ناهدة الحاج هي فنانة وعازفة بيانو ورسامة وكاتبة روايات، قبل أن تكون من ذوي الحاجات الخاصة بعض تعرضها لخطأ طبيّ أدى الى شلل نصفي في جسمها. أرادت من خلال مجتمع من الفنانين اللبنانيين أن يطلقوا صرختهم من أجل البيئة والأرض والصحة قالوا كلمتهم :"الطبيعة في خطر أنقذوها وأنقذوا صحتنا" وذلك من خلال لوحات فنية جمعتها الحاج في بلدية جديدة بيروت، والتي كان لنا معها هذا اللقاء.
أخبرينا أكثر عن المعرض وعن رسالتك منه؟
أحاول كل سنة تشجيع الفنانين اللبنانيين من مختلف المجالات والمستويات من خلال عرض أعمالهم وذلك بهدف مساعدة الجمعيات التي تعنى بشؤون ذوي الحاجات الخاصة أو مساعدة عائلات لديهم ذوي حاجات خاصة، وهذا العام تَبَنَيْنا عائلة فقيرة لديها أطفال يعانون صعوبة في النطق وحملنا في لوحاتنا قضية الطبيعة وكل الإنتهاكات بحقها، وطلبت من جميع الفنانين أن يصمموا لوحة انطلاقاً من هذا الموضوع. وعرض 28 رساما لوحاتهم وحمل المعرض 74 لوحة فنية. رسالتي إنقاذ أرضنا وصرخة لوزارة الصحة ووزارة البيئة، فيوميا تنتهك أرضنا بالعمار العشوائي "مثل شكّ الخرز" وهدر الثروات الطبيعية والتلوث البيئي الذي ينعكس على صحتنا "أنقذوا أرضنا وأنقذوا لنا صحتنا".
أردت أن أتوجّه الى الناس الرافضين فكرة ذوي الحاجات الخاصة ولا يدعمون أعمالهم، وعندما قرّرت إنشاء الجمعية كنت في خيبة أمل وأردت أن أثبت للناس أن لدينا قدرات نستطيع أن نعبّر عنها رغم الإعاقة.
ماذا تطلب منك المعرض لإنجازه؟
تغيب الأهمية للرسام اللبناني الى جانب الرسامين في البلدان العربية والأجنبية الأخرى، بالإضافة الى أنني أتبنى جمعيات وعائلات وأساعد الرسامين، فالمشاركة معي أقل كلفة من المشاركة في معارض أخرى التي ترفع سقف المشاركة المالية فيها، وأتيح الفرصة بالمشاركة المجانية لذوي الحاجات الخاصة.
كيف ساهم الرسم في إنتصارك على الإعاقة؟
من خلال الرسم أعبر عن أحاسيسي، وهذه الطريقة الوحيدة التي تدفعني الى التعبير من دون التحدّث رغم الألم الذي لا يفهمه أحد، لكن قد يقرأها المشاهد في لوحاتي وأستطيع من خلالها أن أعبّر عن رسالتي بصَمْت.
من هو الداعم الأوّل لناهدة الحاج؟
أهلي هم الداعم الأول، دعموني في مسيرتي، وأصدقائي بالإضافة الى طموحي وإصراري للفت الإنتباه الى قدرات ذوي الحاجات الخاصة. إن الضعف الذي في داخلي أحوله الى طاقة، وأتمنى أن أكون مثالاً للآخرين الذين يعانون من الإعاقة نفسها كي أحفزهم على الإنطلاق من جديد.
إلى أين يمكن أن يدفعك حلمك؟
لدي أحلام كثيرة، فأنا طموحة جدا وأنظر الى الأمام، وهدفي أن أعزّز احترام وتقدير ذوي الحاجات الخاصة، وأطمح أن أصبح رسامة عالمية وعازفة بيانو عالمية، وأسعى جاهدة لأجد عملا، فأنا أواجه العديد من العراقيل في إمكانية ايجاد عمل بسبب إعاقتي الجسدية، فدائما تُرفض طلباتي عند مقابلتهم شخصيًّا، ولكن أهلي هم الآن يصرفون عليّ. من جهة أخرى، أتعلّم الغناء الأوبرالي، وأتمنى أن أغنّي وأعزف وأرسم على مسارح عالمية. وأتمنى من الناس أن يتقرّبوا منا ويكتشفوا نفسياتنا وقدراتنا قبل اصدار الأحكام علينا، وبناء الحواجز بيننا.
لمشاهدة الألبوم إضغط هنا .