المعاناة من الأحوال الإقتصادية في لبنان لا تصيب فقط طبقة معيّنة من الناس، بل للأسف المعاناة يعيشها الجميع تحت سقف واحد، حتى أن ذوي الإحتياجات الخاصة يعانون من الأزمات بسبب عدم قدرة الجمعيات الخيرية التي تهتم بشؤونهم، على إيجاد الموارد الكافية للإستمرار في مشروعها.
بعد السيسوبيل Sesobel، تجد جمعية Step Together المتخصصة في تعليم ذوي الإحتياجات الخاصة، نفسها أمام تحدٍّ قويّ في مواجهة الأزمة الإقتصادية وحاجتها لتأمين مستحقاتها قبل إنتهاء العام، وإلا ستقفل أبوابها، لذلك نظمت حفلاً خيرياً في أحد مطاعم بيروت
بحضور وزير الشؤون الإجتماعية ريشارد قيومجيان والنائب الياس حنكش وعدد من الشخصيات السياسية والإجتماعية والإعلامية.
أكثر من 210 تلاميذ يواجهون الصعوبات مع جميعتهم، وأملهم في الحصول على الدعم الكافي من أجل الإستمرار في طموحاتهم والبقاء في عائلتهم التي يحبونها ويقدرونها، 127 تلميذ على نفقة وزارة الشؤون الإجتماعية ويطلبون اليوم الحصول على أبسط مستلزماتهم للعيش بكرامة، وحملت الحفلة كلمة 90 موظفاً في الجمعية لم تؤمن رواتبهم ومهددين بخسارة وظيفتهم، وتطلق الجمعية صفارات الإنذار مع إقتراب الخطر عليها، وأمام الجمعية ثلاثة أشهر فقط قبل انطلاق العام الدراسي الجديد، وأية مساهمة في Step Together تحدث فرقاً.
الأمل، الإيمان والعمل الخيري، ثلاث نعم تعتمد عليها Step Together، تقول ريم معوض رئيسة الجمعية إن لديها عدداً كبيراً من الأولاد لا تسدد لهم الدولة رسومهم وأصبحت الجمعية تفوق التحمّل، وتشير الجمعية الى حالات إجتماعية صعبة، منها وفاة الأب والأم العاطلة عن العمل، يعاني هؤلاء الأشخاص من الفقر والنقص من أبسط حقوقهم، وهناك عائلات تعيش في بيوت مهددة بالإنهيار، لا يملك أفرادها مكاناً آخر للعيش فيه وتنقصهم المواد الأولية، الى جانب معاناتهم مع ذوي الإحتياجات الخاصة، وأضافت :"أمامنا ثلاثة أشهر إن استطعنا تأمين المبلغ المتوجب ستفتح الجمعية أبوابها في شهر أيلول، وإن لم تستطع فإنها في أمس الحاجة إلى إيجاد حلول سريعة لمشكلتها، وسيترتب عليها قبول من هم الأكثر حاجة من ذوي الحاجات الخاصة الى الجمعية".
أما التحديات التي تواجهها الجمعية، فهي بالدرجة الأولى إيجاد مردود لدفع أجور العاملين فيها، الذين يهتمون بـ 210 تلاميذ في السنة، بالإضافة الى معاناتها مع ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة في تأمين الكهرباء والمياه والتدفئة. ولفتت معوض الإنتباه الى أنهم خائفون هذا العام من التحدي الذي يواجهونه، إضافة إلى حاجتها الى أكثر من 250 ألف دولار لفتح أبوابها والحفاظ على عدد تلامذتها في الجمعية.
ومن جهته أكد وزير الشؤون الإجتماعية ريشارد قيومجيان أنه يحافظ على دوره في مساعدة الجمعيات التي تقدم الرعاية الإجتماعية لفئات المجتمع، وهي التي تقوم بشبكة أمان إجتماعي وتعنى بجميع اللبنانيين وخصوصاً بذوي الإحتياجات الخاصة. وأشار الى أن التحدي الأساسي هو تأمين دفعة الفصلين الثالث والرابع لهم. ولفت الإنتباه الى أنه رغم التقصير من الدولة، إلا أن هناك أشخاصاً فاعلين في الدولة جاؤوا ليخدموا الشأن العام، وأضاف :"وسأقوم بكل ما أستطيع أن أقوم به من أجل تأمين مستحقات عام 2018 وحاجاتهم في 2019، ووزير المال إستجاب بكل ما تتاح له من إمكانيات، وفي النهاية هناك إجراءات في الدولة تأخذ وقتاً في ظلّ التقشّف. ورغم ذلك أنا الى جانبهم وسأحاول تسريع العقود قدر المستطاع، وتأمين مستحقات أكثر".
ولفتت ملكة جمال لبنان 2018 مايا رعيدي الأنظار بحضورها في الحفل كونها سفيرة الجمعية، والتي تبنت قضيتها أثناء مشاركتها في مسابقة ملكة جمال لبنان وملكة جمال الكون عام 2018، وتؤكد مايا أنها مستمرّة في القضية التي أخذتها على عاتقها، معتبرة أن الأطفال لديهم حقوقهم أينما كانوا في العالم. وأشارت الى أن التجربة مع أطفال Step Together كانت أكثر من رائعة خلال هذا العام، وتمنّت أن تمضي وقتاً أطول معهم. وتحدثت مايا رعيدي عن تجربتها مع أحد الأطفال الذي وضعت له تاج الملكة على رأسه، ورأت الفرح الذي في عينيه، وهذا الموقف أثر فيها كثيراً. وتمنّت رعيدي أن يعيش هؤلاء الأطفال مرحلة طفولتهم بكرامة، وقالت إنه من الضروري مساعدة الجمعية من أجل مجتمع أفضل في لبنان.
لمشاهدة ألبوم الصور إضغطهنا.