غيّب الموت أحد رواد شعر العاميّة في لبنان، الفيلسوف والشاعر موريس عواد عن عمر ناهز 85 عاماً.
ولد موريس عواد في 20 شباط/فبراير عام 1934، وهو رائد الشعر العامي المحكي، وربيب الشعر لما يناهز السبعين عاماً. كتب الشعر والأغنيات والمسرحيات، وأبرز أعماله أنه أعاد كتابة الإنجيل المقدس "العهد الجديد" وباللغة التي يعشقها، اللغة اللبنانية، وكذلك فعل مع قصة "الأمير الصغير"، ومن أشهر دواوينه "قنديل السفر".
الشاعر موريس عواد من أهم شعراء العامية اللبنانية، وهو خير وارث لتراث هذا الشعر وعمل على تحديثه وتطوير لغته وجمالياته، وربطه بالشعر العالمي الجديد من خلال ثقافته وإخراجه من عزلته المحلية.
موريس عواد صاحب تجربة فريدة وأساسية في هذا الحقل، وهو صرف عمره للكتابة وأبدع دواوين كثيرة هي أشبه بالعمارة الشعرية.
نشر عواد 52 كتاباً، نذكر منها "أغنار"، "قنديل السفر"، "سنين مالحا، "طعمة لْ خبز ولْ مَرا"، "رسايل مَرْ بولس"، "يا ولاد الستّين دولار"، "حِبّني بْصير أحلا"، "حَكّ بْ راس الريشي"، وغيرهم.
الراحل عواد كان منتسباً الى أكاديمية الفكر اللبناني التي أسستها الشاعرة والمؤرخة مي مر، وكان من أصدقائها الى جانب كل من رفيق روحانا، ميشال كعدي، جورج شكور، نور سلمان وإنعام مكي.
وكان إنضم إسمه في العام 2015 الى لائحة المرشحين الى جائزة نوبل الآداب، بعدما وافقت لجنة الترشيحات في الاكاديمية السويدية على ملف ترشيحه، الذي تقدمت به ثلاث جامعات: الجامعة البولونية في شخص المستشرق الدكتور اركاديوس بلانكا وهو كان وضع عنه كتابا بالعربية والانكليزية والفرنسية، وترجم له مختارات من شعره، وجامعة مالطا في شخص مدير قسم الدراسات الشرقية فيها الدكتور مارتن زاميط، إضافة الى الجامعة اللبنانية في شخص الدكتور ربيعة ابي فاضل.
وكان عواد قال في آخر لقاء له مع موقع "الفن" :"أنتم اللبنانيون الذين ولدتم لبنانية لبنان إن لم تؤمنوا باللغة اللبنانية مثل إيمانكم بيسوع الذي إفتدى التاريخ، بكرا عظامكم في القبور ستسمع آخات أولاد أولادكم".
وأضاف :"لَبنَنَة العهد الجديد باللغة اللبنانية، أنا، ولبنانية لبنان بلغته اللبنانية على الألف الثالث، أنا، من دون لبنان سينقص شيء في المتوسط الشرقي، ومن دون اللغة اللبنانية ماذا سيبقى من لبنان؟".