هو فنان بالفطرة قبل أن يكون شاعراً، يمتلك صوتاً جميلاً وتربى في عائلة فنية اتجه أفرادها إلى التمثيل والشعر والإخراج، واختار تأليف الأغنيات بعد أن وضعته الصدفة والقدر في هذا الاتجاه، يعبر بسلاسة عن مشاعر الحزن والفرح والعتاب والفراق والتي جعلت عدداً من المشاهير الذين لديهم رصيد فني حافل يتعاونون معه، مع أن مسيرته لم تبدأ منذ وقت طويل إلا أن اسمه لمع في سماء الشعر الغنائي فغنى له تامر حسني ، أصالة، صابر الرباعي ،سميرة سعيد، أحمد سعد وسمية الخشاب، وغيرهم من الفنانين، يعشق لبنان وعاش فيه فترة طويلة.
مع الشاعر الغنائي المصري هشام صادق كان لنا في موقع الفن هذا الحوار..
متى بدأت بكتابة الأغاني وكيف توجهت لهذا المضمار؟
أنا مواليد عام 1980 وكان عمري 30 سنة عندما بدأت بكتابة الأغاني، خريج معهد الموسيقى العربية قسم أصوات، وكنت أريد أن أغني لكن ربي لم يكرمني بالغناء، وأصدقائي كانوا يشجعوني على كتابة الأغنيات، إلى أن عرضت علي أغنية لأغنيها لكن كلماتها كانت ناقصة، وأحببت اللحن وأسمعتها لمغنٍ صديق اسمه كريم محسن، فأعجبته وأعرب عن رغبته في غنائها، ولم تكن لدي مشكلة وتامر حسني كان ينتج لكريم محسن ألبومه الأول واسم الأغنية "ما بنساش" وقد صدرت في عام 2010 وكانت من كلماتي وكلمات الشاعر محمد مصطفى غانم عدا عن الأغاني التي كتبتها لنفسي، وبعدها حصلت أحداث عام 2011 وتوقفت عن الكتابة.
هل حاولت دخول عالم الغناء؟
"سبحان مقلب القلوب"، انطلقت في عالم كتابة الشعر الغنائي عن طريق تعاوني مع الفنانة المغربية سميرة سعيد التي تحدثت معها عبر الهاتف وطلبت مني أن أكتب لها أغنية خصوصاً بعدما سمعت أغنية "ما بنساش"، وكانت فرصة عمري، فكتبتها وتم اصدارها منفردة وقد نالت التسويق اللازم وحققت نجاحاً كبيراً وعنوانها "اللي بينا" بين عامي 2013 و2014 .حياتي قبل هذه الأغنية كان فيها الكثير من الفشل والمعاناة، لذا شكل هذا العمل الانطلاقة والرافعة الفعلية لي في مجال كتابة الشعر الغنائي.
وعندما بدأ تنجح الأغنيات التي أكتبها لم أعد أفكر في الغناء، وتعاونت مع فنانين مهمين مثل وائل جسار وصابر الرباعي وأصالة فبدأت أركز على الكتابة.
هل أثرت عليك نشأتك في عائلة فنية في توجهك لكتابة الشعر الغنائي؟
بالفعل تأثرت بالبيئة التي نشأت فيها، فالشاعر أيمن بهجت قمر السيناريست هو أخي من والدتي ووالده بهجت قمر رحمه الله، وقد تربيت في بيته وكنت على علاقة قوية معه، أما والدي فهو المخرج عادل صادق الذي توفي منذ ثلاث سنوات، كان رئيس قطاع الانتاج ورئيس اتحاد الاذاعة والتلفزيون، وكانت له اعمال كبيرة مع عادل إمام وغيره، وهذه البيئة أثرت فيّ لأنني كنت ألتقي بـ تحية كاريوكا وشكري سرحان والممثلين الاصغر سنا أيضاً، فهم كانوا اصدقاء أختي الممثلة وفاء صادق مثل أحمد السقا وأحمد حلمي وغيرهم.
ووالداي كانا منفصلين ولدي من والدي أخي الصغير صادق عادل صادق وهو مغنٍ وموزع لكنه في بداية مسيرته الفنية، وكتبت له وسأكتب أغنيات لأدعمه.
تأثرت بـ أخيك أيمن وإلى أي درجة؟
أيمن من الشعراء الذي غيروا مفردات الأغنية، وحين كنت أسمعه في البيت كنت من جمهوره وإستغربت الكلمات التي يكتبها لكنها كانت تعجبني، ثم بدأت أتعلم أن أقطّع الكلام، وتطورت موهبتي بعد دراستي وكان للدكتور عمرو ناجي فضل كبير عليّ إذ كان يدرّسني مادة العروض في الأكاديمية، والتي علمتني كيف أكسّر الكلمات لأشكال إيقاعية كي تكون متوازنة، وكيف أخلق بحوري الخاصة في الشعر، وأنا ممتن جداً له وهو حالياً صديقي ونتواجد دائماً معاً ، لذا تأثرت كثيراً بأخي أيمن والدكتور عمرو ناجي ، كما لا أنكر أنني تأثرت أيضاً بغيرهما من الشعراء مثل الأساتذة الكبار كـ بهاء الدين محمد وسيد حجاب.
تعتمد في كسب رزقك على كتابة الشعر أو لديك مهنة أخرى؟
أعيش فقط من كتابة الشعر، لكني أفكر جدياً أن أدخل بشراكة مع زميل لي هو كاتب سيناريو كي نفتتح إما مطعماً أو أمراً مشابهاً.
ما رأيك بمجال الفن حالياً وموجة الأغنيات الهابطة؟
الناس وعيها زاد، وفي الوقت نفسه أصبحت وسائل الإعلام تنقل الصورة والمعلومة بطريقة أسرع، حتى أن عدد الفنانين زاد، وعبر التاريخ غنى العديد من الفنانين العظماء مثل سيد درويش مفردات غريبة وحتى أغنيات للفلاحين، فكان هناك كلام قبيح ولكنه لم ينتشر مثل أيامنا هذه لأنه لم يكن هناك وسائل تواصل اجتماعي. نحن درسنا أن الفن ليس لوناً واحداً فـ "إيمينيم" يقول كلاماً قبيحاً وهناك لون الراب والهيب هوب، والغناء أنواع، فـ حكيم مغنٍ وعبد الوهاب مغنٍ، ومن يغني الراب في العالم كله يسمى مغنياً.
يعجبك صوت الممثل محمد رمضان وأغنياته؟
أحبه كثيراً، هو معجزة فنية، قنبلة تمثيل وأداء، وأتمنى التعامل معه وهو نجم كبير، وأنا يعجبني ما يفعله لأنه أيضاً "بيهزر".
ماذا عن الفنانة أنغام؟
شرف كبير لي أن أتعامل معها وتقابلنا مرات عديدة لكننا لم نتعاون بعد.
هل أنت متعاقد مع شركة إنتاج؟
لا لست متعاقداً، وما سأتركه من إرث بعد وفاتي هو إسمي، وشركات الإنتاج تحتكر الشاعر فأضطر أن أتعامل مع فنانين معينين دون غيرهم، لكن إذا عرض علي مبلغ 100 ألف دولار أو نص مليون دولار في الشهر عندها ممكن أن أوافق (يضحك).
هل ستتجه إلى مجال كتابة آخر؟
نعم فقد كتبت سيناريو فيلم سينمائي، وأنا في مرحلة الانتهاء من الورق ويحتوي على الكوميديا السوداء وفيه تراجيديا لكن الأهم أن فيه لمسة إنسانية أتمنى أن ينال إعجاب المشاهدين عندما يتم عرضه، وأنا حالياً أطبع السيناريو وعندما يجهز أبدأ بعرضه على الجهات المنتجة.
ما هي مطالبك كشاعر غنائي؟ هل تطالب بضمان اجتماعي؟
أنا أحلم أن يحصل هذا الأمر لكني أفكر بطريقة أخرى، فكل هذا بدأ يتحقق بالتكافل الاجتماعي ومنظومة تأمين صحي وبنقل الناس من العشوائيات، لا أحد لديه عصا سحرية، وأنا متأكد أن الفنان سينعم بضمان لكن ليست في الفترة الحالية لعدم توافر الإمكانيات.
مع من من الفنانين ترتاح أكثر وهل هناك تناغم مع ملحن معين ؟
بالتأكيد، أنا أحببت عملي مع كل الملحنين وإلا لم أكن لأنجح في الكتابة و أنا أكتب كلمات على اللحن الذي يأتيني "ديمو" مع توزيع وهكذا أتخيل الصورة والمشاهد وكأني اتخيل فيلماً قصيراً لأعيش حالة الأغنية وأستلهم الكلمات.
شعرك طابعه رومانسي أو كتبت نمطاً مختلفاً من الأغنيات؟
كتبت أغاني لـ أبو الليف وتربطني به صلة قرابة فهو خالي، بنمط مختلف، ولمدحت صالح أيضاً وعملت أغنية "funky" لأصالة وكتبت لها أغنية "قاصد إيه" في ألبومها الأخير، وكانت من ألحان مدين وتوزيع كريم عبد الوهاب، وطرح بالتزامن مع الأغنية دعاء ديني من ألحان مدين كذلك وتوزيع كريم، وكتبت لـ رنا سماحة أغنيات عديدة وطرحت مؤخراً دعاءين دينيين لسمية الخشاب وأحمد سعد نمطهما شعبي، ولدي تعاون معه في ألبومه المقبل وهو كان زميلي في الجامعة وصديق عمري، ولا بد من الإشارة إلى أنني حين كنت اغني تترات مسلسلات تعرفت على سمية الخشاب وأحمد سعد وهما عشرة عمر.
أخبرني عن رأيك في ما حصل بين أحمد سعد وسمية الخشاب من تراشق إعلامي؟
أنا أعتقد أن الظروف أجبرت أن يقوم كل واحد منهما بما فعلاه، ولكنهما لم يتمنيا أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه، أما ما صب الزيت على النار فكانت ريم البارودي التي بدأت بالحديث عن خلافاتهما وقيل كلام كثير أكبر من الحقيقة، عدا عن أن هناك برامج تتصيد هذه القصص وكنت أتمنى لو لم يحصل التراشق لأنهما فنانين محترمين جداً ولهما جمهورهما الكبير.
كلنا متفرجون ولكننا لا نستطيع أن نضع أنفسنا مكانهما لنحلل لماذا حصلت بينهما هذه المشاكل ولم يمر أحد بظروفهما.
هل حاولت رأب الصدع بينهما؟
لم أتدخل في الأمور الشخصية لكني تمنيت لكل واحد منهما الخير وتحدثت إلى كل منهما وقلت لهما "اللي فيه الخير ربنا يقدمو" ولا أستطيع أن أتطوع أن أنصح أياً منهما، ولو أحمد كأخ لي سألني عن رأيي كنت نصحته وهذا لم يحصل، وهما كتومان وفي منتهى التواضع وليس من عادتي التدخل في أمور غيري.
في برنامج شيخ الحارة اتهم أحمد سعد سمية الخشاب بسرقة لحنه وقال اسألوا هشام صادق، فاتصلت بي بسمة وهبي بعد الحلقة وأخبرتها الحقيقة وقلت لها إنه لحن سمية فعلاً، وبعد حلقة سمية كبر الموضوع وأخذ أكبر من حجمه، والحقيقة أن اللحن لحنها وكان أحمد موجوداً معها فساعدها به، لذلك توجهَت له بشكر خاص، لكني لم أكن معهما حين كانا يعملان على اللحن وهناك افتراض مع أني لا أعتقد بصحته، أن أحمد عمل اللحن وقدمه لها هدية وبعد الخلاف تراجع عن كلامه والله أعلم.
هل فكرت في كتابة الأغنيات بلهجة أخرى غير المصرية؟
أنا كتبت أغنية باللبناني في بداية مسيرتي المهنية، ولا أذكرها وعشت في لبنان كثيراً وأعرف ان أتكلم اللهجة اللبنانية لكني لست بالحنكة اللازمة التي تجعلني أعرف المفردات التي تخولني كتابة أغنية لبنانية.
من تحب أن تتعامل معهم من الفنانين؟
هناك تامر حسني وأصالة وسميرة سعيد ووائل جسار وصابر الرباعي الذين عملت معهم وأحب أن أعمل معهم مرة ثانية وأتمنى أن أعمل مع عمرو دياب وشيرين عبد الوهاب ونانسي عجرم، وأرسلت أغنيات ديمو لـ نانسي لكن لم يحصل نصيب.
هل ترك غياب الفنانة شيريهان فراغاً؟
طبعاً وهي فنانة استعراضية عظيمة، حتى أن الفنانة هيفا وهبي برأيي أشبهها بشيريهان وأتمنى التعامل معها كذلك، هيفا فنانة استعراضية عظيمة يتميز استعراضها بأنها تغني فيه كلمات بلحن بسيط كما كانت تعمل شيريهان في الفوازير، وأنا أرى أن هيفا متأثرة بها، وتحدثت مع هيفا على الهاتف والواتس أب كثيراً وأرسل لها كل فترة أغنيات وأحترمها جداً وأتمنى التعامل معها لأقدم لها أعمالاً ظريفة وحلوة.
ما رأيك بالحريات في مصر بالنسبة للفن؟
الذي أوصلنا إلى إنحطاط كبير هو احتكار سوق الدراما والسينما لناس ليسوا فنانين لكن معهم المال، وهؤلاء كانوا يقدمون أفلاماً تبث سموماً منذ سنين، أي السم في العسل إلى أن وصلنا إلى جيل اليوم الذي ليس عنده انتماء وأدب واحترام وهذا الغالب، ومع استخدام خاطئ لمواقع التواصل، ونحن المتحضرون نترحم على أيام زمان مثل أيام ليالي الحلمية ورأفت الهجان والأعمال التي تجعل الناس تحب بلدها، فتعرف نهاية الشر السيئة.
ما هي مشاريعك الجديدة؟
لدي تعاون مع الفنان حسين الجسمي مستقبلاً في أغنية، وفي ألبوم صابر الرباعي لدي أغنية اسمها "كسبان" ألحان مدين وتوزيع أحمد عبد السلام، ولـ خالد سليم أيضاً لدي أغنية وأغنيتان لـ بوسي وهذه الأغنيات المذكورة جميعها نفذت وحصلت على تنازلات عنها، وكذلك لدي أغنية لـ أحمد سعد ضمن الألبوم وأغنيتان منفردتان أتوقع لهما النجاح مع أحمد سعد أيضاً، ولدي مسلسل مصري كرتوني على التلفزيون وأحضر أعمالاً جديدة مع الملحن اللبناني الكبير سليم سلامة سنعرضها على أكثر من فنان، وعملنا أغنيات منها أغنية لـ ميسا الدسوقي وهي فنانة جديدة وتعيش في أميركا، ومن الفنانين اللبنانيين أحب معين شريف وملحم زين، كما أعشق لبنان كثيراً.