إحتراف وإبداع وإحساس عالٍ، هذه أقل الكلمات التي يمكن أن تُقال في حفل جمع الخبرة والأصالة، فهي فنانة فيها رائحة العمالقة الذين لطالما أحبتهم وغنت لهم، وإلتقت وتعاملت مع بعضهم، فمنذ أن كانت طفلة خطفت الأنظار، فإلتفت نحوها الأضواء لموهبتها الكبيرة، وكيف إذا غنت هذه الفنانة مع أوركسترا عريقة عزفت لكبار المطربين وعلى أهم المسارح العالمية، وقائدها هو ذلك الرجل الذي في كل مرة يحرك فيها عصاه، يضيف إلى نجاحاته نجاحاً جديداً.
بدعوة من المعهد الوطني العالي للموسيقى "الكونسرفاتوار"، أحيت الفنانة غادة رجب، والأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق-عربية، بقيادة المايسترو أندريه الحاج، بمساهمة من مؤسسة "هبة القواس إنترناشونال"، حفلاً مميزاً على مسرح بيار أبو خاطر في جامعة القديس يوسف طريق الشام.
وتضمن البرنامج:
مقطوعة رأفت الهجان، لحن عمار الشريعي
أهواك، شعر حسين السيد، لحن محمد عبد الوهاب
في يوم وليلة، شعر حسين السيد، لحن محمد عبد الوهاب
مضناك جفناه، شعر أحمد شوقي، لحن محمد عبد الوهاب، إعداد هيثم سكرية
خلاص، شعر ولحن عبد الله حسن، إعداد مصطفى صبحي
بحبك يا لبنان، شعر ولحن الأخوين الرحباني
أيظن، شعر نزار قباني، لحن محمد عبد الوهاب
دارت الأيام، شعر مأمون الشناوي، لحن محمد عبد الوهاب.
الإعداد الموسيقي أندريه الحاج.
حفل لا يُنسى، أطربتنا خلاله غادة، وأبهرتنا الأوركسترا وقائدها أندريه الحاج.
موقع "الفن" إلتقى الفنانة غادة رجب، وكان لنا معها هذا الحوار.
متى كانت آخر زيارة لك لبيروت؟
جئت إلى بيروت آخر مرة حين صورة حلقت من برنامج "حرب النجوم"، وأكثر زياراتي إلى بيروت تكون للمشاركة في برامج تلفزيونية، وبالنسبة للحفلات التي أحييتها في لبنان، كانت أول حفلة لي في "الفوروم دي بيروت"، وبعدها أحيت حفلة في "البيال" منذ حوالى السنتين للجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين التي ترأسها السيدة رنده بري.
كيف تصفين علاقتك بلبنان؟
لبنان بالنسبة لي فقط لتصوير برامج أو إحياء حفلات، فحين أريد أن "أتفسح" يجب أن أحضر إلى بيروت، ولبنان من البلدان التي أتعلم منها حب الحياة والإصرار والجمال والفن واللسان الحلو والضيافة والكرم، طالما أنت تسير على طرقات بيروت ترى صوراً جميلة للناس والمحلات والشوارع والطبيعة، وأذناك تسمع كلاماً جميلاً، وهذه الأمور مهمة جداً.
لذلك تغنين لنا في الحفل "بحبك يا لبنان"؟
طبعاً، أغنيها من قلبي، غنيتها مرة في برنامج "هيك منغني" مع مايا دياب، وأنا أصلاً أحب هذه الأغنية، وفيروز هي عشقي.
هل هذه المرة الأولى التي تغنين فيها مع الأوركسترا بقيادة المايسترو أندريه الحاج؟
نعم، وأتشرف بذلك، الأوركسترا محترفة جداً وخبرتها كبيرة، وكذلك المايسترو أندريه الحاج الذي تشرفت بمعرفته وبالتعامل معه.
كيف كانت التحضيرات مع الأوركسترا؟
رائعة، فأنا عندما وصلت إلى بيروت وجدت الأوركسترا جاهزة وعلى أكمل وجه وقد أجرى أعضاؤها البروفات، فنحن فقط عدنا وإندمجنا مع بعضنا.
ما هو الأمر الذي لاحظتِ أن المايسترو أندريه الحاج يهتم لوجوده في الفنان؟
هناك فنانون حقيقيون ولكن تنقصهم الإدارة والتي هي موهبة ثانية، المايسترو أندريه الحاج هو طبعاً فنان، وأنا لن أتكلم عن إحساسه وموهبته وخبرته العالية جداً، لكنه أيضاً إداري من الدرجة الأولى، لأنه من أصعب الأشياء أن تدير الموسيقيين، إلى جانب إهتمامه بالتفاصيل، فهو كان يتابع معي طوال الوقت قبل أن أصل إلى بيروت، من حيث النوتات الموسيقية والطبقات والصور التي ستكون ضمن الإعلان عن الحفل، وجميع التفاصيل الإدارية والفنية لهذا الحفل.
كما إلتقينا المايسترو أندريه الحاج، وكان الحوار الآتي.
عن الإعداد الموسيقي لألحان هذا الحفل، قال الحاج :"ليس بالمعنى الحقيقي لكلمة إعداد، بل قمت بتنسيق موسيقي لبعض هذه الأغنيات من أجل الأوركسترا، فهذه الألحان ممنوع أن تمس، وهي مثل أغنيات أم كلثوم، ولكن في برامج فنية أخرى أستطيع أن أغيّر وأدخل إلى عمق الألحان لأنه يكون هناك مجال لذلك".
وعن بروفات الأوركسترا مع الفنانة غادة رجب قال :"غادة ممتازة، ربما هي أول فنانة تجري معنا بروفا واحدة فقط، فهي فنانة محترفة، وكذلك الأوركسترا، فقد فهمنا على بعضنا، وأنا كنت المغني في البروفات قبل حضورها، فحفظت كل ما علينا القيام به".
أما عن إختلاف البروفات مع الأوركسترا بين فنان وآخر، فقال لنا الحاج :"تختلف البروفات من حيث إحتراف الفنان، غادة متكاملة من حيث الصوت والإحساس والإيقاع، بينما هناك فنانون يكون لديهم خلل في إحدى هذه النقاط فنجري معهم بروفات أكثر، بينما الفنان المحترف ليس عليه إجراء أكثر من ثلاث بروفات مع الأوركسترا في حال كان البرنامج الفني مثل برنامج اليوم الذي يتضمن ألحاناً عربية معروفة مشغول عليها".
لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً إضغطهنا.