بعد غياب لفترة عن الساحة الفنية، عادت الفنانة اللبنانية رولا سعد بمسلسل "مجنون فيكي"، الذي يحمل طابعاً جديداً ومغايراً عما نشهده خلال الفترة الحالية.
فماذا قالت عن شخصيتها وعن تجربتها الجديدة هذه؟ لماذا هذه الغيبة؟ ماذا قالت عن عمليات التجميل؟ وكيف ردّت على منتقديها؟
هذه الأسئلة وغيرها نتناولها في مقابلتنا هذه معها.
لماذا عدت بهذا السيناريو في مسلسل "مجنون فيكي" بعد غياب طويل، خصوصاً أننا نلاحظ أن قالبه مرتبط بك كثيراً لناحية الشغف بالموضة وطريقة الحياة؟
بعد آخر مسلسل قمت به فضلت أن آخذ إستراحة، فمن خلال الحديث مع الكاتب فراس جبران أخبرته أنني أريد أن أقوم بمسلسل عن الموضة وهذا الحديث تقريباً منذ ثلاث سنوات وبدأنا التصوير منذ سنتين وإنتهينا منذ حوالى السنة.
ماذا يميّز هذا المسلسل عن غيره من المسلسلات التي تعرض حالياً أو في الفترة الأخيرة؟
هو مسلسل فريد من نوعه في لبنان لناحية الفكرة التي تتحدث عن الموضة ويتضمن أيضاً قصة حب فهو قريب قليلاً من الأسلوب الأجنبي.
إلى أي مدى تشبهك شخصية كلارا التي تؤدينها في المسلسل؟
لا شكّ أن شخصية كلارا هي شخصيتي أنا، بالطريقة التي تعيشها وعليها أن تكون قوية وأن لا تستسلم ولا تكشف عن وجعها أمام الناس وفي الوقت نفسه تحب الموضة. فأحببت أن أنطلق بهذه الشخصية من لبنان التي تشبهني وتشبه الكثير من الفتيات اللواتي لديهن الشغف بالموضة وفي الوقت نفسه يواجهن مشاكل في حياتهن ولكنهن لا يستسلمن.
هذا يعني أن فكرة المسلسل أتت على أساس شخصيتك؟
الفكرة أنا من أعطيتها للمسلسل، وكثيراً ما كنت أسمع من الناس عندما ألتقي بهم ويعلمون أنني أحضر لمسلسل، أنهم ملًّوا من الحزن والكآبة والنكد.
مع العلم أن هذا المسلسل فيه جزء من الدراما وذلك سيظهر في الحلقات المقبلة، ولكن الأمر الذي أسعدني كثيراً هي الفكرة التي إقترحتها شقيقتي زينة والتي أعطت للمسلسل فكرة جميلة جداً وهي عرض أزياء لذوي الإحتياجات الخاصة لأنني وفي مسيرتي الفنية واجب عليّ أن ألقي الضوء على الجانب الإنساني.
وهذا أتى أيضاً إنطلاقاً من أننا عايشنا هذه الحالة في عائلتنا، فشقيقي كان مشلولاً، وكنا نعاني معه كيف أن الناس تنظر إليه وتشفق عليه بسبب حالته وينظرون إليه كأنه كائن غريب.
وكنت أشاهد عرض أزياء في الخارج وشقيقتي كانت تشاهده على "اليوتيوب" وتأثرنا كيف أنهم يلقون الضوء على هؤلاء الأشخاص، ففي الخارج يعطونهم الكثير من الإهتمام، ومن هنا فأنا أفضل أن ألقي الضوء على هكذا حالات لأنني عانيت من هذا الأمر.
كيف كان التعامل مع الفنان يوري مرقدي؟
هو صديق لي وعمله رائع ومحترف جداً وهو ليس شخصاً متكبّراً أو مؤذياً بل على العكس، وتربطني به صداقة فكان من الصعب أن أمثل معه دور الحبيبة المتيّمة به خصوصاً أنني على صداقة معه ومع زوجته ولكن أثناء العمل كنا نضع هذا الأمر جانباً.
إنطلاقاً من شخصيتك في المسلسل التي تشبهك، وتحديداً لطريقة تعاملك مع يوري مرقدي وخطيبته، هل أنت فعلاً بحياتك الطبيعية تتصرفين هكذا لتغيظي من تحبين؟
هي الفكرة أنها لا تريد أن تغيظ أحداً بقدر ما تريد أن تثبت نفسها لأن ما حدث معها هو جرح كبير ومن أقرب إنسان.
إضافة إلى أنه صدمها، فهو لم يبرر بل حدث الأمر فجأة لتتلقى بعدها دعوة حفل الزفاف من دون أية مقدمات ولكن كلارا هي شخصية قوية وتحاول دائماً أن تنتصر على وجعها خصوصاً إن كان من أقرب الناس.
نلاحظ أيضاً في المسلسل أن يوري مرقدي منصاع جداً لأمه.
صحيح، لأنه في الحلقات المقبلة ستعرفون أن أمه وهبت حياتها كلها له لكي تسعده بعد ووفاة والده.
ولكن أنت كـ رولا سعد كيف تتعاملين مع حبيبك إن كان لهذه الدرجة منصاعاً لوالدته؟
في سياق القصة سيعرف المشاهد أن يوري كان يتعامل بطريقة عادية مع والدته ولكن مرض والدته كسره.
هذا يعني أنك تبررين لحبيبك هذا الأمر؟
نعم أبرره، ومن يعيش هكذا حالة سيفهم وأنا عشت هكذا حالة فـ يوري في المسلسل كانت والدته هي محور حياته وكانت لديه شخصيته، إلى الحدّ الذي كتبت أمه وصيتها وقالت فيها إنها تريده أن يتزوج قبل أن تموت ويترك كلارا.
ومن هنا فإن كانت الأم ضحّت لهذه الدرجة من أجل ولدها، فأنا أبرر ما حصل مع العلم أن الفتاة هي من تكون الضحية.
هل رولا سعد كأم تفرض على إبنها شريكة حياته؟
كلا، ولكن أستطيع أن أوجهه وأتفاهم معه إلى أن أحاول أن أقنعه وإن لم أستطع فأنا سأكون معه في قراره.
لمذا تأخر عرض المسلسل؟ هل كان هناك مشاكل إنتاجية؟
كلا، ولكن بسبب مشاغلنا أنا ويوري وسفراتنا إضافة إلى مشاغل المخرجة رندلى قديح أحياناً مع العلم أننا كنا نتعامل بسلاسة جداً مع بعض.
لماذا يقتصر عرض المسلسل على يومين فقط في الأسبوع بعكس بقية الأعمال التي تأخذ حيّزاً أكبر من العرض؟
هذا الأمر يزعج المشاهدين صراحةً، ولكن كان قد بدأ مسلسل قبله على الشاشة وطبعاً لا يستطيعون إعادة البرمجة حالياً.
أنا كنت أفضل أن يتم عرضه أكثر وليس تحديداً الجمعة والسبت لأن الناس في هذين اليومين يخرجون ولكن مع كل ذلك فإن المسلسل يحظى بنسبة مشاهدة عالية.
هل أنت صريحة ولديك الجرأة للحديث عن عمليات التجميل التي أجريتها؟
من لم يخضع لعمليات تجميل؟ فلم يعد يستطيع الشخص أن يضحك على الناس وأنا شخص متصالح مع نفسه.
أين كانت هذه الغيبة عن الساحة الفنية ولاسيما الغناء؟
إنشغلت بمسلسل "مجنون فيكي" لأنني كنت أنا من الأشخاص الذين كانوا على الأرض مثلي مثل غيري مع الإشارة إلى أن التصوير كان في منزلي ومنزل عائلتي في الضيعة ومنزل شقيقتي وأصدقائي فكان علي أن أكون متواجدة دائماً.
ماذا عن جديدك في الغناء؟
مازلت أبحث عن أغنية ولا يوجد شيء جاهز حالياً، مع العلم أنني كنت أحضر لأغنية وإستقريت عليها لكنني عدت وغيّرت رأي.
كيف تردين على من ينتقدون أزياءك حيث يصفونها بالجريئة والغريبة؟
لا أردّ لأن من يتابع الموضة يعلم أنها هذه هي الموضة، ولا شكّ أنني صممت هذه الأزياء منذ حوالى الـ3 سنوات فأنا أحاول أن أستبق وأكون أول من يرتدي كل جديد وهناك من ينتقدني.
ولكن الوقت كفيل بأن يردّ إعتباري حيث أنه هناك أزياء إرتديتها سابقاً وهي اليوم موضة، فهناك الكثير من الأزياء التي إنتقدوها ترى الكثيرات من الفنانات اليوم يرتدونها.
وأريد أن أضيف في ما خصّ شخصية كلارا أن أسلوب حياتها في ما يتعلق بالأزياء التي إنتقدها البعض ووصفوها بالمبالغ فيه وكذلك ظهورها دائماً بـ "FULL MAKEUP"، فهذا أمر طبيعي لأن شخصيتها تفرض هذا الامر، فهي مهووسة بالموضة، أما أنا ففي حياتي الطبيعية لست كذلك حيث أنه من الممكن أن أخرج من المنزل من دون مكياج.
كلمة أخيرة عبر موقع الفن.
أحترم كل رأي يكتب عني سلباً أو إيجاباً ولكنني دائماً أقول إنه يجب أن يكون لدينا مستوى بالنقد، وهناك شيء مهم جداً تعلمته من الفنانة الراحلة صباح حيث قالت لي "زعلي يوم لما ما بيحكو عليكي"، في النهاية طالما أنهم يتحدثون عني فهم يتابعونني وهم من جمهوري.