أناهيد فياضممثلة فلسطينية الأصل وتحمل الهوية الأردنية تتميز بهدوئها وأدوارها الخلابة. درست في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق وانطلقت عبر الدراما السورية حتى أصبحت جزءاً منها.
ولدت في عمّان في الأردن يوم السادس من تموز/يوليو عام 1983، وإشتهرت بشخصية "دلال" في مسلسل "باب الحارة". تعتبر من الممثلات اللواتي صنعن لأنفسهن مكانة مرموقة في الدراما السورية، عاشت فترة طويلة في دمشق قبل أن تتزوج وتقيم في الأردن.
بداية مسيرتها التمثيلية
بدأت أناهيد فياض مسيرتها التمثيلية عام 2003 بمسلسل "الهروب إلى القمة" قبل تخرجها من المعهد العالي بعام واحد، ثم شاركت في العام التالي بثلاثة أعمال مهمة هي "التغريبة الفلسطينية" و"الخيط الأبيض" و"مدينة المعلومات".
وفي عام 2005 شاركت في أربعة أعمال هي "أشواك ناعمة" و"عصي الدمع" و"حور العين" و"أنا وأربع بنات"، ثم شاركت عام 2006 في "انتقام الوردة" و"مشاريع صغيرة" و"الزيزفون" و"أهل الغرام" إضافة إلى الجزء الأول من "باب الحارة" الذي كان منعطفاً في مسيرتها الفنية، حيث بقيت فيه حتى الجزء السابع عام 2015.
ومن أعمالها أيضاً "أسير الانتقام" و"هارون" عام 2007 و"وجه العدالة" و"صراع على المال" و"بيت جدي" عام 2008 و"حياة أخرى" و"سحابة صيف" عام 2009.
في الدوبلاج
شاركت أناهيد فياض في دبلجة أهم المسلسلات التركية، وتقمصت شخصية الممثلة التركية الشهيرة توبا بويوكستون التي كانت بطلة في أربعة أعمال، من أهمها "سنوات الضياع" و"عاصي".
وقالت إن الدراما التركية طرحت نفسها كمنافس بعد عمليات الدبلجة، ولكنها تبرز في الصورة والإخراج والتمثيل أكثر منها في النصوص، وهناك نصوص مهمة في الأعمال التركية تحاكي المجتمع التركي وهي في الغالب لا تدبلج، لأن خيارات شركات الدبلجة تقتصر على الأعمال العاطفية أو أعمال النجوم المعروفين.
وتحدثتأناهيد فياضعن مسلسل "سنوات الضياع" تحديداً، وقالت إنها لم تكن تتوقع النجاح والشهرة الكبيرين اللذين حققهما المسلسل، خصوصاً أنه جاء بعد موجة مسلسلات رمضان، وعرض في فترة ركود تلفزيونية درامية.
وتابعت: "هناك الكثير من الانتقادات التي وجهت إلى المسلسل وفيها وجه من الصحة، فأنا شخصياً كان لي بعض المآخذ على العمل، لكنني تعاملت مع المسلسل كعمل أجنبي مدبلج، من دون أن أنكر أنه متميز من الناحية الإخراجية، كما شاركت بالتمثيل فيه مجموعة من الممثلين المحترفين ضمن بيئة بسيـطة عرضت أحداثاً جميلة. وأرفض فكرة توجيه أصابع الاتهام إلى المشاهدين الذين تابعوا المسلسل على أنهم متفرجون سيئون كما قال بعضهم، إذ يجب ألا نتعامل مع الجمهور بفوقية أو نضع اللوم عليه إن لم ينل العمل إعجاب النخبة، والمؤسف أن الأعمال الدرامية في شكل عام تتراوح بين النخبوي الذي لا يتابعه أحد وبين الجماهيري الذي لا يحتوي على أية قيمة درامية".
باب الحارة
في حديثها عن مسلسل "باب الحارة" عام 2014، الذي أعادها إلى الأضواء بعد غياب عدة سنوات، تقولأناهيد فياض: "شاركتُ في كل أجزائه ولا أستطيع أن أنكر ما قدمه لي على الصعيد الفني والمهني، وحتى على الصعيد الإنساني إذ تربطني مع كثير من العاملين فيه صداقات وذكريات، لذلك ليس من السهل علي التخلي عن شخصية "دلال"، وعندما اتخذت قرار العودة بعد فترة غيابي التي أمضيتها مع ابني أسعدني أن تكون البداية مع "باب الحارة" مجدداً".
الفتاة الطيبة
لم تكن شخصية "دلال" في "باب الحارة" هي الشخصية الوحيدة التي تتميز بالطيبة والهدوء التي قدمتها أناهيد فياض، فيبدو أن ملامح وجهها الطفولي وطبيعة شخصيتها الهادئة جعلت المخرجين يضعونها في إطار الفتاة الطيبة المغلوب على أمرها.
وقالت: "أحلم في تقديم أدوار الشر فقد مللت من شخصية الفتاة الطيبة، وقد يكون هذا سبب من أسباب غيابي عن الفن الفترة الماضية، فكل الشخصيات التي تم تقديمها لي مؤخراً هي لفتاة طيبة وأنا أحلم بعمل أكثر عمقاً وتعقيداً، وقد قدمت هذه الشخصيات إلى حد ما في مسلسل "الحور العين" مع المخرج نجدة أنزور، وأيضاً بعمل آخر لم يأخذ حقه في العرض اسمه "عندما تتمرد الأخلاق".
بين غزة وعمّان
خلال عام 2013 قامتأناهيد فياضبزيارة مسقط رأسها في غزة الفلسطينية، لكنها أوضحت أنها لم تخرج قسراً من سوريا، مبينة أن وجودها في غزة والأردن ليس لجوءاً، وأن لا شيء يمنعها من العودة إلى سوريا، وفعلاً عادت مرتين الى دمشق للمشاركة في الجزء السادس والسابع من "باب الحارة".
إحدى القنوات استغلت لقاء تلفزيونياً جعل منها ضحية وكأنها هربت من سوريا، على حين أنها تعاني بشكل عام، كما كل السوريين وليس لها معاناة خاصة، حيث أصدرت حينها بياناً صحفياً قالت فيه: "لست مسؤولة عما ورد في هذا التقرير إلا ما ورد على لساني وهو أيضاً كان مجتزأً".
وفي النسخة المعدلة من التقرير، صححت القناة بعض المعلومات، فكتبت أنّ فياض تقيم في الأردن لكون زوجها أردنياً، كما لفتت أن زيارتها إلى غزة تأتي بسبب رغبتها الشديدة في زيارة الوطن، ولتلتقي أقاربها للمرة الأولى.
وكان التقرير التلفزيوني مليئاً بالمغالطات والمعلومات الخاطئة، حيث نسب إليها تأدية دور "نور" صوتياً في المسلسل التركي الشهير الذي أدته لورا أبو اسعد، على حين قدمت أناهيد فياض دور "لميس" في "سنوات الضياع".
معلومات قد لا تعرفونها عن أناهيد فياض
قالت أناهيد: "أنا أعيش في الأردن البلد الذي أحمل هويته مع زوجي وطفلي كرم، أتردد إلى سوريا كثيراً بداعي العمل ولزيارة أهلي، وأعمل أحياناً مع مؤسسات تنموية في ورشات عمل للأطفال الأقل حظاً بالاعتماد على الدراما والفنون".
خلال زيارتها إلى غزة اصطحبت معها والدها ووالدتها اللذين زارا المدينة بعد غياب لأكثر من 48 عاماً، حيث سافرت العائلة من دمشق حتى بيروت مروراً بالأردن ووصولاً لقطاع غزة في زيارة اجتماعية لأقربائهم في خان يونس جنوب قطاع غزة .
كشفت غيابها لسنوات وعودتها عام 2014، فقالت: "ليس لغيابي أية علاقة بالأزمة السورية كما يعتقد البعض فأنا ابتعدت قبل الأزمة بسبب ولادة ابني "كرم" لأنني أعتقد أن من حق أولادنا علينا التفرغ لهم خصوصاً في السنين الأولى من ولادتهم، وكان من تبعات القرار الإستقرار في الأردن كونها بلد زوجي وأنا حالياً أملك الجنسية الأردنية".
أشارت إلى علاقتها الخاصة بطفلها "كرم" وهي علاقة حميمة مليئة بالحنان والسكون، وأوضحت: "لا أبالغ بالقول أن مجيء ابني "كرم" هو من أغنى وأجمل الأحداث في حياتي، خصوصاً أنّه جاء بعد قرار ورغبة حقيقيين، فأرضي هذه الغريزة العظيمة وأغني الروح، من خلال مراقبته بشكل يومي وتتبع حركاته والأصوات التي يصدرها وردات فعله هي في حد ذاتها عمل عظيم منحني إحساساً لا يقدر بثمن ويصعب تفسيره".
إعتبرت أن شخصية "دلال" التي جسدتها في "باب الحارة"، وقيامها بدبجلة صوت توبا بويوكتسون المعروفة بـ"لميس" في مسلسل "سنوات الضياع"، وضعاها على سلم النجومية في العالم العربي.