تزامناً مع الذكرى السنویة الثالثة لرحیل الشاعر أنور سلمان، أعلنت مؤسسة أنور سلمان الثقافیة عن قرار اللجنة التحكیمیة للجائزة، وفي ختام مداولاتھا حول اللائحة القصیرة للترشیحات التي وردت إلیھا من مختلف الدول العربیة، في مجالي الشعر العربي والشعر المتكامل مع عمل موسیقي، تم إختیار الشاعر الفلسطیني غسان زقطان لمنحه جائزة أنور سلمان للإبداع في دورتھا الأولى للعام 2019 في مجال الشعر العربي.
كما تم اختیار الشاعر والمؤلف الموسیقي غدي الرحباني، والمؤلف الموسیقي أسامة الرحباني، لمنحھما الجائزة نفسھا في مجال الإبداع الشعري المتكامل مع عمل موسیقي.
وبنت اللجنة اختیارھا للشاعر غسان زقطان على مجموعة من العناصر، وذلك لتميُّز تجربته التي تجمع بین الوضوح الألیف، وبین الغنى الدلالي واللغة المفتوحة على التأویل. وإذ یستند شعر زقطان الى معرفة عمیقة بالُمنجز الشعري العربي وإیقاعاته، یتّصل بالحداثة من خلال احتفائه بیومیات الحیاة وتفاصیلھا وأحوالھا المتبدّلة. ولا تحضر فلسطین في ھذه التجربة بوصفھا شعاراً سیاسیاً او منصّة للخطابة الحماسیة، بل بوصفھا أماكن وأزمنة مشظاة یعمل الشاعر على تظھیرھا وتأبیدھا في الحنین والذاكرة.
واختارت اللجنة غدي وأسامة الرحباني لغنى مسیرتھما المسرحیة والغنائیة، وإضافاتھما إلى المشھد الثقافي اللبناني والعربي، خصوصاً العملین اللذین صدرا أخیراً "بغنیلك یا وطني" و"الربیع العربي"، واللذین تم طرحھما كتعبیر صارخ عن وجع الوطن، فقدّما رسالةً وطنیة سامیة معبّرة، إیماناً منھما بأن الفنّ ھو رسالة تبعث الأمل بغدٍ أفضل، فضلاً عن الجمالیّة التي تمیزت بھا أعمالھما. وقد َصوّر العمل الأوّل ما یتعرض له لبنان من انتھاكات، على الصعید البیئي والجمالي والاجتماعي.
أما عمل "الربیع العربي" الذي أثار الكثیر من الجدل محاكیاً الحقبة التي یمر بھا العالم العربي، وما آلت إلیه الأوضاع الأمنیة والإقتصادیة إلى حالة التشرذم والإنقسام المذھبي، ومصوّراً عبثیة الحرب وسوریالیتھا، فقد تمیّز بالمنحى الإنساني الذي تم دمجه في الأُغنیة، مشكلاً صرخة ضدّ العُنف والحروب وفي الوقتِ عینه، عكَس وجود خیبة كبیرة جراء ما جرى وازاء مشاكل العالم العربي راھناً وأھمھا الطائفیة والمذھبیة.
وقد ضمّت اللجنة التحكیمیة لھذا العام الشاعر شوقي بزیع، الرئیسة السابقة للجنة الوطنیّة للأونیسكو البروفیسور زھیدة درویش جبّور، البروفیسور محمود شریح، والناقد والكاتب سلیمان بختي.
كما أن المؤسسة تنوّه بالمشاركة الكثیفة من مختلف الدول العربیة، وتشكر كل من وضع ثقته بمبادرتھا الھادفة إلى المساھمة في إعلاء شأن الثقافة والإبداع.
ولمناسبة صدور نتائج الدورة الأولى تقیم المؤسسة في بیروت إحتفالاً یتخلّله تسلیم الجوائز في شھر حزیران/یونیو المقبل، بحضور الفائزین ومجموعة من أھل الثقافة والإبداع، وسیُعلن عن تفاصیله خلال الأسابيع المقبلة.
مؤسسة أنور سلمان الثقافیة أُنشئت في نیسان/أبريل الماضي، في الذكرى السنویة الثانیة لرحیل الشاعر أنور سلمان من قبل مجموعة من المھتمین بالشأن الثقافي، تقدیراً للمكانة التي تبوّأھا الشاعر في حركة الشعر اللبنانیة والعربیة، وسعیاً لتعمیم ابداعاته، وتسلیط الضوء على ما یزخر به إرثه الشعري والأدبي من قیم، تتمحور حول الجمال وحب الارض والوطن وإعلاء كرامة الانسان، وتعزیزاً لفكر أنور سلمان وقیمه الإنسانية التي عبّر عنها.