تُعتبر الممثلة الكويتية زهرة الخرجي من أبرز الممثلات في الحركة الفنية الخليجية، استطاعت بموهبتها المميزة أن تخطف قلوب الكبار والصغار، وبإيمانها وتحديها للصعوبات وجرأتها وإثارتها أن تكون حالة فنية مختلفة على المستوى الفني والانساني أيضاً. حققت زهرة الخرجي نجاحاً كبيراً على الساحة الفنية لأعمالها المختارة بعناية وحرصها على التنوع في الادوار.
موهبة فنية منذ الطفولة
ولدت زهرة محمد أحمد الخرجي في الكويت في 15 كانون الثاني/يناير عام 1962 ، بمنطقة الرميثية، ويقال بأنها من أصل إيراني، عاشت طفولتها ما بين الجد واللعب والشقاوة، وهي الاخت الكبرى لأشقائها الثمانية، لها أربع شقيقات وأربعة أشقاء.
كان منزلها قريباً من البحر، فكانت زهرة الخرجي تذهب برفقة والديها لقضاء أيام العطلة. إستطاعت أن تلفت الأنظار إلى موهبتها منذ الطفولة بعد أن شاركت في فريق الزهرات وهي في الصف الأول الإبتدائي بالإضافة لانضمامها إلى فريق الجمباز، وتقديمها لعروض في التربية البدنية. تعلقت كثيرا بالجمباز وهي صغيرة وظلت تمارسه في الإبتدائية والإعدادية والثانوية وكانت مهتمة كثيرا بالجمباز الروماني حيث حققت أعلى ارقام قياسية فيه في الأولمبياد. كانت زهرة الخرجي ترغب أن تصبح بطلة في الجمباز إلا ان اسرتها منعتها بسبب المايوه الخاص باللعبة فقررت أن تكتفي بالسباحة وموهبتها في التمثيل المدرسي.
إلى جانب التمثيل والجمباز شاركت زهرة الخرجي أيضا في فريق الموسيقى في المدرسة أثناء دراستها الثانوية العامة، بالإضافة إلى النشاط المسرحي، وذهبت الي ايطاليا لدراسة الرسم، وبعدها الى لندن لدراسة التصوير الفوترغرافي ، ثم عادت الي الكويت. لم تكمل دراستها حيث بدأت دخول عالم الفن بتحدي مع أحد الأصدقاء الذي راهنها على أنها لن تخوض التجربة فقبلت التحدي .
شهرتها وبداية الانطلاقة
بدايتها الفنية تحققت من خلال مشاركتها في النشاط المسرحي في المدرسة وبعدها شاركت في مسرحية "دفاشة" 1983، و"ياليل ياليل" 1984، ومسرحية "أحمد والاسود" 1984، الا أن بداية انطلاقتها كانت في مسلسل "على الدنيا السلام" عام 1987، و"مدينة الرياح" عام 1988 الذي حقق نجاحاً كبيراً في الخليج، وقدمت خلاله شخصية حيزبونة و"للحياة باقية"، و"دروب الشك" و"سيدة البيت"، فتنوعت أعمالها بين المسرح والدراما والأفلام، حيث شاركت زهرة الخارجي في حوالي 142 عملاً فنياً متنوعاً. شاركت في عدد من المسلسلات خلال عام 2019، ومن بينهما مسلسل "مساحات خالية"، وأيضاً الفيلم السعودي "نجد"، ومسلسل "العاصفة" و مسلسل "سبع أبواب". وإلى جانب التمثيل خاضت زهرة الخرجي أيضا تجربة الغناء، فقدمت في عام 1987 ألبومها "غلطانة" والذي ضم خمس أغنيات ولاقى استحسان الجمهور العربي.
زيجاتها وحرمانها من رؤية أبنائها
أحدثت زهرة الخرجي الكثير من الجدل بسبب زيجاتها، فتزوجت مرتين الأولى قبل دخولها عالم الفن، من رجل أعمال معروف وأنجبت منه ولدين، ثم انفصلت عنه ومنعها من رؤية أولادها لدخولها المجال الفني.
وفي عام 2005 تزوّجت زهرة الخرجي من المخرج أحمد الحليل بعد قصة حب بدأت اثناء مسرحية "النص" وقد تم الزواج بشكل سري حتى أن زهرة فوجئت بوجوده أثناء تصويرها برنامج "الوادي" في لبنان. لم يعلن عن الزواج لكنها اضطرت أن تعترف بالأمر. بعد اربعة سنوات من زواجهما تم الإنفصال بشكل سري وانكشف الأمر، ورفض الثنائي الحديث عن سبب الإنفصال إحتراما لخصوصية كل منهما والعلاقة بينهما.
تغلبت على سرطان الثدي
في عام 2005 اضطرت زهرة الخرجي أن توقف نشاطها الفني بعد أن اكتشفت اصابتها بمرض سرطان الثدي وسافرت على الفور إلى لندن لتلقي العلاج وبالفعل استطاعت أن تتغلب على المرض وتنتصر عليه في ظل الدعم الذي حظيت به من اصدقائها ومحبيها وبعد شفائها عادت لتواصل نشاطها الفني.
وكانت قد صرحت أن تجربة المرض وضعتها أمام اختبار حقيقي لمواجهة الصعاب وفكرت في توثيق مرحلة علاجها وسقوط شعرها اثناء العلاج الكيماوي والأوجاع التي مرت بها من خلال كتاب يوثق هذه التجربة الصعبة.
شاركت زهرة الخرجي في العديد من المؤتمرات للتوعية عن المرض الخبيث، بالإضافة إلى عدد من اللقاءات التلفزيونية التي تهتم بالتوعية بمرض السرطان والفحوص العاجلة، وتحدثت عن تجربتها مع المرض.
حلقت شعرها امام الجمهور دعما للمرضى
في إحدى المؤتمرات التي اقيمت في جامعة الخليج في الكويت قامت زهرة بحلاقة شعرها أمام المتواجدين دعماً منها لمرضى السرطان، الأمر الذي أثر بالكثيرين و إعتبروه خطوة شجاعة منها وقالت إن الشعر يسقط ويعود والأهم أن تكون النفسية متفائلة والإبتعاد عن الأمور السلبية وهي من الأمور المهمة للشفاء من ذلك المرض.