نجم سينمائي متميز حقق نجاحا كبيرا بسلسلة من الأفلام الناجحة أبرزها "حين ميسرة" و "خيانة مشروعة" و "دكان شحاتة" و "ريجاتا" و "مولانا"، إشتهر بتقديم أعمال إنسانية مجتمعية حققت نجاحا كبيرا مع الجمهور في الدراما أبرزها "مملكة الجبل" و "شارع عبد العزيز" و "خرم إبره"، وأعمال أخرى يحاول الخروج من عبائتها في الوقت الحالي بتغيير شامل في الشكل والنوعية.
هو الممثل عمرو سعد الذي يتحدث لـ"الفن" عن الهجوم الذي واجهه بعد الظهور بلوك جديد لفيلم "الفهد" الذي يعود به للسينما وسبب رغبته في التغيير، وكواليس مسلسل "بركة" المؤجل من رمضان الماضي، ورؤيته للموسم الجديد وقلة الأعمال المشاركة، وتفاصيل كثيرة في هذا اللقاء.
في البداية.. هل هناك أنباء بخصوص إستمرار تصوير مسلسل "بركة" المؤجل من رمضان الماضي؟
إنتهينا من تصوير حوالى ثلثي مشاهد العمل قبل التوقف والإعلان عن تأجيله وخروجه من رمضان الماضي، ويتبقى لنا حوالى 30% من المشاهد سوف نبدأ في تصويرها منتصف شهر ديسمبر المقبل.
وكيف ترى تأجيل العمل وخروجه من سباق رمضان الماضي؟
أرى أن الموضوع طبيعي وتعاملت مع الأمر بشكل عادي، وخصوصاً أن الوقت كان ضيقاً، ولكن تأجيل العمل في مصلحته للتركيز على تنفيذ العمليات النهائية للعمل بشكل صحيح من دون الوقوع في الأخطاء، هذا فضلا عن التعديل على السيناريو الذي قمنا به بعد التوقف، وهذا التأجيل أعطانا أريحية كبيرة لتنفيذ العمل بأفضل شكل ممكن.
هناك مخاوف من الموسم الدرامي الرمضاني المقبل بسبب قلة الأعمال المشاركة، فكيف ترى الأمر من وجهتي المميزات والعيوب؟
المخاوف موجودة بالفعل لدى من يعملون بمجال الفن وخصوصاً أن هناك عددا كبيرا من العاملين بهذا المجال سوف يتضررون من قلة الأعمال هذا العام، ولكن أعتقد أنها وسيلة لضبط الصناعة وتقديم خدمة للجمهور على أعلى مستوى، بدءاً من الإهتمام بتنفيذ هذه الأعمال وحتى خروجها للنور، وفي الوقت نفسه زيادة عدد الأعمال مُضرة بالنسبة للجمهور الذي لا يستطيع مشاهدة كل الأعمال، ولكن ستكون هناك فرصة عظيمة للجمهور هذا العام لمشاهدة كم قليل من الاعمال المشاركة، وبالتالي المنافسة ستكون اقوى وأكبر مما سبق.
وماذا عن السينما، هل ستعود بعملين خلال الفترة المقبلة؟
لدي عملان سينمائيان أعجبت بهما وإستقريت عليهما خلال الفترة الماضية، وخصوصاً لما يحمله كل عمل من إختلاف في طبيعته وتفاصيله عن الآخر، فهناك فيلم كوميدي خفيف أتعاون فيه مع محمد الشواف مؤلف مسلسل "بركة" الذي سأواصل العمل عليه قريبا، إلى جانب فيلم آخر تاريخي أكشن مع خلطة كوميدية جديدة بالتعاون مع الكاتب إبراهيم عيسى ويحمل إسما مؤقتا وهو "الفهد"، وسوف أبدأ في تنفيذ العملين قريبا، وأتمنى أن تكون عودة قوية لي بالسينما.
ولماذا صرحت بأن دورك في فيلم "الفهد" الذي تُقدمه مع إبراهيم عيسى يُشبه "روبن هود"؟
لأن الشخصية تاريخية لبطل مصري قريب من الناس وخصوصاً أنه قريب للبطل الشعبي، واتمنى تقديم الشخصية بأفضل شكل ممكن لأنني متحمس للغاية لهذا العمل وللدور الذي سأظهر به هذه المرة.
وكيف وجدت هجوم البعض على ظهورك بلوك جديد أثناء حضور الدورة الثانية من مهرجان الجونة السينمائي؟
توقعت ردة الفعل التي حدثت من الجمهور وتعاملت مع الموضوع بشكل طبيعي لأن هذا ما أردته أن يشعر الجمهور بتغيير في عمرو سعد.
هل وراء هذا اللوك دور فني جديد؟
هناك دور فني بالفعل وراء هذا اللوك، ولكن بشكل عام هي محاولة للتغيير في نوعية الأعمال التي سأقدمها خلال الفترة المقبلة، وخصوصاً أنني خصصت إهتماما كبيرا لصالح الاعمال المجتمعية التي تمس النفس الإنسانية بشكل كبير، ورغم نجاحي بها إلا أنني أردت التغيير ومحاولة الظهور بأدوار أخرى مختلفة وبعيدة كل البعد عن المنطقة الإجتماعية الإنسانية التي نجحت فيها، وخصوصاً أن هناك أدوارا كثيرة إعتذرت عنها لإهتمامي بالتركيز على نوعية معينة من الأعمال.
وكيف ستحافظ على المضمون في ظل محاولاتك للتغيير خلال الفترة المقبلة؟
بكل تأكيد سأحافظ على المضمون والرسائل التي أُقدمها للجمهور من خلال أعمالي، فما قصدته هو التغيير في نوعية الشخصيات التي أظهر بها وليس المضمون، فإهتمامي بالمضمون سوف يزيد أكثر وأكثر مع محاولات التغيير التي أحدثك عنها، فأنا مقتنع بأن إرضاء كل الناس أمر صعب للغاية ولكنه ليس مستحيلاً، فالنقد الذي حدث على اللوك الذي ظهرت به مؤخرا سبب الصورة الذهنية المتكونة بالفعل لدى عقول الجمهور من وراء ظهوري بنوعية أعمال وأدوار قريبة منهم وليس لرفضهم التغيير الذي قمت به.
وكيف كُنت تتعامل مع مواجهة الإحباطات الأولى في بداية مشوارك؟
كنت أتعامل مع الأمر على أنه قرار وإرادة لابد أن أحققها وتخرج من داخلي، وثابرت وتحديت نفسي وتعاملت بمبدأ أن كل يوم يمر عليّ لابد أن أكون في أفضل حالاتي عن اليوم الذي سبقه، وكنت أضع في حساباتي التطوير من نفسي والسعي نحو الوصول لتحقيق أحلامي.
بشكل عام كيف ترى وضع السينما في الوقت الحالي؟
أعتقد أنها ليست في وضعها الطبيعي نظرا لقلة الاعمال التي يتم إنتاجها كل عام، ولكن المؤشرات تقول إنها في طريق العودة، ولكن هذا الأمر يحتاج لدعم من الدولة من خلال تجهيز وإنشاء دور عرض بكل المحافظات للمساعدة على وصول الأفلام السينمائية لكل المناطق بجمهورية مصر العربية.
وكيف ترى دور الفن في محاربة الإرهاب؟
الفن له دور كبير بكل تأكيد في محارب الإرهاب، وخصوصاً أن الفن يُنمي حواس الإنسان، فلا يمكن أن يتحول طفل صغير تمت تنمية حواسه على الفن والموسيقى الراقية إلى إرهابي، لذا فمن الضروري دعم الفن وتسهيل كل العوامل لصالحه من أجل تنمية المجتمع بشكل عام.
ولماذا إتخذت قرار عدم تقديم مسلسل درامي يحمل إسمك كل عام كما كنت تفعل من قبل؟
أعتقد أن السينما هي الهدف السامي بالنسبة لي، وهي أرشيف للفنان يتيح له صناعة تاريخ فني كبير، وتقديم مسلسل كل عام أمر صعب للغاية، وقد يجعلني أغيب عن السينما وأنا لا أريد ذلك، لذا أرى أن الظهور لعام والغياب بعده دراميا ستكون وجهتي وأعتقد أنها صحيحة لأن السينما لها حسابات والدراما لها حسابات أخرى أيضا، وأنا أراعي كل هذه العوامل وأضعها قيد حساباتي.
وفي النهاية.. هل ترى أن ذوق الجمهور تغيّر خلال الآونة الأخيرة، ولهذا السبب أنت تسعى للتغيير؟
أعتقد أن ذوق الجمهور تغيّر بالفعل وأصبح الجمهور يهتم بنوعيات معينة من الأعمال، ومن الضروري تلبية متطلبات الجمهور بما لا يضر ظهوري الفني بأفضل شكل ممكن، لذا فأنا بالفعل أحاول التغيير والإبتعاد عن نوعية الأعمال الإنسانية المجتمعية التي قدمتها كثيرا في مشواري والبطل القريب من الناس، وهذا التغيير لن يضرني بل أعتقد أنه سيكون مفاجئا وصادما للجمهور كما حدث حينما شاهدوني باللوك الجديد في مهرجان الجونة السينمائي.