في مبادرة مميزة منها، رعت السيدة كلودين عون روكز، رئيسة الهيئة الوطنية لشؤن المرأة اللبنانية، العرض الأول لمسرحية "غياب" للكاتبة والمخرجة المسرحيّة لارا قانصو، التي استوحت أحداثها من قصص حقيقية، وتناولت فيها الألم الذي لطالما عانته النساء.
وأبدت السيدة عون روكز إعجابها الكبير بـ"غياب"، من روعة النص والإخراج إلى إبداع الممثلات الأربع، فالرسالة المعبّرة والهادفة من هذا العمل المسرحي.
كما أكدت في حديث في نهاية العرض المسرحي، على أولوية حماية النساء من مختلف أنواع العنف، وتغيير الصورة النمطية السائدة للمرأة التيلا تزال تستضعف وتنتهك كرامتها وتنتزع حريتها في مجتمعنا. وتساءلت: "ماذا يجب أن نفعل بعد، وكم يجب أن يبلغ عدد ضحايا العنف الأسري، ليقتنع نواب الأمةّ بوجوب إقرار وتعديل القوانين للإسراع في المحاكمات وتشديد العقوبات على المعتدي، ولماذا تثير قضايا المرأة جدلاً واسعاً وتتطلب وقتاً طويلاً، في حين بجب أن تبتّ قضايا العنف الأسري تلقائياً؟!".
وتحكي المسرحية قصّة النساء اللواتي اغتصبن وعنّفن وبتن يعشْن على هامش المجتمع، فإختبأن في مراكز في لبنان تصون سريّة هوياتهنّ، وتحاول حمايتهنَّ من أهلهنّ وأزواجهنّ. لكنّ "غياب" هي أيضًا قصّة الرغبة النسائيّة التي تتجاوز الحدود المألوفة في الشرق. وبالتالي، لا يندرج هذا العمل فقط في حاضرنا، بل هو ثمرة فكر تغذّى من كتابيْن نظريّيْن ("اختراع التاريخ" لجورج ديديهوبرمان و"نساء يركضنَ مع الذئاب" لبنكولاإستس) ومن الغوص في شاعريّة ثلاث روايات أدبيّة ("أفروديسيا الأرملة" (1938) لمراغريتيورسنار، "رجم ثريا" (1990) لفريدون صاحب جم و"الانتحار أو الغناء" (1994) لسید بهاء الدین مجروح).