هو فن رائد من فنون الأدب الشعبي، ينقل صورة الحياة التي نعيشها بكل جوانبها، فيطل الشاعر على المنبر ويؤدي ما كتبه بأسلوبه المميز باللغة اللبنانية المحكية، أو يرتجل، ويتبارى مع زملائه في قالب رائع، إنه الزجل.
وضمن الأمسيات الثقافية التي تقام في المكتبة الوطنية، أقيمت أمسية من التراث تناولت تاريخ الزجل اللبناني سرداً وشعراً، وذلك بالتعاون مع منتدى "لقاء"، بحضور المدير العام الدكتور حسان عكرا، المديرة التنفيذية جلنار عطوي سعد، وبمشاركة رئيس منتدى "لقاء" الدكتور عماد فغالي، نقيب شعراء الزجل في لبنان جورج أبو أنطون، رئيس جوقة "الليالي" الشاعر عادل خداج، الشاعرة نغم أبي كرم مهنا، الفنان التشكيلي عبد الله فحص، وقدمت الأمسية الشاعرة والزميلة ليلى الداهوك، وذلك بحضور حشد كبير من الهيئات الثقافية والمهتمة بالزجل اللبناني.
بعد النشيد الوطني اللبناني، كانت كلمة الدكتور حسان عكرا الذي رحب بالحضور، وأشار الى أهمية المحافظة على التراث الثقافي اللبناني غير المادي، وقال إن الزجل هو من هذا التراث الذي واجبنا تشجيعه ووضعه بين أيدي رواد المكتبة الوطنية، منوهاً بتعاون المسؤولين عن منتدى "لقاء" لتنظيم هذه الأمسية في صرح المكتبة الوطنية.
بدوره قال مؤسس منتدى "لقاء" الدكتور عماد فغالي :"في المكتبة الوطنية التي ترقى باللبناني إلى أعلى المرتبات، يحط لقاء الليلة الرحال، يسجل محطة من تراث أدبي، يقيت أصالة لبنانية لها في البال ألمعية أسماء تشكلت لا ذاكرة وطن، بل دوحة ملهمين ،غنوا حضارة من أرض الحرف الى رحاب العالم، ومنه نحو المدى".
الشاعر الدكتور يوسف ناصر الدين من جمعية التراث الأدبي والفني اللبناني، ألقى قصيدة في النقيب جورج أبو أنطون، ورد عليه النقيب بقصيدة.
النقيب جورج أبو أنطون عرض لتاريخ الزجل في لبنان منذ العام 1228 عندما نشر سليمان الاشلوحي من بلدة اشلوح في عكار، قصيدته عن نكبة طرابلس (يا حزن قلبي)، مروراً بشعراء الزجل في الاعوام 1450 و1516 و1894 و1925 و1928 وشعراء تلك السنوات على التوالي المطران جبرايل القلاعي، رومانوس حنينة ومحمد سلطان ورد الترك ويوسف المعلوف إلى رشيد نخلة وشحرور الوادي، الياس قهوجي ،أمين أيوب، الياس الفران، فرحان العريضي إلى علي الحاج، أنيس روحانا، وطانيوس عبدو، مستشهداً بقول للشاعر الفرنسي الشهير ميترال عندما قال خلال زيارته لبنان :"إنكم يا شعراء الزجل تعيشون في قلوب الناس". ولفت أبو أنطون إلى أن الزجل لم يعد معنىً وتحدياً بين شعراء الزجل، بل أصبح رسالة تحمل معاناة شعب وقضية، وترسم طريق المستقبل.
وشرح النقيب أوزان الزجل "القصيد الطويل والسريع، المعنى ، القرادي الموشح ،الشروقي الهوارة ابو الزلف والميجانا والعتابا حيث اعطى مثالاً عن كل وزن.
الشاعرة نغم أبي كرم مهنا ألقت مجموعة من القصائد المنوعة، وختمت بغناء "شروقي".
الشاعر عادل خداج غنى الزجل، ورافقته الشاعرة نجاة ماروني وضابط الإيقاع طلال الفارس.
وقدم رئيس منتدى "لقاء" الدكتور عماد فغالي شهادات تقدير لكل من النقيب الشعراء جورج أبو أنطون، الشاعر عادل خداج، الشاعرة نغم أبي كرم مهنا والفنان التشكيلي عبد الله فحص.
موقع "الفن" عاد بهذه الكلمات الخاصة.
رئيس منتدى "لقاء" الدكتور عماد فغالي :"تأسس المنتدى منذ ثلاث سنوات، كانت أول أمسية للمنتدى في شهر شباط من العام 2016، وإحتفلنا بعيد الثلاث سنوات بالأمسية رقم 36 في الثامن عشر من شهر كانون الثاني الماضي، أمسيات المنتدى هي عادة منوعة، تكون فيها القراءات بحيث يقرأ الشعراء من قصائدهم، وهناك فقرة "كتاب جديد" التي تضيء على إصدار حديث، وهناك فقرة "شخصية" وفقرة "زجل" تتراوح مدتها بين عشر وعشرين دقيقة ويحييها دائماً شاعران".
وأضاف :"وبطلب من مدير عام المكتبة الوطنية الدكتور حسان عكرا نحن نحيي هذه الأمسية التي أرادها أن تكون أمسية زجلية، وذلك طبعاً مع نقيب شعراء الزجل جورج أبو أنطون وبمشاركته، وبمشاركة نائب النقيب الشاعر عادل خداج، والشاعرة نغم أبي كرم مهنا، ومهم جداً بالنسبة لنا كمنتدى "لقاء" أن نطلق نشاطات المكتبة الوطنية".
نقيب شعراء الزجل جورج أبو أنطون :"الزجل اليوم أصبح أجمل من السابق، وأصبح رسالة بحيث في عصرنا هذا أصبح الشاعر يحكي معاناة شعب وقضية ناس، لم يعد الزجل ردة مقابل ردة، نحن نتعب ونخلق جيلاً جديداً واليوم لدينا 12 جوقة تغني على المنابر، 4 أو 5 منها قديمة و7 أو 8 منها جديدة، الزجل اللبناني أصبح التراث غير المادي في فرنسا في الأونيسكو".
وأضاف :"الزجل أصبح يدرّس في المدارس، وتم إنشاء صندوق تعاضد صحي للشاعر، ونحن نراقب الكلمة، فندهب إلى المنابر وأسمعهم ماذا يقولون، ونحن لجنة ونقول للشاعر أين أخطأ وأين نجح، الزجل يتطور وسيصبح بعد أجمل، هناك نهضة زجلية جميلة جداً، فلا خوف على الزجل اللبناني، هذا تراث يجب أن نحافظ عليه".
نائب نقيب شعراء الزجل في لبنان ورئيس جوقة "الليالي" الشاعر عادل خداج :"أسست الجوقة منذ عشر سنوات، وكان معي الشاعر الياس بو راشد، رحمه الله، والشاعران داني صفير وعلي فروخ، وأتعاون حالياً مع الشعراء نبيل فرحات وعلي فروخ وسليمان الجوني".
وأضاف :"الزجل بألف خير والناس يحبونه، ولكن المهم هو أن نعطي الزجل قيمته ويكون هناك شعراء، فشعراء الزجل الناجحون هم معدودون، ولم يأتِ بعد شعراء مثل العمالقة السابقين، رغم أن هناك مواهب واعدة ونحن نحاول أن نتعاون معهم في الحفلات، فعلى شاعر المنبر أن يكون لديه حضور وأداء، وأن يكون مثقفاً ويستطيع أن يرتجل الشعر ويلبي في كل المناسبات".
الشاعرة نغم أبي كرم مهنا :"أنا عضو نقابة شعراء الزجل في لبنان، وأكتب الشعر بالعامية،لدي ديوانان "جلنار" و"من وحي عيونك"، بدأت بكتابة الزجل بعمر العشر سنوات، والدي هو الشاعر إسكندر أبي كرم وعمتي هي الشاعرة جلنار كرم، وأنا أول أنثى تكتب "الشروقي" في العالم العربي".
وأضافت :"حصدت "الدف الذهبي" في برنامج "أوف" على قناة OTV، وقدمت برنامج "نغم الكلمة" عن الزجل على قناة Charity TV، وأتابع دراسات عليا في الأدب العربي في الجامعة اللبنانية، شاركت في برنامج الأونيسكو حيث تم إدراج الزجل على لائحة التراث العالمي غير المادي، وكنا ندرس الزجل في المدراس ونبحث عن الطلاب الذين يملكون موهبة الزجل لنصقلها، وفي ختام العام الدراسي أقيم إحتفال ألقى فيه الطلاب الذين دربناهم الزجل".
الفنان التشكيلي عبد الله فحص :"أشارك دائماً في أمسيات منتدى "لقاء"، ولا أحضر فكرة مسبقة لأرسمها، فحين تنطلق الأمسية تولد فكرة اللوحة التي سأرسمها، وبكل أمسية هناك لوحة جديدة، ليس هناك من لوحة مكررة".
وأضاف :"الناس يهتمون كثيراً بالرسم، وألمس هذا الأمر من خلال حضورهم المعارض والأمسيات الشعرية والفنية".
الشاعرة والزميلة ليلى الداهوك :"أنا لا أكتب الزجل، ولكني طبعاً أقدر هذا الفن الجميل، وخصوصاً أن من يحيي الحفل اليوم هم ثلاثة من الكبار، وأنا أسميتهم "كبيران ووردة"، نغم هي رائدة الشروقي في لبنان، وهي المرأة الوحيدة التي غنت على المنبر من كتاباتها، وأعتبر وجودي في هذه الأمسية إضافة إلى ثقافتي الفنية، وطبعاً منتدى "لقاء" رائد في الأمسيات الثقافية".
وأضافت :"أنا أؤمن بما قاله المسيح في الإنجيل "الحصاد كثير والفعلة قليلون"، حتى في الثقافة الفعلة قليلون ولكنهم موجودون، وهؤلاء الفعلة يتكاثرون مثل كرة الثلج، ويخلقون ضوءاً في العتمة، ولدينا مبدعون في كل المجالات الثقافية، وهم يلقون التقدير ولكن ليس كما يجب، والذين يقدرون هم الذين يجعلونا نستمر، ولولاكم ولولا الصحافيون والإعلاميون الذين يغطون كل النشاطات الثقافية لا تصل رسالتنا".
لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً إضغطهنا.