هو ممثل عالي المستوى، قدم العديد من الأدوار النوعية والبطولات المطلقة، يملك ثقافة تمثيلية كبيرة يستخدمها أحسن إستخدام بأعماله، فيتفوق على نفسه دوماً بكل الأعمال التي يقدمها.
يغيب هذه الفترة عن الساحة الفنية، وهو يحضر لمسلسل جديد كتبه في أولى تجاربه بالكتابة ويراهن عليه، وسيخوض من خلاله تحدٍ جديد في مسيرته الفنية، هو الممثل بيتر سمعان الذي كان لنا معه اللقاء التالي:
أين بيتر اليوم ولماذا يغيب عن الشاشة؟ هل أنت غائب أم يتم تغييبك؟
منذ ما قبل مسلسل "أمير الليل" الذي شاركت فيه، كنت قد إتخذت قراراً بأن لا أتحدى نفسي لأثبت للناس أنني قوي في الدراما، بعد هذه السنوات والخبرة ونوعية الأعمال والأدوار التي قدمتها يجب على الجميع بكل تواضع أن يعلم أنني ممثل أملك مستوى مهماً.
أنا عملت على حالي كثيراً، وحافظت على نوعية جيدة من الأدوار التي قدمتها.
هل هناك من يعمل كي يبعدك؟
انت تعلم المحبين كتار، جو البلد كله مثل جو الفن، أنا غيبت نفسي منذ سنة ونصف السنة لأنني اكتب مسلسلاً جديداً بعنوان "وردة حمرا" وحالياً في طور المفاوضات مع إحدى شركات الإنتاج، وأعمل في هذه المرحلة على "شدشدة" النص والحلقات، وأعدك أن هذه الفترة التي غبتها وعندما تشاهد "وردة حمرا" ستقول لي: "غيب يا بيتر بس طلعلنا شي حلو هلقد".
يوجد في الفن "شِلل" تُنافس بعضها تضم ممثلين ومنتجين وكتاب، هل هؤلاء سيسمحون لبيتر أن يجد شركة إنتاج للعمل ويحظى بالممثلين المطلوبين؟
نحن اليوم نعاني من أزمة نص، العمل الذي كتبته وبكل صدق وصراحة جيد جداً، أقدم من خلاله شيئاً مهماً للدراما اللبنانية واذا لم يكن كذلك أكون قد انهيت نفسي "كبيت كل السطل اللي صرلي سنين عم عبي فيه"، وأفضل أن أغيب لسنوات ولا أن أقدم نصاً يفشلني.
أخوض هذا التحدي وأعرف ما لدي وأريد التحدي، ومن خلال هذا العمل سأرى ردة فعل الرأي العام والصحافة.
هل اخترت ممثلي العمل؟
لا، آلية الاختيار تكون بالمشاركة بين المخرج والكاتب والمنتج، بالنسبة لـ"وردة حمرا" هناك 10 شخصيات أساسية لا يوجد بطل واحد، والممثلون الذين سيكونون بالعمل يجب أن يكونوا أهل خبرة ولا يمكن أن يكونوا مبتدئين، لأنهم لن يستطعيوا حمل الدور، ليس لدي دور مسطّح وأقولها بصراحة "نيالون الممثلين اللي بدون ياخدوا الأدوار"، لأن لا أحد سيكون بطلاً، جميعهم أبطال.
أنا أكتب من خلفية مخرج وكاتب ومشاهد وناقد، فهل سأقتنع بمشهد عادي؟ حدسي يقول لي إن العمل سيعرض في الموسم المقبل، ولو اضطررت أن أؤجل العمل سأجله "لن أكبه كيف ما كان".
يوجد خلاف بينك وبين الكاتبة والممثلة منى طايع..أين وصلت الأمور؟
هو ليس خلافاً هو سوء تفاهم، لا أريد الدخول بالتفاصيل لأن الجميع أصبح على علم بها، ولدي عتب أسجله على طايع بأنها عندما تحولت لمنتجة "نسيت نفسها أنها كاتبة وأنها ممثلة".
وأنا ما أقوله أقوله بصراحة لأنني كنت أعتبر منى طايع كاتبة العصر، وقد حصدت الشهرة بسببها وعلى يدها وبأعمالها ولا أنكر ذلك "اللي مضايقني ومعصبني انه انت بتاريخك تاريخ بس شو عم تعملي؟".
عملت مع الممثل رامي عياش في أولى تجاربه التمثيلية "أمير الليل" كيف تقيّمه كممثل؟
رامي ذكي، بمسلسل أمير الليل "في كتير ناس تعكّز عليون رامي، ولأن رامي ما كان عنده خبرا كان يسند من كتير ناس حواليه بالعمل اصحاب مهنة"، ورغم ذلك تلقى العمل انتقادات، لكن ما الذي كان سيحصل لو كان رامي عياش بالعمل من دون ممثلين يساندونه؟.
هو "سوبر" ذكي بإنسحابه من "حبيبي اللدود"، كي لا يورط نفسه.
يوجد بعض المشاهد في "أمير الليل" لرامي عياش يراها البعض ليست جيدة، لكن رامي قدم مشاهد مميزة، وما كان ينقص رامي عياش القيادة الإخراجية المنضبطة للعمل.
رامي كـ"الإسفنجة" ليست لديه "عجرفة" بأن يتعلم، لكن يحتاج من يُشرب هذه الإسفنجة، في "أمير الليل" كان المخرج شبه غائب، والمخرج هو "الدينمو" للعمل إذا توقف "الدينمو" توقف العمل، أنا لا ألوم رامي عياش إذا البعض انتقده ببعض المشاهد لأننا تعذبنا كثيراً في "أمير الليل".
ليس رامي عياش فقط من تلقى إنتقادات، أنا تلقيت أيضاً، وبشكل عام يجب على الممثل أن يستمع لتلك الإنتقادات ويحللها وإن كانت حقيقية عليه أن يدرك كيف يمكن تخطيها بعمل جديد، وإن كانت فقط "نقد للنقد" لا يلتفت لها.
كلمة أخيرة:
أشكر "موقع الفن" وأحبكم كثيراً ورئيسة تحريره الإعلامية هلا المر، التي تربطني بها علاقة صداقة قوية، وأقول للمشاهدين غبت لكنني أحضر لـ"زوادة محرزة"، وبالنسبة لي أنا أؤمن بربي وبأن كل من يتعب ويعمل يجب أن يحصد نجاحاً بالمقابل، ادعوا ان يوفقني الله ويبعد الحاسدين، ولنرى "شو حيطلع من وردة حمرا".
