نجم كبير، مشواره الفني حافل بالإنجازات، فكثيرون حاولوا وضعه في بوتقة التصنيف الفني ولكن في كل مرة يتم تصنيفه كان يفرُّ هارباً بدور جديد على عكس التوقعات، فلقد حقق نجاحاً كبيراً في السينما والدراما من خلال الكثير من الأعمال الناجحة من أهمها "مافيا"، جوبا"، "أحلام عمرنا"، "العميل 1001"، "العار" ومؤخراً "أيوب" الذي كان صادماً للجمهور في رمضان الماضي، ليعود في رمضان هذا العام بمسلسل على النقيض مما سبق وقدمه في "أبو جبل" .
. هو الممثل مصطفى شعبان الذي يتحدث لـ"الفن" عن تجربته الدرامية الجديدة وفيلم "ترانيم إبليس" الذي يجمعه بالسقا بعد 17 عاماً، وعن مصير فيلم "جوز هندي" بعد التوقف وتفاصيل كثيرة في اللقاء التالي:
في البداية..تخوض المنافسة في رمضان بمسلسل "أبو جبل" وهو مسلسل على النقيض مما ظهرت به في رمضان الماضي من خلال مسلسل "أيوب"، فما العوامل التي جذبتك لهذا العمل؟
عوامل كثيرة جذبتني لهذا العمل من بينها القصة والمضمون الخاصين بالعمل، فضلاً عن الإنسجام والكيميا التي أحبها الجمهور في العام الماضي من خلال تعاوني أنا والمخرج أحمد صالح والمؤلف محمد سيد بشير، ولكن الموضوع على النقيض هذا العام من خلال دراما مجتمعية تشويقية. ومن البديهي أن أبحث على النقيض في أدواري وأعمالي التي أُقدمها للجمهور كي لا أُكرر ما قدمته من قبل، والممثل لابد أن يكون لديه القدرة على إختيار ما يتناسب معه ويكون مختلفاً عن تجاربه السابقة.
وهل تدخلت في إختيار فريق عمل مسلسل "أبو جبل" وخاصة أن المخرج والمؤلف وبعض الفنانين موجودين معك وكانوا في مسلسل "أيوب" في رمضان الماضي؟
لا أتدخل في إختيار فريق العمل إنما يكون هناك تناقش وإستشارة فنية للوصول لأفضل إختيار، وأنا سعيد بنجاح مسلسل "أيوب" في العام الماضي وتكرار التجربة مع أبطاله هذا العام في "أبو جبل"، وأتمنى أن يُحقّق العمل مفاجآت كبيرة هذا العام مثلما حدث في "أيوب" في العام الماضي.
ولكن سمعنا أنك من أصريت على إختيار الممثل دياب هذا العام ليُكرر التعاون معك في "أبو جبل"، هل هذا صحيح؟
بالتأكيد.. هذا صحيح وخاصة أن دياب قدم دوراً إستثنائياً في مسلسل "أيوب" وأحببت أن نُكرر التعاون معاً هذا العام، ودوره أيضاً سيكون مفاجئاً بالنسبة للجمهور، وهو ممثل موهوب ولديه القدرة على التنويع في تقديم أدوار صادمة ومفاجئة للجمهور.
وماذا عن فيلم "ترانيم إبليس" الذي يجمعك بالممثل أحمد السقا بعد 17 عاماً من التعاون سوياً بفيلم "مافيا"؟
سعيد للغاية بالعودة للتعاون مع السقا والوقوف سوياً أمام الكاميرا وخاصة أن الجمهور أحب الإنسجام والكيميا التي جمعتنا في فيلم "مافيا" وتحقيقه نجاح كبير وقتها، وهذا الفيلم أتوقع أن يُحقق نقلة كبيرة في السينما المصرية وخاصة أنه مكتمل من ناحية القصة وطريقة التنفيذ وكل شيء، وما أستطيع قوله أنه فيلم لم يُقدّم مثيله في السينما من قبل، لذا فأنا متحمس لهذا العمل.
هل صحيح أنك ستعود للمسرح وخاصة بعد تكريمك من مهرجان "شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي"؟
بالفعل أنا متحمس للغاية للوقوف على خشبة المسرح من جديد بعد سنوات طويلة، وبالفعل تحدثت أنا والمخرج المُبدع خالد جلال للوقوف على فكرة تتناسب معي للعودة بها لخشبة المسرح وأتمنى أن نبدأ في تنفيذها قريباً، وسعيد بتكريمي في مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي الذي أعطاني الدفعة للعودة إلى المسرح، وأشكر كل القائمين على هذا التكريم الذي أسعدني.
ولماذا أنت بعيد عن الصحافة والإعلام لدرجة أنك لا ترد حتى على ما يُثار ضدك خلال السنوات القليلة الماضية؟
إبتعادي عن الإعلام والصحافة لأنني وجدت طريقة سائدة لدى البعض في إقتحام حياة الفنان الخاصة والعمل على التجريح في حق الفنان من دون وجه حق، مع العلم أن حياتي الشخصية هي ملكي وحدي ولا أحب أن يتحدث عنها أحد، وهذا ما حدث بالفعل منذ سنوات حينما تمت مهاجمتي ووجدت أن لغة الحوار غريبة للغاية في الحديث عن حياة الفنان الشخصية والإعتماد على اسلوب التجريح، فقررت الإبتعاد عن الصحافة والإعلام ولم أكن أرغب في الرد على أي شيء يُثار ضدي خلال السنوات الماضية وكل هدفي كان التركيز في عملي فقط.
وماذا عن مشروع فيلم "جوز هندي" الذي بدأته قبل سنوات وتوقف من دون الإعلام عن أية أسباب تخص هذا العمل؟
أسباب توقف هذا الفيلم هو عدم الإلتزام بالبنود المُقررة في تعاقدي مع الجهة المنتجة، وصورنا أغلب مشاهد الفيلم ولم يتبقَ سوى القليل، ولكن الجهة المنتجة إختفت وتوقف التصوير من دون معرفة الأسباب، ومن ثم عادوا للتفاوض معي لإستكمال الفيلم ولكني لم أُرحّب بالأمر، ولا أعرف مصيره خلال الفترة المقبلة.
الفيلم يُلقي الضوء على فكرة تعدد الديانات في الكثير من الدول المجاورة وعلاقة ذلك بما هو موجود بالمجتمع المصري، هل ترى أن الموضوع يُناسب الوقت الحالي؟
الفيلم يحمل معاني سامية للغاية، وموضوعه جذبني لتقديمه في هذا الوقت بناء على فكرة الصراع الطائفي، ولكن الشعب المصري والعربي متماسك وهذا ما أكدوه خلال الفترة الماضية، ولا أعتقد أن الفيلم يتناسب مع الوقت الحالي، لذا لا أفكر فيه، ولكن بالمستقبل لا اعرف موقفي من الفيلم وإنهاء المتبقي منه.
برأيك..هل التصنيف هو أمر إيجابي أو سلبي بالنسبة للممثل؟
للأسف التصنيف لا يتم على معايير واضحة بل إن كل ممثل يُقدّم دوراً رومانسياً كان أو أكشن أو دراما يتم تصنيفه بناء على ما قدمه، وليس على مجمل أعماله، لذا فلا أرى الأمر يتم بالشكل الصحيح. وأعتقد أن الذين يقومون بتصنيف الفنان بناء على نجاحه في أدوار معينة وتكون علامة بمشواره الفني، وأتذكر أنني قدمت أدواراً رومانسية وتم تصنيفي على أساس هذه المنطقة، ومن ثم قدمت أدواراً أخرى وتم تصنيفي على أساسها.
وفي النهاية.. كيف كنت تخرج من دائرة التصنيف بلعب أدوار بمناطق تمثيلية مختلفة غير التي يتم تصنيفك فيها؟
كُنت أضع في حساباتي أن أتمرد على كل الأدوار التي أُقدمها فحينما قدمت أدواراً رومانسية وتم تصنيفي كممثل يجيد هذه الأدوار، تمردت على نفسي وشاركت بفيلم "مافيا" ولكنني وقعت في تصنيف آخر بأنني ممثل أكشن، وهربت من هذه المنطقة التي إستمريت فيها لسنوات إلى أن قدمت اللون الشعبي بمسلسل "العار"، وتمردت أيضاً حتى دخلت منطقة الكوميديا والدراما المجتمعية ومن ثم دخلت منطقة التراجيديا والدراما التي تُسمى بالكآبة، وخلاصة القول إن الممثل عليه أن يؤدي كل الأدوار ويكون بارعاً فيها من دون الوقوف بمنطقة معينة من الأدوار، وهذا ما أسعى إليه دائماً.