ولدتفريال كريمفي 5 نيسان/أبريل عام 1938، هي فنانة لبنانية عرفت شهرة كبيرة بمواهبها المتعددة، فهي مونولجيست تميّزت بأدوارها وأغنياتها الفكاهية.
عملت في المسرح والتلفزيون والسينما والإذاعة، وحققت نجاحاً كبيراً على كافة الاصعدة، وتعد اليوم من أعمدة الفن اللبناني تاركة خلفها نجاحات كبيرة، جعلتها لا تنسى رغم رحيلها بالجسد عنا.
إسمها الحقيقي ليس فريال كريم
على الرغم من أنها حصلت على شهرة كبيرة في حياتها، إلا أن قلة من يعرف الاسم الحقيقي للفنانة فريال كريم، وهو فيرا بشارة سمعان ولكنها اختارت أن يكون لها اسماً فنياً قريباً للفن العربي، لذلك سميت بفريال أما عائلتها فقد اكتسبتها من زوجها، الذي ساعدها وأطلقها للفن فعرفت باسم عائلته.
بداياتها من مصر
بدأت فريال الغناء وكانت لازالت "فيرا الطفلة الصغيرة"، إذ لم تكن قد تجاوزت السابعة من عمرها، فكانت تغني للفنانة المصرية ثريا حلمي على مسارح القاهرة. رأى والدها في ابنته الكبرى إيزابيل موهبة غنائية، فذهب إلى القاهرة بنصيحة من الفنانة الراحلة نور الهدى التي كانت قريبة العائلة، وأخذ معه الصغيرة فيرا (فريال كريم) وكانت في السابعة من عمرها. وهناك صعدت فيرا إلى المسرح لأول مرة، وقدمت وصلة مونولوغ لثريا حلمي "إحنا هنا يا إكسيلانس"، فأعجب بها الجمهور وطالبها بأن تعيد الفقرة، وأطلقوا عليها لقب "معجزة المسرح"، وكان بين الحضور المخرج إبراهيم عواضة الذي شجع والد فريال كريم على متابعة مشوار ابنته.
وهذا فعلاً ما حصل فكان أول ظهور سينمائي لفريال كريم في فيلم "سكة السلامة" للمخرج إبراهيم لاما، الذي أعجب بموهبتها بعدها بدأت العمل في المسرح، وحصلت على أدوار لافتة.
الشهرة في سوريا
عاشتفريال كريمفي سوريا حوالى 7 سنوات، ولم يقتصر عملها هناك على الغناء، بل قدمت عروضاً مسرحية، منها "مرتي قمر اصطناعي"، و"بيت للإيجار"، و"طاسة الرعبة"... وحققت فريال نجاحاً كبيراً في سوريا وأصبحت من الاسماء اللامعة هناك، بعدها قررت العودة إلى لبنان لمتابعة مسيرتها التي بدأتها في لبنان وسوريا. وكانت سوريا محطة مهمة كثيراً لها، ليس فقط على الصعيد العملي بل على الصعيد العاطفي أيضاً، فهناك تعرفت على الفنان محمد كريم الذي أصبح زوجها في ما بعد.
العودة إلى لبنان
بعد عودتها الى لبنان تعرفت فريال كريم من خلال شقيقتها إيزابيل التي كانت تعمل في الإذاعة، على الفنان محمد شامل الذي ساعدها كثيراً في مسيرتها. فقدمت العديد من الأدوار في "يا مدير" في الإذاعة، وحققت النجاح الأكبر في مسلسل "الدنيا هيك" و"ابراهيم أفندي" على التلفزيون، من دون أن ننسى "حكمت المحكمة"، و"أم خبار"، و"أنا وحماتي"، و"صبر أيوب"، و"بيروت الليل"، وبرامج "أبو سليم".
وإلى جانب التلفزيون والإذاعة، عملتفريال كريممع الممثل الراحل حسن علاء الدين (شوشو) في مسرحياته لثلاث سنوات، وشكلا معاً ثنائياً كوميدياً، كما عملت في المسرح مع الفنانة الكبيرة صباح، وحققتا نجاحاً لافتاً.
حياتها العاطفية
خلال عملها في سوريا، تعرفت فريال كريم على الفنان محمد كريم، الذي ساعدها هناك كثيراً، فأحبته حباً كبيراً على الرغم من الاختلافات بينهما، حتى أنها اختارت أن يكون اسم عائلته هو الاسم الفني لها. وبعد أن تزوجا أنجبت منه ابنة وحيدة وهي الشهيرة منى كريم، التي ورثت من والدها ووالدتها حب الفن والموهبة الكبيرة، فأصبحت ممثلة معروفة جداً على الساحة الفنية.
وفاتها على المسرح
عُرفتفريال كريمبتفانيها للعمل الفني وحبها الكبير للفن، لدرجة أنها توفيت في 4 تموز/يوليو عام 1988 على خشبة المسرح، وهي تقوم بآخر عمل فني لها عن عمر الـ50 سنة فقط. رحيلها صدم العالم العربي، وتصدر الخبر عناوين صحف العالم.