ثروة فكرية جديدة يضعها بين يدينا، وهو الذي لطالما أغنانا من ثقافته وخبرته، من خلال كتبه المنوعة بين الشعر والأدب والفلسفة، ومقالاته في الصحف والمجلات، وعمله الإذاعي والتلفزيوني.
إنه الشاعر والكاتب والصحافي حبيب يونس، الذي وقّع كتبه الجديد "فليفساء"، وذلك في جناح جمعية تجاوز الثقافية، ضمن المهرجان اللبناني للكتاب، والذي تقيمه الحركة الثقافية في دير مار الياس في أنطلياس.
يونس يعرف عن كتابه بالقول :
"فليفساء" كتاب يشبه تشرين، شهر الحصاد. هو حصادي، في خريف العمر، عشية الذكرى المئوية الأولى لإعلان دولة "لبنان الكبير".
لبنان الذي به حلمت غمر سنابل، خيِّراً كقمحتها، شامخاً كقامتها، عالياً، ولو حانياً تواضعاً، كجبينها، وما إلا خبزها قوتي وقرباني. فترهبنتُ له، وغرفت من معجن تاريخه، ووزعت لقمته الطيبة على أهلي، وتنفستُ إنكساراته وإبداعاته، رؤاه وجراحه، دمعته وإشراقة ثغره. ولممت شظاياه في جسدي، خوف تخدش ولو إصبعاً منه، جامعاً عطر حضوره في الكون، في قارورة حبر..هي هذه الصفحات.
"فليفساء" باقة مقالات إنتقيتها، من بين مئات كتبتها ونشرتها، أو كلمات ألقيتها في مناسبات أو مقدمات وضعتها لكتب، طوال مسيرتي في حقلي الأدب والصحافة، وقد فاقت الأربعين من الأعوام. وتنوعت بين الفكر والسياسة واللغة والإعلام واللاهوت والموسيقى والأدب والفنون، يجمعها خيط واحد، هو صورة لبنان الذي أحب، وصورة إنسانه الذي أجلّ، وشمس غده الموعود بها، أكثر إشراقاً، ليعود رائداً كما عهدته طوال تاريخه العتيق المعتّق.
ووجدت حين قررت تبويبها لنشرها، أنها تصلح لتكون "زوّادة" لأتراب وحيدتي، وقد ضمنتها خبرتي وتجاربي وقراءتي ومعرفتي، وعلمي وثقافتي، فيعتبرون ولا يقعون في أخطاء آبائهم والأجداد".
موقع "الفن" إلتقى الشاعر والكاتب والصحافي حبيب يونس، وكان لنا معه هذا الحوار.
ما سر تسمية كتابك "فليفساء؟
الإسم له علاقة بتنوع المواضيع التي يتضمنها الكتاب، بين فكر وسياسة وموسيقى وشعر وأدب، فأردت أن أجد جامعاً مشتركاً بينها، وبما أن المتنوع هو الفسيفساء، فإخترت إسم "فليفساء"، وهذا الكتاب هو عشية الذكرى المئوية الأولى لإعلان دولة "لبنان الكبير".
أين تقع حدود "لبنان الكبير"؟
حدوده هي الرسالة الإنسانية، "لبنان الكبير" ليصبح أكبر يجب أن تصل رسالته إلى الحدود الأعلى.
هل يقوم لبنان بالرسالة التي تحدث عنها البابا يوحنا بولس الثاني بالرغم من كل الفساد ومن الإعتصامات التي يقوم بها الناس؟
لا يهم ما يفعله الناس، المهم ما يفعله الإنسان، فهناك فرق كبير بين ما تقوم به المجموعة وما يقوم به الفرد.
وما هي رسالتك من هذا الكتاب؟
الرسالة هي كل فكري ورؤيتي للبنان، فبلد عمره مئة عام بهذه المفاهيم، أي أنه جدير بالحياة ولديه مقومات الحياة، وأنا أريد أن أعزز هذه المقومات، فأتحدث في الكتاب عن هذه المئة عام التي مرت، بالفكر والفلسفة والمعرفة.
إلى من تهدي الكتاب؟
إلى إبنتي وأولادها الذين هم أجيال المستقبل.
هل تشتاق إلى سعيد عقل، وكنت تود لو كان معك اليوم؟
بالطبع.
في زمن مواقع التواصل الإجتماعي والإنترنت، هل لازال للكتاب وقعه؟
لازلت أحب رائحة الحبر والورق، ولازال هناك أشخاص يحبونها.
ما هي آخر الأغنيات التي كتبتها؟
غنت لي عبير نعمة "إكتبني قصيدة"، في ألبوم مارسيل خليفة، ويقول مطلعها :"إكتبني قصيدة ما تقراها العين، وضيّع صابيعك ما أعرف خصري وين".
لسنا معتادين أن يكون هناك إثارة في كتاباتك.
مارسيل خليفة طلب مني ذلك ليلحن.
بعد أن كتبت أغنيات للفنانة ماجدة الرومي، لمن ترغب بأن تكتب من الفنانين والفنانات؟
أكتب للصوت الجميل والذي يقدر الكلمة.
ما هي الأغنيات التي غنتها الفنانتان باسكال وكارول صقر، والتي كتبت كلماتها أنت؟
باسكال غنت أغنيتين من كلماتي، إحداهما "جايي البطل" للعماد عون، وكانت هناك أغنية من كلماتي ستغنيها كارول، ولكن لا أدري ما حصل، فكارول لم تأخذ الأغنية.
وهل تجد أن حظهما قليل أم أنهما لم تعرفا كيف تستمران في الفن؟
حظهما قليل، وهما غابتا لفترة وعادتا، والفن تغيّر "وهني أوادم ما بيغنوا بالتنورة، بيغنوا بصوتن".
تقصد بكلامك أن مستوى الفن تدنى.
نعم تدنى، ولكن لازال هناك طاقات عالية لازالت تعطي وهي التي ستبقى.
ماذا عن مستوى الإعلام؟
تقرأيه في هذا الكتاب وستعرفين "بأي زبالة نحنا".
لماذا كتبت "فليسفاء" باللغة العربية الفصحى مع أنك تحب اللغة اللبنانية؟
لأن هذه المقالات كتبتها في الماضي بالفصحى، ولكن لدي كتباً باللغة اللبنانية.
هل هي بالحرف اللبناني؟
لم أبدأ بعد بالكتابة بالحرف اللبناني.
ما هي الأغنية التي تليق بـ"لبنان الكبير"؟
"اللوزة والأرض وسمانا، هاو هني بلدنا وسمانا"، أغنية "إحكيلي عن بلدي" للسيدة فيروز.
إلى أي درجة تحب السيدة فيروز؟
"قد ما عاجقة عليي".
هل تحبها في أعمال الأخوين الرحباني أم بأعمال زياد الرحباني؟
أحبها كيفما كانت.
في الختام، ما هي نصيحتك للشعراء والإعلاميين والفنانين؟
أنصحهم بأن يرتقوا، وبألا يستسهلوا أبداً وألا يدخلوا بلعبة السوق.