محامية وإعلامية وشاعرة وناشطة حقوقية، عملت مدير عام تلفزيون "نور العرب"، وهي حالياً رئيسة مركز الدراسات الإستراتيجية للتعددية والسلام، ورئيسة قطاع الإعلام في الإتحاد العربي للمرأة المتخصصة التابع لجامعة الدول العربية، وهي في لجنة الحرية وحقوق الإنسان في إتحاد المحامين العرب، وسفيرة لمنظمة Blue Cross & Blue Crescent Corps التابعة لمنظمة الأمم المتحدة.
ديوانها الذي تقدمه اليوم إلى عشاق الشعر، هو همسات روحها المضطربة المتأرجحة بين الرفض والقبول في محطات كثيرة، ولكنها في النهاية تستقر على الحب وفيض المشاعر والفرح الذي لا حدود له ولا إنتهاء، رغم أن زمن العجائب ولّى، ولكن زمن الحب هو من يصنع العجائب والمعجزات...
إنها مارلن دياب التي وقعت "من همسات الروح" في مدرسة الحكمة الأشرفية بحضور الأستاذ رفيق شلالا ممثلاً الرئيس ميشال عون، الشاعر والكاتب حبيب يونس ممثلاً وزير الخارجية جبران باسيل، النائب سليم خوري، العميد محمد أيوبي قائد شرطة بيروت، العميد أمين حطيط، العقيد زياد قائد بيه رئيس شعبة التدريب في قوى الأمن الداخلي، قائد القوات البحرية السابق الأميرال نزيه بارودي، وأهل الثقافة والفكر والإعلام.
بدأ الإحتفال بالنشيد الوطني اللبناني، وأطلت عريفة الحفل الشاعرة والإعلامية ليلى الداهوك التي رحبت بالحاضرين، وقالت :"شاعرة هي العروسُ حينَ تسكبُ حبرَها تتراقص الكلماتُ مبتهجة بالمولود الجديد. وهو العرس حين يتهادى على السطور تحتفل القصائد بمسكنها الدافئ ونتغذى نحن من كلمات ليست كالكلمات في بوتقة تدعى "من همسات الروح"، فأهلاً وسهلاً بكم زنبقة زنبقة وعطرا عطرا في هذا العرس النقي الصافي، عرس ولادة يخص نبراسا للصداقة والوفاء والرقة والعذوبة والأنوثة".
وأضافت :"قال نزار قباني "النساء عادة يطلعن من سوق الصاغة أو من معارض الأزياء أومن صالونات التجميل ولكن لا يطلعن إلا نادرا من غابات الكتب والمكتبات ومنابر المشاركات الإجتماعية والثقافية"، وهي من هاتيك النادرات بهية كديوان شعرمعتقة بالأصالة ككأس نبيذ، مزدحمة بالعطيات كبيدر قمح ، ضميرها شفيف ندي كأوراق دالية في عز نيسان. يدها السمحاء ما إنبسطت إلا على سنبلات عطاءات وسبحات صلوات، هي المحامية الإعلامية والشاعرة الجميلة مارلين دياب".
رئيس مدرسة الحكمة الخوري جان بول أبو غزاله قال :"من همسة إلى همسة، تنقلنا شاعرة الهمسات الروحية من عالم الجسد والحس والكيان، إلى عام الروح والخيال. مارلن الشاعرة كالفراشة تطير وتتنقل من همسة الشوق إلى همسة العشق، من همسة السلام إلى همسة الأحلام، والهمسات تتوالى والروح تتراقص طرباً من نغم هذه الهمسات. كلمات رقراقة تهمس ليس في أذن الروح فحسب، بل تجوز القلب والعقل وخلايا الجسد، لتصل إلى عمق الذات منسابة كالنسم العليل".
الأميرة حياة إرسلان قالت :"السؤال هو "كيف يمكن لهمسات أن تكون مدويّة؟"، الجواب "عندما تكون همسات من مارلن دياب"، إنها همسات مدويّة بتفاعل الروح والجسد والأشياء، تماماً كمطلقتها مارلين، وأكتشف اليوم أنها شاعرة بعد أن عرفتها محامية وإحدى القابضات على منصة الإعلام. جمعتني بمارلين الساحات في إحتجاجات وإعتصامات، وكنا نتشارك في المطالبة والمدافعة والمناصرة في إطار حقوق المواطن اللبناني، وخصصنا لحقوق المرأة الحيّز الأكبر، ثابرنا ونسقنا مع الجمعيات الأهلية والنسائية، ومنها من كان قد سبقنا في هذا المضمار، فإذا بنا نحصل أربع وزيرات وهذا إنجاز تاريخي للمرأة في لبنان، كما وأنتجنا معاً ومع أنشطة المجتمع المدني، موجة مكافحة الفساد، والتي تبنتها الحكومة".
الأستاذ الدكتور أسعد السحمراني قال :"كلماتي هنا عنوانها "الروح والهمس والنفس"، ثلاثية تلخصت في أسرة عنوانها ثلاثة حروف، الدال (الأستاذ دياب عازوي زوج مارلين) والنون (إبنتهما نور) والميم (مارلن)، الروح قوة الإحياء في الإنسان، والنفس تعبير عن ديمومة الحياة، والهمس صوت خفيّ تظهر من خلاله كلمات لا تكاد تُفهم، لكنها تخرج مع النفس لا من الصدر، ليبقى الصدر موطناً لرئتين اللتين بهما يتوالد النفس في حالي الشهيق والزفير، رئتا خروج النفس الملامس للهمس عند مارلن هما دياب ونورا".
الدكتور الشاعر الياس زغيب ألقى قصيدة في الشاعرة، وقال :"
مِشتاق يا هلحَرف تِرسم ليل
ع صُبح أبيض نَسِمتو ديوان
وتِندَه ع عشتروت تاني مَيل
توعّي أدون بغربة الوجدان
هَونيك يِمكن تلتقي بفنان
وسافِر بدار العطر والحكمة
دربو طويلة وكلمتو كلمة
لكن إذا قرَّبت عالحكمة
وشفت القصيدة لِمهَوْشَلِة عالخيل
وهَمسات عم بِتوقّع التيجان
وقدموس عم يِضحَك ع شطّ جبيل
والموج يِخفُق حبّ يِدفُق سَيل
بيكون عرس الحرف واللوحة
وبتكون عم تكتب شعر مارلن".
نور إبنة مارلن فاجأت والدتها والحضور وقالت :"أمي تقول إن الكتابة هي غذاء الروح، بسمة القدر وأجنحة الحياة، هوية هذا الكتاب إمرأة مناضلة، عفوية، ناجحة، رقيقة، متمسكة بالحياة، والحب إيمانها، أهدت أمي ملامحها إلى هذا الديوان، رسمته بقلبها وفكرها، وكتبته بكل جرأة لأنها لم تخف من كلام الناس، كتبته بعفويتها الصادقة وبعصبيتها الهادئة وبكلماتها التي لا تنطفئ، كتبته من همسات روحها، كتبته من جروحها، كتبته بلا خوف، وصرحت عن ذاتها من دون قلق، وكانت متأكدة من أنكم ستحبونه، أمي كتبت هذا الكتاب لنفسها وللزمن، كتبته لنفسها لتعلّم نفسها على الزمن، وكتبته للزمن لتعلّم فيه".
المحامية الشاعرة مارلن دياب قالت :"جئتم تلبون دعوة من القلب وجهتها لكم، لتشاركوا فرحة مَن أحسّ وشَعَر، ومن سهر وسهر، فبزغ ديوان وصَدَر، ديوان يترجم إنسانية المشاعر، يحاكي الأقدار، يناجي الأفكار، يبوح الأسرار، وفي الأحلام له سَفر، فيه للروح همسات، وللحنان لمسات وللريح نسمات، ديوان جمعته من خواطر كنت قد نثرتها في الريح وفي الفضاء الفسيح، وإلتقطتُ بعضها من الزوايا، وإنتشلتُ غيرها من الخبايا، فثارت المشاعر وفاضت الأرائح فإنسابت تدفقاً نحو القلب لترسمها صفحات متواضعة من الشعر".
موقع "الفن" إلتقى مارلن دياب، وكان لنا معها هذا الحوار.
مارلن دياب، من أنتِ؟
أنا الإنسان الذي سيبني المستقبل، والذي سيكون دائماً محضراً للحب في هذا الكون.
هل لديكِ كتب قبل "من همسات الروح"؟
هذا كتابي الأول، الذي وضعت فيه بعض المشاعر، أتمنى أن أكون عرفت كيف أوصل مشاعري وأحاسيسي، وهي ثمرة تجارب وخبرة الحياة، وأتمنى أن يعجب الناس.
لمن تكتبين؟
أكتب لنفسي وللإنسان وللمحبة وللقدر، أهمس همسات روحي ليقرأها الناس.
كم في ديوانك من الفرح والوجع والأمل؟
فيه كل شيء، فيه شوق وألم وحزن وفرح وأمل، فيه حياة كاملة ومتكاملة.
ما الذي جاء بك من القانون إلى الكتابة؟
القانون لا يكتمل من دون مشاعر، يجب أن تكون الإنسانية موجودة في الأساس، وبعدها كل شيء يسير معها.
كونك كاتبة، كم تدخل العاطفة في قضايا المحاماة؟
ممكن أن تدخل كثيراً، فالإنسان عندما ينطلق من المبدأ الإنساني، يمكنه أن يكون عادلاً وصالحاً، فأحياناً يكون القانون أعمى ولا يستطيع أن يرى، هناك مبدأ روماني قديم أنا أعتمده وهو :"الرحمة فوق القانون"، فعندما تكون الرحمة موجودة في قلبك، يصبح هناك فرح ورجاء في تطبيق القانون.
ماذا عن عملك الإعلامي؟
أنا متوقفة حالياً، ولكن إن شاء الله أتابع قريباً.
بين الإعلام والمحاماة والكتابة، كيف تصنفين نفسك؟
أنا هذه الخلطة كلها، أنا مارلن الإنسانة، والإنسان لا يستطيع أن يكون بجو واحد.
هل لازال الناس يقرأون الكتب في ظل إنتشار المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الإجتماعي التي يُنشر من خلالها الشعر والأدب؟
القراءة هي أساس، والكتاب هو غذاء للروح، فعندما تقرأ في الكتاب تشتغل كل حواسك، النظر والسمع واللمس والشم، ومتعة قراءة الورق لا تضاهيها أية متعة.
هل لازالت الكلمة بخير؟
يجب أن تبقى الكلمة بخير ليبقى الإنسان كذلك، لأنه في البدء كان الكلمة، والكلمة هي الأساس، ويتفاوت مستوى الكلمة بين عصر وآخر وظرف وآخر وأديب وآخر، كل إناء ينضح بما فيه، ولكن يجب أن تعمل الكلمة دائماً للخير.
إلى أية درجة لازالت الكلمة مؤثرة هذه الأيام؟
الكلمة هي التي تقيم حرباً، وهي أيضاً التي تنشر السلام.
لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً إضغطهنا.