هو ممثل ذو خلفية أكاديمية قدم العديد من الأعمال المسرحية والمسلسلات التلفزيونية والأفلام السينمائية حتى عمل كمقدم برامج للاطفال، تنقل بين لبنان وقطر وبرشلونة، والتمثيل كان وما زال شغفه منذ الصغر، فبعد أن انتسب للجامعة اللبنانية ودرس الهندسة الميكانيكية لمدة سنة عاد واتجه للتمثيل فنال شهادة دبلوم دراسات عليا في التمثيل المسرحي والسينمائي والإخراج، سطع نجمه في دور "علي شيخ الجبل" الذي سلط الضوء عليه وقدمه للجمهور العربي واللبناني فعرف الناس به كممثل، لديه ملكة التقليد والكتابة، تحدث بعدة لهجات ولغات، هو الممثل اللبناني المثقف ذو الموهبة والمستقبل الواعديْن .
.سعيد سرحان الذي كان لنا معه هذا الحوار.
كيف كانت انطلاقتك في مجال التمثيل
حين كنت في السنة الثانية من دراستي الجامعية وقبيل التخرج تعرفت إلى عصام بو خالد وبرناديت حديب وعملت معهما أول مسرحية تقريباً في عام 2003، ومنذ ذلك الحين صرنا نقدم مسرحية كل سنة، ثم تم اختياري بعد تجارب أداء من بين ألف شخص تقدموا لوظيفة مقدم برامج أطفال في قناة الجزيرة وسافرت إلى قطر، ومن حينها لم أستطع أن أقدم أي عمل سوى التقديم التلفزيوني في الجزيرة لأن العقد كان حصرياً، وقدمت برنامجين أولهما برنامج ألعاب نهاري موجه للأطفال من سن 10 إلى 16 سنة واستمر لمدة 5 سنوات، كما عملت العديد من الأفلام أحدها فيلم "من السماء" لوسام شرف الذي شارك بمهرجان "كان" عن فئة الـ acid selection، ومجرد اختياره يعني أنه سيعرض ضمن المهرجان.
أين وجدت نفسك أكثر في التلفزيون او السينما أو المسرح أو التقديم وما هي طموحاتك؟
أجد نفسي في التمثيل إن كان في المسرح أو التلفزيون أو السينما وأجد نفسي في الدور الذي أجسده، وأنا حين أقبل الدور يعني أنا أحاول أن أجد حلاً، وليس في التقديم إلا إذا كنت أقدم شخصية ألعبها، وحين قدمت برنامجاً تلفزيونياً كنت أقول لهم أنا ممثل ألعب دور مقدم برامج.
كونك ابن الجنوب كيف أثر ذلك على اختيارك للمشاركة في مسلسلات لديها اتجاه ورؤية وطنية معينة ؟
أنا من بلدة كفرتبنيت، ولدي انتماء وطني، كما تعنيني قضية فلسطين، لكن في تلك الفترة كان مركز بيروت لإنتاج المسلسلات يقدم دراما لها خط معين مثل الغالبون وقيامة البنادق، والموضوع لا علاقة له بالخط، وأحد المعايير أن المسلسلات تلقي الضوء على المواطن المقاوم، ولكن الأساس عندي هو المادة الدرامية التي تقدم.
كما أني لم أشارك بكل المسلسلات التي أنتجها مركز بيروت واعتذرت عن أحد المسلسلات لأن النص لم يعجبني.
هل السبب الحقيقي انه طلب منك تجسيد دور عميل؟
ليس الأمر كذلك وإذا كان دور العميل يخدم الفكرة لا مشكلة لدي لكن لم توجد شخصية أصلاً لأقدمها، ومؤخراً عرض علي نصان قبل الهيبة لكن اقترحت أن يمنح لأحد الممثلين الناشئين، ففكري هو وطني وليس مناطقياً، ويجب أن يكون عاملاً وليس الأساس بل المادة الدرامية هي من يجب أن تكون الأساس.
هل للهيبة دور في إلقاء الضوء عليك وشهرتك كممثل على الرغم من رصيدك الفني الكبير؟
الهيبة لعب الدور الأكبر بتعريف الجمهور العربي وليس اللبناني فقط على ممثل اسمه سعيد سرحان كان موجوداً لفترة طويلة، وكانت خياراته لا زالت محدودة في السينما والتلفزيون، والهيبة مسلسل يزيد جمهوره كل سنة، وشخصياته أصبحت أيقونات خصوصاً شخصية جبل شيخ الجبل والناس تفاعلت كثيراً معه وشاهده الجميع، لذا فهذا سيف ذو حدين لأنك إذا كنت على قدر المسؤولية ستحبك الناس، والحمد لله هذه السنة شارك الممثلون الأكاديميون في المسلسلات التي عرضت في رمضان، أمثال عبدو شاهين، أنجو ريحان، الأستاذ نقولا دانيال، جوليا قصار، وعايدة صبرا وغيرهم، إضافة إلى خريجي الجامعة اللبنانية، وهذا أمر رائع، ونحن من درسنا في الجامعة لم يكن خيارنا سهلاً فمجرد أن أتخلى عن الهندسة لأدرس المسرح كي أعمل في مهنة ليس فيها أمل هذه مغامرة، ونحن قفزنا عن جبل لا نعرف ماذا ينتظرنا.
كيف تم اختيارك للهيبة؟
المخرج سامر البرقاوي هو من اختارني وكان صرح في عدد من المقابلات أن لديه مشاريع تقديم ممثلين أكاديميين كانوا يرفضون عروضاً لأنها لم تكن على قدر ثقافتهم وخلفيتهم ودراستهم الأكاديمية، والهيبة يتلاقى تماماً في هذه الناحية.
للحقيقة، كنت أعمل في السينما في برشلونة ثم عدت إلى لبنان، وبعد يومين تلقيت اتصالاً من فريق المسلسل الذي أبدى رغبته بالتعرف علي وقالوا لي إن المخرج يريد أن يلتقيك، وكانوا قد بدؤوا التصوير بمشاهد لها علاقة ببيروت، وأخبرني المخرج سامر البرقاوي أنه شاهدني بمشهد من web series المؤلف من خمس حلقات حيث جسدت فيها دور بطولة "ربيع تي في" وعرضت عليّ شخصية علي ولأن الشخصية الأخرى يلعبها وسام فارس، وقال لي إن المعضلة الوحيدة أن تجيد اللهجة البعلبكية، فتسلمت النص وقرأته وعملت عليه مع أكسم حمادة الذي كان مسؤول إدارة الممثلين وهو له فضل كبير عليّ.
هل لشخصية جبل تأثير سلبي على الجيل الجديد خصوصاً أنه يمثل شخصاً خارجاً عن القانون؟
هناك الكثير من الثوار الذين أُطلق عليهم تسمية خارجين عن القانون، وهناك من حمل سلاحاً ليدافع عن فكرة ما أوقضية ما وكتب عنها التاريخ أنها شخصيات إرهابية، قدمنا في الماضي عن أدهم خنجر وأدهم حمزة، ولم يذكروا في كتب التاريخ لدينا وأعدموا وطوردوا على أساس أنهما إرهابيان لأصل إلى تفسير قصة جبل، "مش كل واحد حمل سلاح هوي أزعر أو قتال قتلا".
أنت مع أن يحمل الرجل سلاحاً؟
إذا استدعى الأمر وأصبح السلاح وسيلة للدفاع عن أرضه وأهله وشعبه.
هل تعتقد أن تبرير حمل جبل للسلاح منطقي وهو يجسد شخصية الخارج على القانون؟
هذه الشخصيات هي مخترعة، وبالطبع رأينا في المسلسل كيف يحدث التهريب في المنطقة الحدودية في البقاع، ولكن جبل تمر من قريته المواد المنوي تهريبها، وبما أن المنطقة تحت حمايته يتم دفع مبلغ مالي من قبل المهربين ليقوم جبل ويشتري به الطحين وغيرها من المواد الضرورية لأبناء الهيبة، لأن ضيعته حوصرت، نحن نتكلم عن روبن هود ستايل، وجبل يجسد شخصية الخارج على القانون لكن لمبررات تخطت موضوع القانون، بل لها علاقة بمعضلة وجود وحياة.
ما وجه الشبه بين شخصية جبل شيخ الجبل وآل كابوني؟
شتان ما بين الشخصيتين آل كابوني كان يستعمل القتل وإذا لم يعجبه أحد كان يرسل أحداً لقتله.
ولكن هناك مجرمون أطلقوا النار على الجيش أو قتلوا أشخاصاً وحرموهم من حقهم في الحياة، والمنتج صادق الصباح حسم الجدل بأن نهاية المسلسل ستشهد انتصاراً للدولة حيث سيموت البطل..
المجرم مجرم أينما كان، لا دين ولا طائفة ولا منطقة له، دينه هو إجرامه وهذا من المسلمات عندي، كما أنه يوجد أشخاص جيدون وهناك أشخاص مجرمون، وما أقوله لا ينطبق عليهم، وأنا أحاول أن أوضح مدى الشخصية الدرامية مع أي من الشخصيات أكثر في الحياة الواقعية، وجبل يمثل الشخص الذي يقول: أمنوا لنا البديل، وهو تحدث عن حرمانه واهل منطقته من العديد من الأمور الأساسية اللازمة للعيش الكريم.
كإبن الجنوب كيف أتقنت اللهجة البعلبكية؟
بالنسبة للهجة صودف أنني كنت أتحدث في "بلاد العز" بلهجة بعلبكية لأن مسلسل "بلاد العز" كان يتحدث عن عشائر بعلبك وكنت أجسد شخصية رزوق الذي يتحدث باللهجة البعلبكية ولاحقاً صورت فيلماً مع فريق من أستونيا ولعبت دور البطولة فيه وتحدثت باللهجة العكارية وصورت فيلماً أيضاً باللغة الإنكليزية تحدثت فيه باللكنة البريطانية، هذا الأمر له علاقة بملكة التقليد.
أي من الممثلين أتقن هذه اللهجة أيضاً بشكل ممتاز؟
من بين الشخصيات التي أجادت اللهجة البعلبكية في الهيبة، هو عبدو شاهين إبن المنطقة عدا عن أنه من الممثلين الرائعين وأيضاً حضور اللهجة لديه كان قوياً، كذلك ختام اللحام وهي ابنة المنطقة، وخالد السيد على الرغم من انه ليس بقاعياً، وصودف أن التقيت بالفنان عاصي الحلاني في السحور الذي أقامته شركة الصباح وكان لقاء رائعاً، ولحظة رآني تقدم نحوي واحتضنني وقال لي : "كيف جبت اللهجة"، وهذا الأمر أسعدني.
وهل كان يجب على البطل أن يتحدث بلهجة سورية أو بلهجة لبنانية؟
كانت تتم مناداة جبل دائماً بـ إبن الشامية، فلو تحدث باللهجة اللبنانية لم أكن لأصدقه لأنه تربى مع والدته، والولد معروف أنه يتكلم لهجة والدته وما هو حلو في النص أن كل شيء كان مبرراً.
حدثت موجة جدل حول الممثلين السوريين في الدراما اللبنانية ، ما رأيك بهذه المعمعة؟
برأيي في هذه الفترة لم يعد في الإمكان خصوصاً بعد الأعمال المشتركة أن نحصر الموضوع بالجنسية، أصبحنا بمكان نتحدث عن عمل عربي صودف أنه نفذ و تم تصويره في لبنان والشركة كانت لبنانية.
هل السياسة ألقت بثقلها على الدراما بالنسبة لمزاحمة الممثلين السوريين للممثلين اللبنانيين في المسلسلات اللبنانية؟
أنا أرى أن هذا نوع من شمّاعة وستارة نعلق عليها الموضوع، في وقت يجب أن نعود إلى زمن الستينيات حين كانت السينما المصرية تصور في لبنان والسينما السورية أيضاً، بيار داغر مثل مسلسل أثر الفراشة في الدراما السورية وكذلك الممثل يوسف الخال، وغيرهما.
حتى أن هيفا وهبي عملت في السينما والدراما المصرية وأخذت دور البطولة، لا يجب أن تكون هناك حساسيات، والنجوم اللبنانيون كل سنة موجودون مثل النجوم السوريين وغيرهم من العرب، والموضوع ليس جندرياً إذا كان ذكراً أم أنثى.
هل ستشارك في الجزء الرابع من الهيبة؟
تم الإعلان رسيماً عن الجزء الرابع من الهيبة، وشخصية علي مرت في الجزء الثالث من الهيبة لكن ليس واضحاً بعد مشاركتي من عدمها.
وماذا عن الانتقادات التي طالت نهاية الجزء الثالث من الهيبة بالنسبة لاستعمال سيارة غير مصفحة لانقاذ جبل علماً أن كل المطلوبين يعتمدون سيارات مصفحة؟
نهاية المسلسل كانت غريبة، وهذه الغرابة هي واحدة من الأساسيات كي تستكمل القصة في الجزء الرابع، وإلا نكون أنهينا المسلسل، أي أن السيارة قد لا تكون مصفحة وطبيعة الحوار بين جبل ونور قد تكون لها علاقة أو أن أبو علي جاء وحده أو الجغرافيا وتركيبة المشهد فهناك العديد من الاحتمالات.
أي أنه ليس خطأ إخراجياً ؟
انا أعتبر أن المشهد أساس في المادة الدرامية وتكون الاحتمالات مفتوحة ليبنى على أساسها جزء رابع، وأنا أقول لك هذا الأمر لأن لدي شركة تختص بكتابة السيناريو و أنا أكتب.
في الختام ما الرسالة التي توجهها لقراء موقع الفن؟
أود أن أشكر تفاعل المشاهدين مع الشخصية ومعي أنا تحديداً لأنهم المقياس والمعيار والحمد لله استطعت النجاح وأدعوهم ليشاهدوا المسلسلات والأفلام التي قدمتها وأعدهم أن المقبل سيكون على المستوى نفسه لخياراتي التي اعتمدتها ولن أذهب إلى مكان أهين فيه الموهبة والشهادة التي أحملها وما يريده الجمهور وهو لا يتلقى فقط بل يتفاعل ، وفي كل تفاصيل هذه المهنة واجبنا أن نقدم للناس أعمالاً ترفع مستوى الدراما اللبنانية والسينما اللبنانية ونصبح نعمل بحرفية لأن الناس تستأهل ولدينا طاقات.