هي أشبه بصرخة في ظل الوضع الإقتصادي الحالي في لبنان، حيث يتخبط الشعب اللبناني في أزمة إقتصادية كبيرة تطال جميع شرائح المجتمع من الشباب الى العائلات الى أصحاب الشركات والمصانع والمؤسسات.
"ما فينا ندفع ما رح ندفع" هو عمل مسرحي من إخراج لينا أبيض ومن إنتاج جوزيان بولس، تأليف داريو فو، ومن بطولة دارين شمس الدين، رافي فغالي، ساني عبد الباقي، علاء عيتاني، هبة سليمان، هشام خداج وياسين عبود، وتم عرض العمل على مسرح دوار الشمس في الطيونة.
العمل ينطلق من فكرة أزمة إقتصادية يعيشها المجتمع فتنعكس سلباً على حياة أنطوانيت "دارين شمس الدين" وزوجها، كما حياة جارتها ريتا "هبة سليمان حيدر" وزوجها، فترتفع الإعتراضات الشعبية بوجه التجار، مما يضطر النساء الى إقتحام "سوبر ماركت" الحي وتحديد الأسعار ومنهن من سرقن السلع بالقوة كأنطوانيت لأنهن غير قادرات على دفع المال كي يطعمن عائلاتهن.
تتصاعد أحداث المسرحية بقالب إجتماعي- كوميدي مميز، تبرز فيها شخصية أنطوانيت وكذبها الفكاهي المميز، بينما تستقطب الأنظار ريتا "هبة سليمان حيدر" بقدراتها الكوميدية الكبيرة لتضع في العمل بصمة إستثنائية فتنجح بأن تثبت للجميع أنها موهبة خارقة لها مستقبل كوميدي كبير، من ثم تصل النهاية لتكون تتويجاً للفكرة والسيناريو والإخراج والأداء المبدع.
موقع الفن كان في العرض الخاص للعمل وكانت لنا اللقاءات التالية:
المخرجة لينا أبيض وردا على سؤال هل أن المسرحية تلاقي الحراك في الشارع أشارت الى ان أي عمل مسرحي يجب أن يكون له علاقة بالواقع، وتابعت:" لكن هذا النص للكاتب العالمي داريو فو وأخذ نجاحات كبيرة حيث تم تقديمه في أكثر من بلد، وسبق وان قدمناها قبل عامين وكانت ملائمة للواقع، أما اليوم فأصبح النص ملائم أكثر للوضع الإقتصادي وبالتأكيد هناك رابط، المسرحية بسخرية كبيرة تقول "أن الفقير مضطر أن يسرق، والدولة مليئة بالفساد"، وتلك السخرية توجع كثيراً."
المنتجة جوزيان بولس اشارت بدورها الى ان العمل يحمل رسالة قوية جداً وبواقعنا الحالي يجب ان يسمع الشعب هذه الرسالة التي تمر بسياق كوميدي مميز.
وتضيف: "لدي إيمان كبير بأن بلا ثقافة لا يوجد شعب وبلا بلد، لذا يجب دوماً أن نقف الى جانب المسرح، وتقديم أعمال ثقافية مميزة ليكون البلد بخير، ومن هنا أوجه رسالة لكل الناس لا تخافوا من المسرح هو أجمل من السينما والتلفزيون لأنه يعيش ولا يموت، تعالوا وشاهدوا المسرح الذي يعطيكم رسالة وتسمعون فيه ما تريدون أنتم سماعه".
الممثلة دارين شمس الدين بدورها كشفت أن المسرحية عندما تم تقديمها قبل عامين كانت هناك تحركات مطلبية على الأرض والمفاجئ بالموضوع أن عدداً من المتظاهرين حملوا إسم المسرحية في الإعتصام، وبعد عامين قررنا ان نعيد تقديمها فأصبحت صرخة تعاد عند الحاجة، وهي سبق أن عرضت في 35 دولة وتمت ترجمتها الى كل لغات العالم وحصدت جائزة نوبل.
وعن تعاملها مع رفاقها بالعمل أشارت شمس الدين الى أن جميع الممثلين المشاركين بالعمل خريجو مسرح ولديهم تجارب وهي سعيدة بالتعامل معهم ومع المخرجة لينا أبيض.
وفي ما يتعلق بالشخصية التي تجسدها في العمل أكدت شمس الدين أن شخصية الفتاة "السارقة الكذابة" شخصية صعبة لأن الفرق بسيط جداً بأن تجعل الناس يضحكون عليك أو يضحكون على الموقف الذي تعيش فيه.
وشددت شمس الدين على أنها تعتبر التمثيل مهنتها الثانية الى جانب عملها كمنتجة تلفزيونية، وهي تحضر لعمل مسرحي جديد مع لينا أبيض واصفة الأخيرة بأنها "مجنونة وبتحب تكسر الراس".
لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً، إضغطهنا.