لا يختلف اثنان على موهبة أمل عرفة وقدرتها على تجسيد مختلف الشخصيات المتنوعة عبر كافة أنواع الدراما، إن كان في الكوميديا أو البيئة الشامية أو حتى المسلسلات الاجتماعية والتاريخية.
في مسلسل "سايكو" لم تكن عرفة ممثلة فقط، بل كانت المؤلفة والمنتجة والمشرفة ومغنية الشارة، إضافة إلى أدائها خمس شخصيات دفعة واحدة على مدار الحلقات الثلاثين.
تجربة عرفة الفنية الممتدة على 28 عاماً كانت غنية بالتجارب الكوميدية، أبرزها "عيلة خمس نجوم" و"دنيا" و"بقعة ضوء" و"كسر الخواطر" وضبوا الشناتي".
ولأننا كمتابعين اعتدنا على عبقريتها في الكوميديا بالذات، فقد توقعنا أن يكون مسلسلها الجديد نقطة انعطاف للكوميديا السورية التي عانت خلال السنوات الأخيرة من أزمات متعددة، لكن المسلسل حتى الآن مازال تحت سقف التوقعات.
أمل نجحت في تجسيد الشخصيات الخمس بكل مهارة، وهو أمر متوقع، لكن العمل ككل لم يحقق النجاح المتوقع، والسبب الأول يعود إلى ضعف النص وخلوه من الحبكة، ورتابة الحلقات على نسق واحد حول حدث واحد يدور حول مسيرة البحث عن الـCD الذي لا نعرف عنه سوى أنه يحتوى على فضائح لأشخاص مهمين يحاولون بشتى الوسائل استراجعه.
إضافة إلى ذلك، فإن ظهور جميع الشخصيات التي تؤديها عرفة بمشهد واحد يرهق العين، خصوصاً أننا كنا نعتقد أن هذه الشخصيات ستظهر واحدة تلو الأخرى غير مجتمعة عبر مسير الأحداث.
"سايكو" كسر حاجز البطولة الجماعية التي تميزت بها الدراما السورية عبر عقود، فظهرت فيه عرفة في بطولة مطلقة جداً جداً، وهو أمر مستهجن ويذكرنا بأفلام الأبيض والأسود عندما كان يكرس عمل واحد لنجم أوحد فقط.
يشار إلى أن العمل من تأليف عرفة وزهير قنوع وإخراج كنان صيدناوي في أول عمل إخراجي لـ عرفة، ويشارك في التمثيل فادي صبيح وفايز قزق وروبين عيسى وأيمن رضا ورولا شامية وماريو باسيل وطارق تميم ونظلي الرواس ومحمد قنوع والليث المفتي وماهر شقرا، إضافة إلى ضيوف شرف لعدد من الممثلين مثل باسم ياخور ووائل رمضان ومروان خوري وطوني عيسى ومحمد حداقي ومحمد خير الجراح.
ويعرض العمل حالياً عبر قناة "لنا" السورية كعرض أولي بعد عامين على إنتاجه، حيث تعذر تسويقه كما يرغب القائمون عليه.