إنطلاقاً من الإهتمام الكبير الذي تبديه دولة قطر على الصعيد الثقافي والفني، ومن حرص المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا الدائم بفعاليات الفن الكلاسيكي بهدف وضعها في المكانة الصحيحة اللائقة على المستويين المحلي والعالمي، قدّمت المؤسسة النسخة السابعة من حفل توزيع جوائز الأوسكار للأوبرا والغناء الكلاسيكي، وذلك بمشاركة نخبة من الموسيقيين والفنانين العالميين والمُحكّمين، وبحضور كبار الشخصيات وعدد من السفراء والدبلوماسيين والإعلاميين، وجمهور غفير من الجنسيات المختلفة امتلأت بهم مدرّجات المسرح المكشوف.
للمرة الثانية، إستضافت الدوحة هذا الحفل الضخم الذي سجّل حضور 20 نجماً من نجوم الأوبرا حول العالم، وذلك بالتنسيق مع فيرونا بيلا أرينا من مدينة ميلان الإيطالية. وقد شهد المسرح المكشوف حضور 100 عازف أوركسترا من مختلف دول العالم، في حين توزّعت شاشات العرض والخلفية المتحركة والإضاءة المتنوعة في جوانب المكان الضخم لتضفي على الحدث رونقاً خاصاً، وذلك إلى جانب شاشتين ضخمتين عرضتا الأفلام المصوّرة، ومن ضمنها الفيلم التعريفي الخاص بإنجازات وأعمال الموسيقار القطري مطر علي الكواري الذي تمّ تكريمه خلال الاحتفال.
برنامج الاحتفال كان غنياً بالموسيقى والغناء الأوبرالي والأصوات الرائعة، وقد قدّم له كل من مقدم البرامج الإيطالي إنريكو سنينتشلي والمذيعة إيناس محمد، بينما تولّى قيادة الأوركسترا المايسترو العالمي كريستيان ديليسو. وقد احتضنت مدرّجات المسرح المكشوف أصوات أبرز الأسماء في عالم الأوبرا والتي قدّمت عروضاً شيقة جداً مثل جورجيو مسيري، ديميتريا ثيودوسيو، ألبيرتو جازالي، فاليريا سيبه، ديسيريه رانكاتور ورافايل أبيتي. وقد تمّ توزيع 16 جائزة على المشاركين في الحفل، ومن ضمنها 8 جوائز أوسكار حيث فاز بجائزة الأوسكار العالمية عن فئة التينور فرانسيسكو ديمورو، وعن فئة السوبرانو إيلينا موسوك، وعن جائزة أفضل مصمم أزياء فرانكا سمواركيابينو، وعن فئة الباريتون لوكا سالسي، وعن فئة الميزوبورانو آنا ماريا تشيوري، وعن فئة أفضل قائدأوركسترا فابيو لويسي، وعن فئة أفضل مخرج المخرج العالمي ديفيد ليفرمور، وعن فئة أفضل عازف باس ريكاردو زانيلاتو، أما جائزة أفضل مصمم ديكور فحصل عليها لوسيانو ريكيرا.
وإلى جانب الأوسكار، تمّ توزيع جوائز فخرية من ضمنها جائزتان تقديريتان للمسيرة الفنية لإثنين من روّاد فنون الأوبرا وجائزة تقديرية تخليداً لذكرى عظماء فن الأوبرا وهم إنريكو كاروسو وجيسيب دي ستيفانو وبنيامينو جيجلي، جائزة تقديرية لستيفان بوب عن فئة التينور كأفضل مغني صاعد، جائزة تقديرية نالتها روزا فيولا عن فئة سوبرانو كأفضل مغنية صاعدة، وجائزة تقديرية لمبدع قطري هو الموسيقار مطر علي الكواري الذي أثرى المكتبة الموسيقية القطرية بعدد كبير من الأعمال الفنية سواء الوطنية، العاطفية والتراثية، ناهيكم عن المقطوعات الموسيقية وعدد من الأوبريت بأصوات قطرية وعربية. كما تمّ تكريم د. خالد السليطي، مدير عام كتارا، من قبل الأمين العام لمؤسسة فيرونا بيلاأرينا والمنسّق الرئيس لجائزة الأوسكار للأوبرا والغناء الكلاسيكي د. ألفريدو ترويسي.
وعلى هامش الحفل، أكد المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا د. خالد السليطي على أن استضافة كتارا لحفل توزيع جوائز أوسكار الأوبرا والغناء الكلاسيكي للمرة الثانية تبرز دور الفن الكلاسيكي على مستوى العالم في تعزيز أواصر العلاقات الثقافية بين شعوب العالم، وأشار إلى أنّ هذا الحفل يضاف إلى سلسلة الحفلاتوالمناسبات العالمية التي احتضنها المسرح المكشوف مما يؤكد جهود المؤسسة في تعزيز مكانتها في المشهد الثقافي العالمي، واحتفاءها بكوكبة من نجوم الفن والغناء وعمالقة الموسيقى الكلاسيكية وصنّاع الأوبرا في العالم. وأوضح السليطي أن استضافة كتارا لهذا الحدث العالمي توفّر منصة عالمية للموسيقى الكلاسيكية والغناء الأوبرالي، وتشكل حافزاً استثنائياً ليس فقط لإطلاع الجمهور على أهم المدارس الموسيقية الدولية فحسب، بل في إلهام الموسيقيين وإثراء تجاربهم، الأمر الذي يعزّز مكانة الدوحة كمدينة عالمية رائدة في مجال الموسيقى والغناء الكلاسيكي. وختم السليطي بالقول: "هذا الحفل يكرّم الفنان الأصيل والموسيقار القطري المتألق مطر الكواري عبر منحه جائزة الإبداع القطري تقديراً لجهوده الكبيرة في إثراء الحياة الفنية والموسيقية في قطر من خلال الأعمال الفنية المتميزة التي قدّمها ولا يزال مستمراً في عطاءاته الفنية". بدوره، عبّر الموسيقار مطر الكواري عن سعادته بهذه الجائزة التقديرية العالمية، وعن شكره للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، واعتبر أن جائزته هذه بمثابة تكريم للفن القطري وجميع الفنانين القطريين.