جوليا قصار ممثلة لبنانية من الطراز الاول، تعد من أبرز الوجوه التمثيلية على الشاشة إضافة إلى تاريخ من العطاء في المسرح.
هي "الممثلة المثقفة" التي تخصصت في التمثيل، واليوم تنقل تخصصها هذا وما خزنته في جعبتها طيلة هذه السنوات إلى طلابها في الجامعة اللبنانية.
ومؤخراً أطلت علينا جوليا قصار بعد فترة من الغياب من خلال مسلسل "إنتي مين" فأبدعت وحلّقت مجدداً.
عدت إلى الدراما هذا العام بعد غيبة من خلال مسلسل "إنتي مين"، ماذا شجعك للعودة اليوم من خلاله؟
طبعاً أولاًَ النص الذي كان يشجع جداً، إضافة إلى الفريق وفعلاً لم أندم لأن العمل كان من أجمل الأجواء كفريق عمل. وهذان العاملان النص والفريق كانا لي اساسيين وانا سعيدة جداً بهذا القرار.
شهدنا منافسة قوية خلال الموسم الدرامي الرمضاني، ولكن مسلسل "إنتي مين" كعمل لبناني بحت إستطاع أن ينافس بقوة بقية الأعمال، ومن هنا فما هو الشيء الذي إستطاع أن يثبته كمسلسل لبناني؟
هي في البداية لعبة ذكية من محطة الـMTV التي آمنت بكتابات كارين رزق الله، وعلى هذا الأساس فإن الإيمان بالشيء هو المنطلق الأساسي، وهو الأمر الذي أعتقد أنه ناقص عند كثير من المنتجين أي عدم الثقة وعدم الإيمان أن عملاً لبنانياً من الممكن أن يتم العمل عليه.
وفي "إنتي مين" أثبتوا العكس، حيث أنه كانت هناك ثقة كبيرة من إدارة المحطة في كارين نظراً لنجاحاتها السابقة، مع الإشارة إلى أنه كان من المتوقع ان ينجح لكن ليس إلى هذه الدرجة.
أتمنى أن تتوسع دوائر هذه الثقة إلى كل المنتجين اللبنانيين، إذ يجب ان يكون لديهم سياسة إنتاج وان يتم التحضير والتخطيط مسبقاً لإنتاج العمل اللبناني، وهم يعلمون إلى أية درجة الجمهور اللبناني يحب الممثل اللبناني ومتعلق به.
وما فاجأني اكثر ان أصداء هذا المسلسل وصلت بقوة إلى استراليا وكندا واوروبا والبلاد العربية.
اليوم في ظلّ عصر السوشال ميديا، يتحدد نجاح المسلسل من خلال كمية التعليقات وتداول إسم العمل بما يسمى بالـHashTag عبر مواقع التواصل الإجتماعي، إلى أي حدّ أثّر هذا الموضوع على تحديد نجاح العمل بين السابق واليوم؟
تفاعل الناس عبر السوشال ميديا هو أمر طبيعي وأصبح من يومياتهم في أي حدث يحصل، وهو جزء لا يتجزأ من يوميات الإنسان مع وسائل التواصل الإجتماعي، ولكن ما احببته اكثر هو تفاعل الناس معنا عندما يقابلوننا مثلاً في الشارع، وبالنسبة لي التعبير العفوي أيضاً يتخطى اهمية التفاعل عبر السوشال ميديا، مع العلم أن الأخيرة تزيد وتدعم وخاصة عندما يكون هناك توافق.
هل هذا يعني أنه من الصواب تحديد نجومية ممثل من خلال حجم التفاعل مع إسمه أو عمله عبر السوشال ميديا؟
لا أدري إن كان الموضوع وصل إلى هذه الدرجة، وأعيد وأكرر أن هذا الامر لا مهرب منه، لكن أشعر أن الأساس هو التفاعل المباشر، فنحن ما زلنا إلى اليوم، أي ممثل من فريق "إنتي مين"، عندما نكون في الشارع أو نتواجد مع الناس نحصل على إنطباعات وتعليقات لا توصف.
بين جوليا قصار "الممثلة المثقفة" وبين عدد من الممثلين الموجودين حالياً الذين لا يعتمدون أكثر على الثقافة التمثيلية إذا صحّ التعبير وإنما على الشكل، إلى أي حدّ أثر هذا الموضوع على إختيار الممثل الصحّ؟
انا إيجابية جداً في هذه المهنة، وأحترم كل إنسان يريد أن يشق طريقه فيها، فكل شخص لديه أسلوبه، ولا ألوم أي ممثل إذا أراد الإعتماد على الشكل، ولكن الأصول في اللعبة، أي أنك عندما تريد أن تقوم بمشروع، أن تأخذ أي إنسان من الممكن ان تكون لديه موهبة وصالح لدور معيّن، وهنا المخرج يلعب دوراً كبيراً في صنع الصورة الأساسية للممثل والفنان.
فهناك شخصية معينة يجب ان تُلعب، والمخرج الذي أسميه قائد الأورسكترا، هو الذي يجب أن تكون لديه الكلمة الاخيرة في تحديد كيف يجب على الفنان ان يخرج بشخصيته ودوره.
ومن المفروض ان يكون هناك تعاون كبير بين المخرج والممثل كي يصلا إلى إحترام النص وطريقة كتابته، والممثل ينجح بالدرجة الأولى إذا أخذ برأي المخرج الذي هو المشاهد الأول.
شهدنا حضوراً لعدد من الوجوه الجديدة ولا سيما طلاب الجامعة اللبنانية، برأيك هل تأخّر هذا الأمر؟
أولاً من الطبيعي أن أي أحد يدرس إختصاصاً معيناً هو لكي يعمل به ويعيش منه، وفعلاً هناك فترة معينة كان بها طلاب الجامعة اللبنانية مغيبين، ولكن نلاحظ انه في كل المسلسلات دائماً ما يكون هناك أكثر من عنصر تخرّج وتعطى له فرصة.
ولكن اليوم في ظلّ الكم الهائل من الأعمال التي شهدناها والتي أظهرت هذه الوجوه الجديدة من هؤلاء الطلاب الممثلين، ربما هذا الأمر دفع المنتج إلى إعادة التفكير بأن هذا الشخص هو إبن مهنته وله الاحقية في العمل.
مع العلم أنني لست أحياناً ضدّ أن يأتي شخص عمل على نفسه ولم يدرس التمثيل ويمتلك من الحرفية والموهبة ما يخوله لخوض هذه التجربة، وإنما أيضاً يجب لمن يدرس هذه المهنة أن يتمكن أقله أن يعيش منها.
إنطلاقاً من الحديث عن الجامعة اللبنانية، والتي أنت فرد أساسي منها كونك أستاذة في مادة التمثيل في معهد الفنون الجميلة بالجامعة منذ عام 1998 وإلى اليوم، ما هو المطلوب برأيك في ظلّ الأزمة التي تشهدها الجامعة حالياً ؟
المطلوب برأيي فقط الحوار والهدوء وكل الأمور تُحل، فكما أن حبي للمهنة كبير، أيضاً لا أستطيع ان أصف حبي لهذه الجامعة، فأنا تخرجت منها وأعمل فيها وأعتقد أن الأمور نحو الأفضل طالما أن هناك حواراً.
ماذا بخصوص السينما؟ كيف ترين وضعها اليوم؟ ولماذا أنت غائبة عنها؟
السينما تحتاج نفساً طويلاً، من النص إلى فريق العمل وأيضاً الإنتاج وهذه الأمور ليست سهلة بل تحتاج وقتاً، مع العلم أنه هناك مشاريع جميلة ولكن كما يقال "على نار خفيفة"، وذلك عندما يستطيعون الحصول على الإنتاج لندخل إلى التصوير.
وبالنسبة للمسرح؟
آخر مسرحية قدمتها "قريب من هون" كانت في العام 2017، لكنها لم تعرض كثيراً لأنه حينها كانت كل المسارح ممتلئة، وهو الأمر الذي كان جميلاً من ناحية أنه كان هناك نشاط مسرحي، ومحزناً قليلاً لأننا لم نستطع ان نعرض المسرحية إلا مرتين.
واليوم بالنسبة إلى متى سأقرر أن أدخل في عمل جديد؟ طبعاً إذا إنغرمت بنص وقررت خوضه، فطبعاً لن امانع.