لا شك بأن النجومية الحقيقية لكل فنان لم تعد في هذا الزمن، تقتصر فقط على الصوت الجميل، بل أصبحت النجومية حالة متكاملة من الصوت الى الإطلالة، والتمتع بالأخلاق العالية، الى محبة الناس واحترام اذواق المستمعين، وكيفية التعاطي مع الجمهور وإرضائه، وقبل كل ذلك التواضع.
هذه الحقيقة يجهلها مع الأسف بعض فناني اليوم الذين يظنون أنهم وصلوا للنجومية بعد أعمال بسيطة حققت نسب استماع عالية، ولا يدركون ان النجاح ليس فقط أغنية "ضاربة"، بل هو إستمرارية وإجتهاد لسنوات طويلة.
الفنان المصري محمود العسيلي يشعر اليوم بأنه أصبح من أهم نجوم مصر أو ربما العالم، وهذا ما ترجمه بتعامله غير المبرر مع شخص من الجمهور أقدم لإلتقاط صورة معه في إحدى حفلاته، إلا أن العسيلي رفض وسخر من هذا الشخص وأحرجه علناً، قائلاً له :"حضرتك جامد جدًا، معاك واسطة أو حاجة كده، ولا بتحبني وكل الناس دي بتكرهني، لو اتصورت معاك مش المفروض إني أتصور مع الناس دي كلها".
الشحرورة الراحلة صباح التي كانت تتصرف مع كل محبيها ومعجبيها بتواضع شديد، ولعل من أبرز القصص التي تروى عنها هي اعتذارها عن احدى الحفلات المهمة لأنها أعطت وعداً لمصمم أزياء شاب بأن تكون في افتتاح متجره في دبي لدعمه بدون اي مقابل مادي، وذلك فقط لأنه طلب منها ان تدعمه في مشروعه الجديد.
كما أن تواضع الفنانة نانسي عجرم في حفلها الأخير في مصر والذي أقيم في الأهرامات حيث شاهدت عجرم من على المسرح طفلة تصورها فتقدمت منها وجلست على ركبتيها لكي تصورها بصورة واضحة أكثر، تُظهر مدى محبة نانسي لجمهورها وتواضعها.
الفنانة لطيفة ركعت على ركبتيها في احدى حفلاتها التي اقميت في تونس مؤخراً من اجل ان تحصل على قبلة من امرأة مسنة من محبيها، وحصلت ايضا على صورة معها وهي راكعة على المسرح، فيما المرأة واقفة عند أسفل المسرح.
على الفنان محمود العسيلي أن يتعلم التواضع وإحترام الناس الذين يحبون فنه ويحضرون حفلاته، لأنهم هم من يجعلونه يحافظ على نجاحه، وإذا خسر محبتهم، سيصل لقول الفنان الكبير الراحل وديع الصافي "الغرور مقبرة الفنان".