من أهم شعراء العامية اللبنانية، عمل على تحديث هذا الشعر وتطوير لغته وجمالياته، وربطه بالشعر العالمي الجديد من خلال ثقافته وإخراجه من عزلته المحلية، وإنتسب الى أكاديمية الفكر اللبناني التي أسستها الشاعرة والمؤرخة مي مر، وكان من أصدقائها الى جانب كل من رفيق روحانا، ميشال كعدي، جورج شكور، نور سلمان وإنعام مكي.
لبس ثوب اللغة اللبنانية، التي عشقها وإعتمدها في كتاباته، ليصدرها إلى العالم وتترجم كتاباته إلى أكثر من لغة منها الفرنسية والإيطالية والبولونية، وهو الذي كتب الشعر والأغنيات والمسرحيات، وأبرز أعماله أنه أعاد كتابة الإنجيل المقدس بعهده الجديد وباللغة التي يعشقها، اللغة اللبنانية، وكذلك فعل مع قصة "الأمير الصغير"، ومن أشهر دواوينه "قنديل السفر".
إنه الشاعر الراحل موريس عواد، والذي كان خصّنا بحديث خاص لموقع "الفن"، وذلك خلال الحفل الذي أقيم مؤخراً لمناسبة الذي صدور كتابين عنه، الأول "الرؤيا – زورق الجمال – مدخل إلى شعر موريس عواد" للدكتور جورج زكي الحاج، والثاني "موريس عواد الشاعر الأسطورة" للدكتور ربيعة أبي فاضل.
ولقد إنتظرنا مرور حوالى الشهرين على رحيل عواد لننشر هذا اللقاء كي لا يقال إننا نقوم بسكوب صحفي بعد وفاته مباشرة.
عواد قال :"أول الحضارة إمرأة واحدة لرجل واحد، وهذا الشعار يجب أن يتم وضعه في الشرق كله، وهو يغيّر الذين يحاصرونا، لبنان لم يعد يحتمل، فقد إمتلأ، هناك 18 طائفة في لبنان، المرض هو أننا شعب لم ينضج بعد، صحيح أن لدينا يدين ورجلين، ولكن هناك وحشاً في مخنا، فالتخلف الديني لا يتركنا ننظف، في الشرق لم تحدث ثورة، تقيم حرباً وتقتل، هذا النظام التيوقراطي من ملك إلى ملك إلى ملك، إلى إبن ملك إلى إبن ملك يستمر".
وأضاف :"هناك نواب في لبنان أذكرهم منذ ستين أو سبعين عاماً أخذوا النيابة عن أجدادهم وآبائهم، وفي المستقبل يأخذها إبنهم، كل أربع سنوات يخلعون النيابة ويرتدونها مثلما يخلعون الحذاء ويرتدونه، ما من أحد يجرؤ في لبنان على القول إن المرض هو أن السياسة تتبع الدين بمختلف طوائفه، الدين يصنع الرقي والبعض بإسمه يصنع التخلف والتعتير".
وتابع :"في الهند ترى بقرة جائعة لم يعد لديهم ما يطعمونها وخمسة أشخاص يموتون من الجوع، من قدّس البقرة؟ يجب أن نزيح الدين، لا أن نلغيه، بل أن نضعه في مكانه، ليس هناك دين في السياسة، إن تعدى أحدهم على فتاة قاصر يزوجونه إياها فيبقى يتعدى عليها طوال عمرها، فليشنقوه، من يتعدى على فتاة قاصر يكون مريضاً، يقولون لي إنه ليس هو المسؤول هناك أشخاص مسؤولون إجلبهم وأشنقهم، إذاً يجب أن أشنق اللاعدل واللاحكمة".
وقال عواد :"شعب لازال يهتم بالأكل ولازال يخبّص وكل جسمه أسنان وكمش، ليس هناك مخ، وكلنا نكذب على أنفسنا وعلى بعضنا وعلى أمس وحاضرنا وعلى الوطن، اللبناني يكذب على نفسه، الآن مثلاً أريد أن أتكلم على المسرح، يقولون لي :"يا أستاذ يوجد هنا من كل الطوائف إنتبه ماذا ستقول"، ولكن أنا حضرت خطاباً على أساس أنني لبناني، فيقولون "أنت ماروني"، حسناً سأتحدث كماروني "تحدث كماروني وأذكر كل الباقين وإلا تكون ما بتسوى"، وهذا حصل معي كثيراً في السابق وكنت أغادر ولا أعود أتكلم".