للسنة الثالثة على التوالي، تفتح كتارا أبوابها وقلوب جمهورها أمام الآلة الموسيقية ذات الأثر الخاص، ألا وهي آلة العود.
فعلى مسرح دار الأوبرا الشهير في الحي الثقافي، شهد حشد من الوزراء والسفراء والشخصيات الدبلوماسية والإعلامية ومحبي آلة العود إنطلاق النسخة الثالثة من مهرجان كتارا لآلة العود.
حضور غفير ملأ أرجاء المسرح الضخم، وعند الساعة الثامنة مساء بدأ حفل الافتتاح للمهرجان الذي سيستمر حتى 26 من الشهر الحالي. وللمناسبة، ألقى المدير العام للحي الثقافي كتارا ورئيس المهرجان د. خالد السليطي كلمة أكد خلالها استمرار كتارا في مد جسور التواصل ليلتقي الجميع على دروب الفنون والإبداع. وأكد السليطي أن النسختين الأولى والثانية من مهرجان كتارا لآلة العود حظيتا بنجاح كبير، الأمر الذي دفع بهم إلى إطلاق النسخة الثالثة، ونوّه باختيار الفيلسوف العلّامة يعقوب بن إسحاق الكندي الملقّب بـ"فيلسوف العرب" كشخصية المهرجان لهذه النسخة لأن الأخير لطالما سعى إلى تأسيس هذا العلم الموسيقي. ولفت السليطي إلى أن المهرجان، وعلى مدى لياليه الأربع، سيجمع أمهر العازفين وصانعي العود من 13 دولة عربية وأجنبية، وذلك حرصاً على الحفاظ على هذا التراث الثقافي العريق ودعمه أيضاً.
بدوره، أكد السيد محمد المرزوقي، المدير العام لإذاعة صوت الخليج ومدير المهرجان، حرص اللجنة المنظّمة على التنويع والتشويق في جدول الحفلات المدرجة وذلك من خلال استقطاب عازفين لهم الباع الطويل في تقديم مدارس العزف الشرقي المختلفة. وأشار المرزوقي إلى أن اللجنة المنظمة، وبهدف التشويق، وضعت تصوّراً فنياً يقوم على تقديم المعزوفات الجماعية المشتركة التي تعتمد على العفوية في الأداء والتناغم بين العازفين، إلى جانب الحرص على إدخال المتعة أكثر من خلال الأصوات المشاركة في العزف والغناء.
أجواء حفل الافتتاح استكملت مع عرض فيلم تسجيلي تعريفي حول المفكر العربي الكندي، ومن ثم دوّت أصداء العزف على آلة العود في أرجاء المسرح، وانتشر السحر الفني العراقي مع عزف مصطفى زاير والتوأم عز و فهد ويوسف عباس وغناء الفنانة أصيل هميم، إلى جانب محمد السليطي من قطر، وداليا حسين من الأردن.
والجدير بالذكر أن الأمسية الثانية من المهرجان ستشهد الليلة مشاركة الفنان يوردال وفرقته من قطر، نزيه أبو الريش وولاء الجندي عزفاً وغناءً من لبنان، الأخوين بشير ومحمد الغربي من تونس، سالم المقرشي من سلطنة عمان، ونجيب ناظم من ايران.