهما ما أعرفه والذي شعرت أنه يفيدهما في شخصيتهما وتربيتهما انا ووالدتهما.
ابنتي هيفا درست الكمنجة الا انها اختارت ان تتخصص بالهندسة الكيميائة لكنني ورثتها شيئاً مني، أما ابني نديم فهو يريد ان يتخصص بالموسيقى واختار طريقه.
في الفترة الاخيرة تعرض الفنان مارسيل خليفة لهجوم كبير بعد أن قيل إنه رفض أن يغني النشيد الوطني اللبناني في حفلته ضمن مهرجان بعلبك كيف تنظر الى هذا الموضوع كونك ابن خالته؟
أنا كنت حاضرا في الحفلة وليس هناك رفض للموضوع، فنحن نقوم بالعديد من الحفلات ولا تبدأ بالنشيد الوطني اللبناني ولا يجب ان ننظر الى ظاهر الامور وان يغني الناس النشيد الوطني من دون تطبيق اي شيء في حياتهم الوطنية والسياسية والاجتماعية وان كان النشيد الوطني اللبناني إنقاذ لنا "والله انا بنام انا وعم غنيه"، فمثلاً هناك العديد من الاشخاص الذين يدخلون الكنيسة او الجامع ويصلون وعندما يخرجون يقومون بأفعال بعيدة عن صلاواتهم، إذاً الاهمية لعمق الامر وليس للظاهر فقد تعبنا من التحريم والتحليل.