إستطاعت الممثلة المصرية داليا مصطفى أن تتمرد على كل أدوارها السابقة، وذلك بتقديم شخصية مركبة ضمن مسلسل "قمر هادي"، والذي شاركت في بطولته أمام الممثل المصري هاني سلامة في رمضان عام 2019، مؤكدة على أن التغيير في شكل الشخصية الخارجية ساهم في وصولها بشكل مختلف للجمهور، ورغم أنها متزوجة منذ سنوات طويلة من الممثل شريف سلامة، إلا أنهما لم يجتمعا في عمل فني واحد على غرار الكثير من أزواج الوسط الفني.
وفي حديثها لموع "الفن" تكشف لنا داليا الصعوبات التي واجهتها في تقديم شخصية "مريم"، وعن أسباب عدم تعاونها مع زوجها إلى الآن، وعن مسلسلها الدرامي الطويل "حواديت الشانزلزيه"، وتُبدي رأيها في الموسم الدرامي في رمضان 2019، وأسباب قلة عملها في السينما وموقفها من الماديات في الفن، وتفاصيل كثيرة في اللقاء التالي:
هل التمرد الفني الذي جاء بشخصيتك "مريم" في مسلسل "قمر هادي" في رمضان 2019 كان مقصوداً؟
بالتأكيد..سعيت للتمرد على نفسي وعلى كل ما سبق وقدمته من أدوار من حيث التغيير الشكلي والخارجي والذي ظهرت به في شخصية "مريم" بناء على جلسات عمل تم عقدها مع مخرج العمل رؤوف عبد العزيز للوصول إلى تركيبة تناسب التركيبة المتناقضة والمختلفة بالدور، والحمد لله أشعر بأن هذا الدور هو إضافة فنية بالنسبة لي ووصلتني عنه أصداء إيجابية للغاية وتعليقات الجمهور على السوشيال ميديا اسعدتني، وهذا الإختلاف في الدور والتمرد كان مقصوداً بكل تأكيد.
وما الصعوبات التي وجدتها في أداء شخصية "مريم" التي تقولين عنها إنها مركبة وجديدة فنياً عليكِ ونقلة في مشوارك؟
الصعوبات كانت تكمن في أداء الدور والتمثيل أكثر بلغة العين ولغة الجسد وهما الاصعب في التمثيل أكثر من الكلام والأداء بشكل عام، فضلا ًعن التناقضات التي حملتها الشخصية والتي كانت تتطلب مني أن تكون الإنفعالات الخاصة بالشخصية مختلفة ومتنوعة في المشهد الواحد وليس بتدرج درامي، وهذا الأمر صعب للغاية، وأعتقد أن نوعية مسلسلات الـ"سايكو دراما" صعبة للغاية وهي نوعية جديدة أُشارك فيها للمرة الاولى، وأعتبر الدور بالفعل نقلة في مشواري الفني.
هل تهمك النوعية الفنية التي تُشاركين فيها؟
لم أقصد ذلك، فأنا لا أهتم بالنوعيات الفنية وهذا الامر قد يضعك في إطار مُعين لا تستطيع الخروج منه، والممثل الجيد يستطيع أداء كل الأدوار والنوعيات، ولكن أبحث عن كل ما هو جديد ويُخرج مني قدرات تمثيلية جديدة لم تظهر بعد، وهذا ما وجدته بالفعل في "قمر هادي".
ولكن إخراج الطاقات الفنية والقدرات التمثيلية الجديدة هي مهمة المُخرجين في المقام الأول، فهل إسم المخرج ضمن إهتماماتك في قبول أدوارك؟
العمل الفني لا بد أن يكون مُتكاملاً من ناحية السيناريو والإخراج وفريق العمل ككل، ومما لاشك فيه أن المخرج هو العين التي ترى بأفضل شكل ممكن ما يصلح وما لا يصلح تقديمه في أي عمل فني، وهناك جيل من المخرجين الذين يملكون حساً إخراجياً عالياً، وصناعة الدراما في تطور ملحوظ كل عام عما سبقه. وبالتأكيد اسم المخرج مهم ويطمئن الفنان، ولكن لا مانع من التعاون مع أسماء جديدة طالما أن هناك موهبة ورؤية مختلفة يمكن تقديمها، وأنا سعدت للغاية بالتعاون مع المخرج رؤوف عبدالعزيز في "قمر هادي" وأستطيع أن أقول إن هناك قدرات تمثيلية جديدة خرجت على يده في هذا العمل.
وماذا عن مشاركتك بمسلسل "حواديت الشانزلزيه" المُقرر عرضه قريباً وهو من نوعية الدراما الطويلة المكونة من 45 حلقة؟
سعيدة بالمشاركة في هذا العمل ضمن بطولة جماعية مع إياد نصار وحنان مطاوع وريم البارودي وإنجي المقدم، وهو فكرة جديدة جذبتني للغاية، ودوري فيه جديد للغاية أيضاً وهو ما أسعى إليه، بأن أظهر في أدوار تضعني بمناطق جديدة في التمثيل، وأعتقد أن عرض العمل بات قريباً وأتوقع نجاحاً كبيراً له في الدراما التي يتم عرضها خارج رمضان.
هناك الكثير من الثنائيات الزوجية التي تُشارك بأعمال درامية وسينمائية خلال الفترة الأخيرة، ومضت سنوات على زواجك من الممثل شريف سلامة ولكن لم يكن هناك عمل فني واحد يجمعكما سويا، هل هناك نية لعدم المشاركة معاً؟
إطلاقاً، وعلى العكس أنا وشريف نتحدث دائماً عن إمكانية المُشاركة معاً في عمل فني واحد ونتمنى ذلك، ولكن الثنائيات الزوجية التي ظهرت على الساحة وجدت الافكار التي تناسبها سوياً، فنحن لا نريد أن نظهر معاً من أجل أننا ثنائي فني ومتزوج بل الفكرة هي التي ستدفعنا للقيام بذلك لو وجدنا شيئاً مختلفاً وبعيداً عن الإطار التقليدي، كما أننا إتفقنا من البداية أننا لن نقبل الإجتماع في عمل فني واحد أنا وشريف لمجرد إستغلال زواجنا، لأن هذا الأمر غير منطقي.
وكيف ترين الإختلاف الذي طرأ هذا العام على الدراما المصرية بموسم رمضان الماضي حيث قلة عدد الأعمال المُشاركة بصراع شبابي قوي على عكس المواسم الاخرى السابقة؟
أعتقد أن الجمهور كل عام كان يُعاني من التشتت بسبب كثرة عدد الأعمال الدرامية المعروضة ضمن موسم درامي واحد، وهناك الكثير من الاعمال التي كانت تتعرض للظلم، ولكن هذا العام المنافسة قوية للغاية لأن هناك فرصة للمُشاهد لمُتابعة أكبر كم ممكن من الأعمال، وفي الوقت نفسه إلغاء عرض المسلسلات من على اليوتيوب أزال فكرة الصراع السطحي والوهمي، الذي كان يتم كل عام من دون مقاييس واضحة أو جهة تُحدد الأعلى في نسب المشاهدة، وهذا العام المنافسة حقيقية أكثر من أي عام مضى.
البعض يصف داليا مصطفى على أنها ممثلة دراما فقط بسبب قلة أعمالك ومشاركاتك السينمائية، فما رأيك؟
لست مؤمنة بأن هناك ممثلين دراما وممثلين سينما، والممثل يستطيع أن يُشارك هنا وهناك، ولكن الأمر يتوقف على الأفكار والسيناريوهات التي تُعرض عليك، وطالما أنني لم أجد ما يناسبني في السينما فلست مُضطرة للتواجد فيها فقط لكي يُقال عني أنني شاركت في السينما.
هل ترين أن الحكم في الوقت الحالي أصبح بمعايير وهمية على الفنانين من دون التركيز على الموهبة ونقدها؟
أعتقد أن الجمهور في الوقت الحالي لديه من الوعي ما يكفي لتقييم أية موهبة تظهر على الساحة الفنية بعيدا عن أجواء النجومية الوهمية والشهرة المُزيفة، ولا أهتم أن اقوم بـ"شو" لنفسي بل تركيزي الأكبر على تقديم أدوار جديدة فنياً علي، وتتناسب مع مبادئي وطموحاتي، وفي الوقت نفسه هناك أعمال كثيرة اعتذر عنها وتكون بمساحات كبيرة ولكنني لا أجد نفسي فيها.
وفي النهاية.. هل الماديات طرف في قبولك أدوارك الفنية؟
لو كانت الماديات طرفاً في قبولي أدواري الفنية لظهرت كل عام بثلاثة أعمال على الاقل، لكن على العكس أعتذر كثيرا عن أعمال درامية وسينمائية وأنتقي ما يناسبني فقط.