افتتح الممثل السوري وائل رمضان موسمه الدرامي بالجزء الرابع من مسلسل "عطر الشام"، في وقت يعود إلى دفة الإخراج من خلال عمل مازال طور التحضير بعدما أخرج سابقاً عدة أعمال مهمة منها "كليوباترا" و"آخر أيام الحب".
خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، شارك بما يقارب مئة مسلسل درامي كممثل، منها "حمام القيشاني" و"الثريا" و"مرايا" و"سيرة آل الجلالي" و"تمر حنة" و"ورود في تربة مالحة" و"قانون ولكن" و"رجاها" و"بكرا أحلى" و"بقعة ضوء" و"كسر الخواطر" و"امرأة من رماد".
موقع "الفن" إلتقى رمضان في كواليس تصوير مسلسل "عطر الشام" وكان هذا الحوار:
تصور حالياً مشاهدك في الجزء الرابع من "عطر الشام"، فما سر هذه الاستمرارية؟
لو لم يثبت العمل وجوده ونجاحه لما طالب الجمهور وكذلك المحطات التلفزيونية بإنتاج أجزاء جديدة منه، والشركة المنتجة تسعى لتلبية مطالب الناس، وأرى أن هذه الأسباب وراء وجود نسخة من العمل كل عام، وأعتقد أن السلسلة مستمرة.
في هذا الجزء هنالك عوالم وشخصيات وخطوط جديدة ستطرأ على العمل إلى جانب غياب بعض الشخصيات، وفي ما يتعلق بشخصية "مظهر" على وجه التحديد، فهنالك تطور ملحوظ سيطرأ عليها قياساً بالأجزاء السابقة، من خلال التحول من أقصى الشر بإتجاه الخير.. هذا الخير سيكون ملموساً أكثر من السابق.
أترى أن المشاهد سيتقبل أن تميل هذه الشخصية التي تتصف بالشر بإتجاه الخير بهذا الشكل المفاجئ؟
لا يوجد في الحياة ما يسمى بالخير المطلق أو الشر المطلق، ففي داخل كل إنسان شر وخير وتناقضات ثانية، كالتناقض بين الأبيض والأسود والليل والنهار، كل تلك الأمور موجودة في الحياة، ومن الممكن أن نرى جانبا إنسانيا مضيئا داخل الشخص الشرير بنسبة تفوق غيره من البشر، و"مظهر" هو أحد هؤلاء الأشخاص.
نلاحظ خلال السنوات الأخيرة إقبالاً شديداً على أعمال البيئة الشامية، فما السبب برأيك؟
لأن البيئة الشامية غنية وتحتوي على تفاصيل وحياة وروح، والجمهور يحب الذهاب بإتجاهها والنبش بتفاصيلها والتعرف على خباياها، مع احترامي لباقي البيئات المختلفة الموجودة من حولنا.
للبيئة الشامية على اختلاف عصورها خصوصية تتمثل بحب الحياة، ففي داخل كل بيت شامي حب وحياة وبسمة وفرح مترافقة مع الألم والحزن، إلى جانب الطابع الاجتماعي المهم الذي تحبذ الناس مشاهدته.
تقف حالياً بمشهد يجمعك مع الممثلة نادين خوري، فكيف تصف التعاون معها؟
السيدة نادين من الفنانات العظيمات اللواتي أحب وأتشرف بالتعاون معهن، وسبق وأن اجتمعنا بعدة أعمال سابقاً.
هناك ما يسمى بالكيمياء والتي تولد بين الأشخاص ولا ندري كيف، وهناك أشخاص تشعر براحة كبيرة أثناء العمل معهم، وأحياناً تضطر لمجاملة البعض، لكن نادين من الأشخاص الذين أستمتع بالعمل معهم وأعتقد أنها تبادلني المشاعر ذاتها.
يقال بأن البيئة الشامية عبارة عن "نساء الحارة"، فما تعليقك؟
في السابق لم تكن الإذاعات والتلفزيونات ومواقع التواصل الاجتماعي موجودة، فكانت الأخبار تتناقل على لسان نساء الحارة سواء في العزائم أو المناسبات الاجتماعية التي كانت بمثابة منبر إعلامي لبث الأخبار السارة أو الحزينة.
أعلنت عن إنجاز جزء ثانٍ من مسلسل "بكرا أحلى" فما التفاصيل؟
"بكرا أحلى" مشروع نطمح أن يستمر بأجزاء جديدة، توقفنا فترة عن متابعته ومررنا بظروف صعبة، واليوم عدنا لمتابعة العمل عليه ونسعى لتنفيذ أكثر من جزء بأسماء أخرى، لكن مع المحافظة على الظروف والشروط الموضوعية ذاتها التي كانت موجودة.
منذ فترة قصيرة أعيد عرض الجزء الأول وحظي بنسبة متابعة عالية، وسعيد جداً بأن العمل مع كل إعادة "بيكسر الدنيا".
أعمال مثل "بكرا أحلى" و "صح النوم" ومع كل عرض جديد تتسابق الناس لمشاهدتها انطلاقاً من بساطتها وعفويتها وواقعيتها وقرب شخصياتها من الناس، رغم أن إمكانياتها الإنتاجية بسيطة.
إذاً أنت تؤيد فكرة الأجزاء؟
أنا مع فكرة الأجزاء في حال وجود ضرورة درامية وإضافة للعمل وطلب من الجمهور، هناك الكثير من المسلسلات الأجنبية يتجاوز عدد حلقاتها 400 و 500 حلقة وهي متابعة ومطلوبة من الناس، فلم لا خصوصاً وأن الدراما السورية تتميز بغناها أكثر من غير درامات.
حالياً تتحضر لإخراج مسلسل جديد حدثنا عنه.
لا أستطيع الإدلاء بأي تفصيل كوني وعدت المنابر الإعلامية بعقد مؤتمر صحفي للحديث عن هذه التجربة التي سنشرع في تنفيذها قريباً.
إبتعدتَ لفترة عن الإخراج واليوم تعود لخوض هذه التجربة الجديدة.. فما سبب الابتعاد؟
لم أبتعد عنوة، ولم أتخذ قراراً بالابتعاد عن الإخراج والالتزام كوني ممثلاً فقط .. لا أبداً.
حقيقة لم أجد تجربة تليق بأن أتولى إخراجها وأقدم على هكذا مشروع وأعطّل نفسي كممثل، خصوصاً وأن الإخراج يحتاج إلى فترة تحضير طويلة، فلم يقع بين يدي عمل يحرضني كي أذهب بإتجاهه، ولم أجد عملاً أثار فضولي كي أخرجه.
كما أننا مررنا خلال السنوات الأخيرة بظروف حرب صعبة جداً، وأعتبر أية لحظة درامية أو حتى أكبر وأضخم عمل درامي حتى لو كان بهوليوود لا يعادل لحظة حياتية حقيقية بالحرب بالنسبة لي.
ما الذي جذبك في هذا العمل كي تشرع في خوضه؟
كما قلت لم أبتعد أصلاً وإنما تريثت كي أجد فرصة لطيفة، وصدقاً لم أبحث عن مشروع ضخم خصوصاً وأني أنجزت أضخم مشروع بالوطن العربي وهو "كليوباترا" الذي كان حينها من أضخم الإنتاجات العربية على الإطلاق، فأنا لا أمتلك هاجس تنفيذ عمل ضخم ولا أبحث عن أموال ضخمة، وكل ما أبحث عنه هو خوض تجربة جديدة أستمتع بها وتلقى قبولاً من الناس.
كان من المقرر أن تتولى إخراج مسلسل "الكندوش" بسبب خلاف بين الكاتب حسام تحسين بيك وبين المنتج، فما الجديد؟
ليس هناك خلاف جوهري، وإنما الخلاف نشب على توقيت تنفيذ العمل، فالأستاذ حسام رغب بتنفيذ العمل في وقت معين، لتصل الأمور بينهما إلى سحب النص وإعادته له، وهو مصر على أن أخرج العمل بنفسي، لكن لغاية اليوم لم تؤمّن شركة إنتاج تتبنى العمل.
لماذا لم نرك بالأعمال العربية المشتركة "بان أراب"؟
ليس هناك ما يسمى "بان أراب" وإنما هو اختراع وُجد للحصول على أعمال غير سورية، وأنا أول من اشتغل في هذا النوع من الأعمال، فأخرجت مسلسل "آخر أيام الحب" الذي ضم سوريين ولبنانيين ومصريين، كما أن "كليوباترا" كان عبارة عن خلطة عربية.
الآن وضمن ظروف الحرب فإن الخيارات كانت ضمن سقف أنا وضعته، وهو أني لا أريد الخروج من البلد، وقراري هذا حمّلني تبعات وأعباء أكثر وحسبت على الدولة السورية وقيل بأني ابنها، وأفتخر طبعاً وسعيد بها ولستُ منزعجاً أبداً.
وما رأيك بالأعمال التي تقدم ضمن هذا النمط الآن؟
تافهة بكل معنى الكلمة ولا ترقى بأن تكون أعمالا درامية بالمطلق، لا كأداء ولا إخراج ولا تمثيل، ولا ترقى لعقل المشاهد العربي.
هل تفضل أعمال الحرب؟
هناك أشخاص يحبون العمل بأعمال الحرب، أما أنا فأحترمها لكني لا أحبذها، لأني أرى بأن تلك الأعمال لا تعبر عن لحظة حقيقية لا كممثل ولا كمخرج.
لكنك إشتغلت بأعمال تتحدث عن الأزمة السورية؟
كما قلت أحترمها لكني لا أحبها، صحيح بأني عملت فيها لكن هذا لا يعني بأني أفضّلها، وعليّ أن أفصل بين ما أحب وبين ما أمتهنه كممثل.
لكن في حال كنتُ صاحب قرار، فلن أذهب بإتجاه أعمال الأزمة، وحقيقة سبق وعرضت عليّ نصوص كثيرة من هذا التوجه تناولت الموضوع بطريقة سطحية وبعضها تناول الأزمة السورية من وجهة نظر شخصية.
اليوم وفي ظل حالة الاستقرار التي تشهدها سوريا وبعد انتهاء الحرب طبعاً، وخلال وجودنا في سوريا وضمن القراءة التي أراها من الممكن تنفيذ عمل اجتماعي هادئ، فالناس اليوم بحاجة الى كوميديا ولحظة إنسانية حقيقية.
الفن هو انعكاس لحالة واقعية ويجب علينا أن نراقب الحدث عن بعد، ونشرع في تنفيذه بعد انتهائه وليس خلاله.
يقال بأن الدراما السورية تعاني من ضعف.
لا أرى بأنها تعاني من ضعف وإنما تعاني من حجب، فالأعمال السورية لا تسوق وليس لها سوق للتسويق أساساً.
الدراما السورية لا تضعف وهي قوية وولاّدة وقادرة على العطاء، ولّدت 80 نجماً بالثمانينيات و40 بالتسعينيات و30 نجماً في الألفية الجديدة، ما يعني أنها ولاّدة للنجوم وللكتاب والمخرجين والفنيين، والحالة الإبداعية موجودة بالدراما السورية ومستمرة وأرى بأن الحرب أعطتها "Update" أكثر للمستقبل.
زوجتك الممثلة سلاف فواخرجي، أنت وزوجتك تعملان في المجال نفسه، فهل تتشاوران؟
نحن صديقان بالدرجة الأولى قبل أن نكون حبيبين وزوجين ولدينا أسرة، ومن الطبيعي أن نتشاور ونأخذ آراء بعضنا بعضاً، وطبعاً نحن غير ملزمين بهذا الموضوع، وبالنهاية لكل واحد منا رأيه الخاص، وكل منا يفعل ما يراه مناسباً.
حدثنا عن ولديك.
حمزة سنة ثانية طب بشري في جامعة دمشق، وعلي في الصف الخامس الابتدائي.
هل تشجع دخولهما إلى الوسط الفني؟
هما مستقلان بخياراتهما ولا نتدخل بقراراتهما نهائياً، لكن عندما اختار حمزة دراسة الطب صعقني لأنه كان يميل إلى الإخراج الكرتوني، أما علي فميوله فنية حتى اليوم، ولازال الوقت مبكراً للحديث عن هذا الموضوع ولا نستطيع أن نستقرئ.
أنت محب للموسيقى وسبق أن وظفت هذه الحالة سابقاً بالدراما.
حاولت توظيفها في مسلسل "اسأل روحك" الذي كان خلطة بين الدراما والموسيقى، فالموسيقى التصويرية كانت من وحي الأغنية نفسها، هذا التوظيف يحتاج لأشخاص قادرين على فهم هذه القصة، أي أنك بحاجة إلى منتج مغامر مستعد أن ينتج عملاً من دون انتظار محطة معينة كي تشتري مسلسله، وكان علينا أن نعتمد بالأساس على محطاتنا، وهذا هو الخطأ الكبير الذي ارتكبناه بحق أنفسنا كسوريين، وكان علينا أن نفعل كشقيقتنا الكبرى مصر التي تمتلك حوالى 85 قناة، لذلك لا تكترث للبيع بل تكتفي بالسوق الداخلي وهناك تنافس بين المحطات على المسلسل المحلي.
نحنا كبلد مؤهل أن تكون لدينا 8 قنوات متنافسة فيما بينها على الأقل، لكننا للأسف ننتظر أن نبيع أعمالنا لقنوات خارجية.
من هواياتك أيضاً العزف على عدة آلات موسيقية، على أية آلة تحترف العزف؟
أنا أدندن على 14 آلة موسيقية، لكني لستُ محترفاً إلا على البزق، وأحب أيضاً العزف على العود والغيتار والبيانو، ولديّ عدة آلات موسيقية كون ولدايّ يعزفان على آلات موسيقية.
مخرج .. ممثل .. عازف، أين ترى نفسك أكثر؟
لكل لحظة ملائكتها، أحب الإخراج وهو حالة حسية أحب تفريغها، وأحب التمثيل لأني بالأساس ممثل، وأدندن على الآلات الموسيقية وأستمتع بها.